عقلية الإفحام ... وعقلية الإقناع

  • 223

عقلية الإفحام، تريد أن تثبت للطرف الأخر أنها تفهم أكثر منه، وتعلم أكثر منه، وهي تسرد الدليل تلو الدليل؛ لتثبت للطرف الأخر أنه لا يفقه، ولا يعلم، ولا يفهم.
عقلية الإقناع، تتقبل وجود الرأي الأخر، وتحاول أن تبحث عن الاسباب وراء تبنيه فتناقشها، وأسباب رفض فكرتها فتفندها وترد عليها.
عقلية الإفحام، يحاول صاحبها إرضاء رغبة نفسه في الانتصار على الأخرين.

وعقلية الإقناع، يحاول صاحبها كسب القلوب، وإقناع العقول في آن واحد.

عقلية الإفحام، تحمل سيفا متسلطا.
وعقلية الإقناع، تحمل كتابا مغلفا ببسمة، وكلمة رقيقة.

عقلية الإفحام، تستغرب من مجرد وجود شخص لم يتبني وجهة نظرها، وتصادر على حق الأخرين في الاختلاف في الراي.

عقلية الإقناع، تري أن الاختلاف أمر طبيعي بين البشر، وأنه قد يكون رأي ما صوابا، والرأي الأخر أصوب.... أو كلا الرأيين علي حق. أو ربما كلاهما خطأ .... أو أحدهما مخطئ والأخر مصيب.... وهي بذلك تفتح الباب أمام الاقتناع بوجهة النظر المخالفة.... أو حتى في حالة عدم اقتناع أي من الطرفين بوجهة النظر الأخرى، فأنها لا تجد غضاضة في تفهم حق الأخر في تبني وجهات نظر مخالفة، والتعبير عنها بكل حرية

أسلوب الإفحام، مزعج جدا ويثير نفوس الأخرين، ويكون غالبا حائلا بين وصول الفكرة إلى الأخر، وغالبا ما يجعل الطرف الأخر في حالة دفاع عن نفسه طوال الوقت، مما يكون قد له رد فعل عكسي، قد يصل إلى الهجوم المضاد. ومن ثم يتحول الحوار إلى شجار وجدال عقيم.
عقلية الإفحام، قد تجعلك تخرج منتصرا ولكنك ستكسب حتما خصما جديدا .

عقلية الإقناع، تكسبك دائما احترام الأخرين وإن لم يقتنعوا برأيك.

عقلية الإفحام، وعقلية الإقناع ليستا قدرا محتوما، ولا امرا جبريا، وإنما اختيارا شخصيا وقرارا داخليا ينبغي على المرء أن يتدبر فيهما، وينتقي أيهما أقرب إلى رضا المولي فيجاهد نفسه على التحلي بها.