عاجل

تقرير غربي يحذر من اشتعال الصراع بين شركات تصنيع السلاح العالمية على الشرق الأوسط

  • 135
ارشيفية

في ظل تغيرات مثيرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، احتدم التنافس بين شركات السلاح الأمريكية والروسية على جذب أكبر عدد من العملاء في سوق التسليح، خاصة في السنوات الأخيرة.


وعبر تقرير تلفزيوني أعده موقع "فايس نيوز" الإخباري الأمريكي، كشف أن أمريكا وروسيا من أكبر مُصَدِّري السلاح في عام 2015، وعلى وجه الخصوص في منطقة الشرق الأوسط، وأن شركات السلاح في كلا البلدين لا تعبأ بوقوع تلك الأسلحة في يد من يستخدمونها في أعمال غير إنسانية.


وللوقوف على بداية مرحلة التنافس بين الشركات الأمريكية والروسية على المنطقة، التقى "فايس نيوز" بيتر فانن بيرن، ضابط سابق في خدمات وزارة الخارجية الأمريكية، كان قد قضى 24 سنة يعمل لديها، وكانت آخر مهمة له المساعدة فيما يسمى بـ"جهود إعادة إعمار العراق" في الفترة ما بين 2009 إلى 2010، وصرَّح بيرن بأن الأعمال التحضيرية في تلك الفترة كانت حول صادرات الأسلحة الأمريكية للعراق قبل انسحاب قواتها في 2011.


قال بيرن، إن مبيعات التسليح الخارجية بالنسبة لنا كانت مهمة جدًّا، خاصة في الحقبة التي عملت فيها، حيث رأينا الحرب على مشارف الانتهاء بينما تفتح أمريكا شريانًا لضخ مبيعات أسلحتها في العراق.


وأشار الموقع إلى أن روسيا أصبحت ثاني أكبر الدول المصدرة للسلاح للعراق في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية من العراق.


وحول سؤالٍ عما إذا كان بيع الأسلحة الأمريكية يأتي في قمة أولويات المواطن أم لا؟ أجاب بيرن قائلًا: بالنسبة لمبيعات الأسلحة الأمريكية للخارج تقيمها الولايات المتحدة الأمريكية على أنها مصلحة مهمة للمواطنين، وتتفاخر بذلك على أنه مساعدة لتجارتها، حيث خلقت العديد من الوظائف في مدينة سياتل بواشنطن عبر بناء الطائرات، فنحن حافظنا على خط الإنتاج في مدينة ليما أوهايو التي تصنع دبابة إم ون، وأنقذنا شركة برادلي المتخصصة في صناعة المركبات القتالية بعد أن كانت على وشك الإغلاق، كما أن الجيش الأمريكي اكتفى من كمية الدبابات التي يمتلكها، ووجد مكانًا يمتص هذا الفائض من الأسلحة ببيعها لدول أخرى، ورأت أمريكا أنها أحق بإيجاد الوظائف لأبنائها والإبقاء على استمرار مصانعها، وهذا شيء لا تدخر جهدًا في إخفائه.


أجرى "فايس نيوز" لقاءات مع مسئولين بشركات سلاح أمريكية وروسية للكشف عن مدى رغبتهم في عقد صفقات التسليح في منطقة الشرق الأوسط، وكان من بينها شركة "بوينغ" لتصنيع الطائرات، حيث ذكر سكوت دي، مدير الاتصالات الدولية بالشركة، أن معرض أيداكس الدولي في الشرق الأوسط مهم للشركة، ويعطيها فرصة لمقابلة وفود دولية وعرض عدد من منتجات لأنظمة الأمن الدفاعية والجهود الإغاثية، كما أن الخطط البيعية للشركة تستهدف 10 بلايين دولار في السنة، ومنطقة الشرق الأوسط مهمة خاصة جنوب شرق آسيا.


