القمامة والصرف الصحي والزحام وتهالك البنية التحتية .. صداع في رأس المواطن السكندري

  • 80
ارشيفية

تعددت المشكلات التي تواجه المواطن السكندري، مع تفاقم العديد منها، حتى أصبح أهالي المحافظة يحلمون باليوم الذي تنتهي فيه مشاكلهم، ويعود إلى مدينتهم رونقها الحضاري الذي بات مدفونًا تحت أكوام القمامة المتراكمة غارقًا في مياه الصرف الصحي.


ذهبت "الفتح" لعدة أماكن؛ للكشف عن حجم المشكلات وأشكالها للوقوف على أبعادها، لتجد أن المشكلات سالفة الذكر تُعد عاملًا مشتركًا بين كثير من المناطق، فقد التقينا ببعض الأهالي بمنطقة كوبري الناموس، وتحديدًا بشارع أنور السادات؛ حيث أشار محمد جاب الله، من قاطني المنطقة، إلى أن هناك مصرفًا بذات الشارع يعاني تراكم القمامة لفترات كبيرة تصل إلى شهر؛ مما يؤدي إلى اشتعالها ذاتيًّا؛ وبالتالي يؤثر في صحة المواطنين، وتعاني المنطقة أيضًا من عدم وجود رصف بشوارعها.


قال محمد وهيدي هلال، رئيس وحدة بشركة العامرية لتكرير البترول، وهو من سكان المنطقة: إن المنطقة تعاني من انتشار ظاهرة البلطجة التي أدت إلى استيلاء البعض على جزء كبير من الشارع، وأقاموا عليها مخازن وجراجات ومقاهي بغير وجه حق، مضيفًا أنه قام بالاتصال بجهات عدة منها: النجدة والمطافئ ومديرية الأمن، ولا حياة لمن تنادي.


وأضاف مصطفى إبراهيم، أحد ساكني الحي، أنه بالإضافة إلى المشكلات السابقة، يوجد عدد كبير من الكلاب الضالة التي أدت إلى مخاطر حقيقية، ففي أحد الأيام كنت أمشي مع ابني الصغير، وفجأة خرجت علينا هذه الكلاب مما أدى إلى فزع وهلع شديد أثر في نفسية الطفل مما جعله يخاف أن يمشي في الشارع أو ينزل إليه، وهذا حال كثير من الأطفال هنا.


ويؤكد السيد عرفة الفقي، صاحب منزل، أن شارع السادات موجود بخطة الرصف وذلك منذ زمن اللواء محمد عبد السلام المحجوب، محافظ الإسكندرية سابقًا؛ حيث إنه قام بالتأشير على الطلبات برصف هذا الشارع، ثم ذهبنا بالمستندات إلى قسم الطرق بالحي للمهندس فتحي سريان وقام بوضع الورق بالمكتب ولم يتحرك، وجاء التخطيط العمراني وتم عمل مقاسات للشارع، فمن قبل ثورة 25 يناير والمستندات الخاصة برصف الشارع موجودة.


وأوضح أحمد موسى، أخصائي اجتماعي وأحد ساكني منطقة العصافرة قبلي، أن أهم المشاكل التي تعاني منها محافظة الإسكندرية هي القمامة المتراكمة، التي لا تجد من يرفعها إلا على فترات بعيدة، فكانت القمامة ترفع بشكل مستمر وذلك في عهد اللواء عبد السلام المحجوب، محافظ الإسكندرية الأسبق، أما الحال اليوم فلا نحسد عليه، وأيضًا مياه الصرف الصحي التي أصبحت تؤرِّق حياة كثير من المواطنين وكثرة الزحام بالطرقات تحتاج لوجود طرق بديلة وتنظيم مروري للحد من هذا الزحام الكبير.


