مُترجَم: روسيا تُعِد قانونًا يوجه ضربة موجعة للدولار الأمريكي

  • 124
ارشيفية


قدم فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، مشروع قانون يوجه ضربة موجعة للدولار الأمريكي، مؤديًا إلى إزالته من التعاملات التجارية بين البلاد التي تنتمي للكومنولث الدول المستقلة.


وحسب ما ذكر مايكل ساندر، الخبير الاقتصادي الأمريكي، في مقال بموقع "ذا إيكونوميك كولابس"، فإنه يعتقد الموافقة على هذا القانون في الفترة المقبلة، موضحًا أن قائمة البلدان التي ستتخلص من الدولار الأمريكي في معاملاتها التجارية وفقًا لصدور هذا القانون: أرمينيا وأذربيجان وبيلاروس وكازاخستان وقيرغيزستان ومولدوفا وطاجيكستان وأوزبكستان.


أشار ساندر، إلى أن ذلك لا يعني موت الدولار، لكنه سيكون خطوة مهمة تجاه نهاية عصر الهيمنة الكاملة للدولار الأمريكي، كما أن معظم الناس لا يدركون أن الدولار الأمريكي يستخدم خارج الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من استخدامه داخلها، لافتًا إلى أنه إذا قررت بقية الدول إيقاف جمع الدولارات المستخدمة بين بعضها البعض في معاملاتها التجارية، وأقرضتها للولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى بمعدلات فائدة منخفضة للغاية؛ فإن أمريكا ستصبح في العالم المتضرر، وأنها ليست سوى مسألة وقت حتى يحدث ذلك.


ومن خلال سعي حثيث من قِبَل روسيا والصين للتخلي عن الدولار الأمريكي، توقع ساندر أن تحذو بقية دول العالم حذوهما في ذلك، منوهًا باستخدام دول العالم للدولار في معاملاتهم التجارية يخلق قدرًا هائلًا من طلب تصنيعه، مما يعني أن قيمة الدولار أعلى بكثير مما هي عليه، وفي نهاية المطاف ستعود إلى أمريكا أكوام هائلة من الدولارات بمعدلات فائدة منخفضة للغاية.


نشر موقع روسيا اليوم، تقريرًا حول مشروع القانون الذي يهدف إلى التخلص من الدولار الأمريكي واليورو من التعاملات التجارية بين رابطة دول الكومنولث المستقلة، ساعيًا لإنشاء سوق مالية موحدة بين روسيا ووأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان، وغيرها من بلدان الاتحاد السوفييتي الأسبق.


أصدر الكرملين بيانًا حول استهداف القانون لتوسعة استخدام العملات الوطنية في مدفوعات التجارة الخارجية والخدمات المالية، كما وضع شروطًا مسبقة لمزيد من السيولة في أسواق العملات المحلية. وفي إطار الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي ناقشت الدول إمكانية التحول للعملات الوطنية.


ووفقًا للاتفاق بين روسيا وبيلاروسيا وأرمينيا وكازاخستان، فإنه يوجد تحول إلزامي لتسويات في العملات الوطنية -الروبيل الروسي وروبيل بيلاروسي ودرام وتنجي- سيقع في الفترة 2025-2030 م. وكخطوة مسبقة للتخلص من التبعية للدولار الأمريكي فإن روسيا بدأت بشكل فعلي تفريغ احتياطاتها من الدولار، حيث باعت في شهر دسيمبر الماضي 22 مليار دولار في سندات الخزانة الأمريكية، وهو ما يمثل 20% مما تحوزه الولايات المتحدة، وذلك حسبما ذكرت مدونة "زيرو هيدج" المالية.


ومن ناحية أخرى، فقد ذكر موقع "شتف بلان"، أنها باتت حقيقة معروفة سعي روسيا والصين إلى تجريد تبعيتهما من الدولار الأمريكي عن طريق تنفيذ اتفاقات تجارية تتجنب احتياطي العملة العالمية؛ ومن المعلوم أن الصين تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما تعد روسيا العاشرة في تلك المرتبة، وحسبما أشار موقع "سبونتك نيوز" فإن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية العاجزة تسمح بتقارب الصين وروسيا أكثر مما مضى.