عاجل

"النيويورك تايمز": لماذا لا تهتم جوجل بتوظيف خريجي كليات القمة؟

  • 81
سياسة جوجل فى اختيار موظفيها..المواهب أم الكفاءات؟

أجرت شركة جوجل عمليات تحليلية علي مدار أعوام بغرض معرفة أي الأشخاص هم أكثر نجاحًا فى الشركة، واعتمدت في تحليلها على المعدلات، والمدارس البارزة، وألعاب التفكير خلال المقابلات الشخصية.

في حوار منشور في "النيويورك تايمز"، مع لازلو بوك، رئيس قسم تنمية الموارد البشرية في شركة جوجل، بين فيه اهتمامات الشركة، وأنها لم تعد تهتم بالشهادات.

قال "بوك" إن خريجوا مدارس القمة قد ينقصهم "التواضع الفكري"، وتبحث جوجل عن إمكانية الرجوع خطوة نحو الوراء وتبني أفكار أشخاص آخرين إذا ما باتت أفضل، مشيرا إلى أن الإنسان عاجز عن التعلم من دون تواضع فكري، وأن من النادر أن يعاني الأشخاص البارزون فشلاً، لذا فهم لا يتعلمون كيف يستفيدوا من فشلهم.

وتابع: إن خريجوا مدارس القمة، لديهم ردود أفعال سلبية، يبرز عند حدث أمر جيد، يقولون إنه بفضل عبقريتنا، وإذا ما وقع ضده، قالوا إنه بسبب سفيه ما، أو أنني لم أحصل علي الإمكانيات اللازمة، أو أن السوق قد تغير.

وأكد رئيس قسم التنمية البشرية بشركة "جوجل"، أن الأشخاص الذين يتعلمون خارج الكليات كثيرًا ما يكونوا أشخاصاُ استثنائيين، فالمواهب موجودة في العديد من الأماكن لدرجة أن مسؤولي التوظيف الذين يعولون علي مدارس قليلة، يتخذونها ركيزة يرتكزون عليها وضالة ينشدونها.

وتابع: حين تنظر إلي الأشخاص الذين لا يذهبون إلي المدرسة ويبنون مستقبلهم في هذا العالم، تجدهم أشخاصًا استثنائيين، لذا علينا أن نبذل ما بوسعنا لانتشال أولئك الأشخاص، وإن الكثير من مدارس لا تقوم بالدور المنوط بها، وإنما تخلف ديونًا متراكمة في مقابل تعليم أشياء ليست الأكثر أهمية.

النقطة التالية التي ذكرها "بوك" هي القدرة على التعلم والتي وصفها أنها أهم من مستوى الذكاء، فالنجاح على المستوى الأكاديمي ليس دومًا علامًة علي قدرتك على القيام بكل ما يسند إليك من وظائف.

وذكر "بوك" أن الكلية قد تكون "بيئة مصطنعة" تعمل على نوع واحد من أنواع التفكير، وأن مستوى الذكاء أقل أهمية من التعلم الدائب؛ لذلك فإن أول ما نبحث عنه عند كل وظيفة هو القدرة العامة للإدراك، وتشمل : القدرة علي التعلم، والتعامل السريع، والجمع بين معلومتين متباينتين.

وأوضح: نحن نفرض إجراء مقابلات شخصية سلوكية مصممة سبق أن أقررناها للتأكد من قدرة الأشخاص علي التنبؤ، وعلى عكس تلك المقابلات الشخصية التي يسئل الأشخاص فيها عن عدد كرات التنس التي يمكن تملأ ملعبًا للتنس، فإن المقابلات الشخصية السلوكية قد يسئل الشخص فيها عن ردة فعله حيال مشكلة صعبة واجهها في الماضي، وقد يساهموا أيضًا في إيجاد الأشخاص الذين يفون بتعريف الشركة لمفهوم القيادة.

وبين: إنها ليست قيادة نادي مدرسة أو قيادة بطولة سابقة مؤثرة، بل هي النهوض والقيادة حين تقتضي الضرورة ذلك؛ لذلك ينبغي البحث عن ذوي القدرة علي التعلم والإستجابة والإدراك، وعدم الإغراء بما لدى الأشخاص من مواهب، فإن الموهبة كثيرًا ما تقلص باقي المهارات أو تلغيها إذا ما اعتمد المرء عليها وحسب.