كما ذكر بيل موني، نائب رئيس شركة أوشكوش في منطقة الشرق الأوسط (شركة أمريكية متخصصة في صناعة الشاحنات والمركبات العسكرية)، أن منطقة الشرق الأوسط مهمة جدًّا لعقد صفقاتهم، وزعم أن شركته لا تتمنى عدم الاستقرار لشركائها في المنطقة حتى تحقق مآربها الربحية.


وفي هذا الصدد صرَّح أوليج سيمكو، المدير التنفيذي لشركة أورال (تنتج عددًا من أنظمة التسليح التي تصدرها الحكومة الروسية)، بأن ازدياد مبيعات الأسلحة الروسية في السنوات الأخيرة لم يكن مستهدفًا من قِبَل الحكومة، بل يرجع للموقف السياسي في أنحاء العالم، ولم تكن تلك الزيادة في منطقة الشرق الأوسط، بل في الجنوب الشرقي لآسيا وشمال إفريقيا حيث تتركز فيها عملاء الشركة الرئيسيين.


أما فلاديمير أونوكوي، مدير تسويق مساعد بشركة كلاشينكوف، امتنع عن إجابة سؤال حول أهمية منطقة الشرق الأوسط في إثراء صفقات التسليح للشركة، قائلًا: إنه لا يريد الوقوع في مشاكل وإجابة السؤال أوضح من الشمس.


وتعليقًا على سؤال وُجِّه لتوماس سوليفان، مدير مبيعات شركة كولت الأمريكية لتصنيع الأسلحة النارية، حول محاولة شركة كلاشينكوف وشركات روسية أخرى مصدرة للسلاح أن تتقدم في مبيعاتها في المنطقة، فأجاب قائلًا: أعلم أن هناك العديد من الأسواق المفتوحة هنا، ولا تسمح وزارة الخارجية الأمريكية لمبيعات كولت بالوجود فيها.


وعندما وجَّه "فايس نيوز" سؤالًا لعدد من مثلي شركات التسليح حول إمكانية استخدام الأسلحة في نهاية المطاف في أعمال غير إنسانية، فكانت الإجابة بأن هذا اختصاص وزارة الخارجية، وهي التي توافق على الصفقات المبرمة، وهي التي تحدد ما إذا كانت الأطراف الأخرى سيستخدمونها في أعمال غير إنسانية أم لا.


ذكر الموقع أن الدبلوماسية الأمريكية تركز في الوقت الجاري على قضية الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، في الوقت الذي يستمر فيه سباق الأسلحة التقليدية، وأنه بينما تسد أمريكا احتياجات التسليح بنحو كبير لدى البعض، وتحاول دول أخرى مثل روسيا زيادة صادراتها مِن التسليح. وفي الوقت الذي حققت الولايات المتحدة الأمريكية مبيعات تسليح أعلى في الشرق الأوسط، أتت روسيا ثاني أكبر دول العالم في تصدير السلاح، محاولةً انتزاع أسواق أكبر مشتركة بينهما، كما أنه في بعض الأحيان تتنافس الشركات الروسية والأمريكية على العملاء، وفي حالات أخرى تكون للاعتبارت السياسية كلمة أخرى.


أوضح الموقع، أن منطقة الشرق الأوسط تمثل سوقًا ربحيًّا لشركات السلاح الأمريكية منذ عام 1970، ولكن في العقد الأخير على وجه الخصوص كانت أكثر ربحًا، وفي عام 2013 صدرت شركات أمريكية للمنطقة أسلحة دفاعية قيمتها تزيد عن 5 بلايين دولار، والتي ارتفعت إلى 6 بلايين دولار في عام 2014.


يذكر أن معرض أيداكس الدولي من أكبر معارض السلاح في الشرق الأوسط، شارك فيه في السنوات الأخيرة نحو 60 دولة و1200 عارض، وشارك فيه هذا العام 80 ألف زائر، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد من أكبر مصدري تكنولوجيا الأسلحة الدفاعية في العالم، وترسل عارضين لأيداكس أكثر من أية دولة أخرى.