وقال محمود المملوك، يسكن بمنطقة العجمي، أن حجم المشاكل التي تمر بها المحافظة يفوق الوصف حيث تنوعت مشاكل المواطنين ما بين قمامة متراكمة على الأرض ولا توجد صناديق خاصة بها وكذلك مياه الصرف الصحي وتهالك البنية التحتية بشكل خطير والزحام المتزايد في وسط ارتفاع درجات الحرارة؛ لذلك أصبحت هذه المشاكل من أبرز ما يظهر في شوارع المحافظة في الفترة الأخيرة، ونتمنى أن يعالجها المسئولون ويبحثوا عن الحلول القوية بجدية؛ حتى تعود المحافظة إلى ما كانت عليه من قبل.


كما التقت "الفتح" إسلام السوري، عضو لجنة التنمية بالمحافظة، وأكد أن هناك تقصيرًا كبيرًا من المسئولين، وكثير من المواطنين ليس لديهم الوعي الكافي للتعامل مع مشكلة القمامة، بالإضافة إلى تفاقم المشكلة بشكل كبير داخل المحافظة؛ وذلك لوجود نقص في عدد الصناديق التي يجب أن تغطي شوارع وأحياء المحافظة، وعند تجربة وضع صناديق بحي وسط للقمامة الصلبة وصناديق أخرى للقمامة العضوية وجدنا أن هذه الصناديق تعرضت للسرقة، مما ترتب عليه خسائر كبيرة وأضرار بالغة؛ حيث إن هذه الصناديق مصنوعة من الحديد مما يجعلها هدفًا للصوص والمخربين، وقد كان في فترة المحافظ السابق عبد السلام المحجوب صناديق القمامة مصنوعة من البلاستيك وكانت موضوعة أمام كل عمارة تجد منها صندوقًا ولكنها كانت أيضًا عرضة للكسر والتلف وأحيانًا الحرق من بعض المخربين من الأطفال وممن ليس عندهم وعي بأبعاد المشكلة، ومع ذلك فإن المحافظة تسعى لحل هذه المشاكل باستمرار وما ذكر من تعديات على الطرق وقيام البعض بالبناء عليها فإن المحافظة لا تتأخر في إزالة المباني المخالفة للقانون بل إن حملات الإزالة تعد نشيطة جدًّا ولا تقف عند حد معين، بل إنها تشمل الباعة الجائلين والمباني المخالفة والتعديات على الطرق، ونتمنى من الجميع التكاتف في عودة النظافة للشارع السكندري من جديد.


وأشار المهندس عبد الله بدران، أمين عام حزب النور، إلى أن الحزب يقوم بمحاولة حل المشاكل المتعلقة بمعاناة المواطن في شتى المجالات، مؤكدًا أن الحزب يمثل فصيلًا سياسيًّا كبيرًا وقويًّا دائمًا ينحاز لمصلحة المواطن؛ لذلك فإن محافظة الإسكندرية لا تختلف كثيرًا عن باقي محافظات الجمهورية، وأكثر المشاكل التي يعاني منها المواطن السكندري تتعلق بالبنية التحتية سواء في مشاكل الصرف الصحي أو مشاكل المياه بأنواعها مثل: مياه الشرب؛ حيث تعد محافظة الإسكندرية من أعلى المحافظات في معدلات تلوث مياه الشرب تحديدًا، وكذلك أيضًا مشكلة الطرق والمواصلات، فهناك مشاكل كبيرة جدًّا تؤدي إلى عزوف كثير من المستثمرين ورجال الأعمال في المناطق الجديدة مثل: منطقة برج العرب وغيرها، لذا فإن نقل المواطن السكندري من مكان إقامته تعد مشكلة كبيرة؛ حيث إن الرقعة السكنية تكاد تكون محصورة بين شرق المدينة ووسطها وهذا لعدم وجود مرافق في غرب المحافظة كمنطقة العامرية والدخيلة والعجمي، وهذه الأماكن كلها تعاني قلة الخدمات الموجودة فيها؛ لذلك نجد أنها مناطق طرد سكاني وليست مناطق جذب سكاني، وبالتالي فإن جميع الاستثمارات التي تتم بمنطقة برج العرب والمصانع التي يتم افتتاحها هناك يجد المواطن السكندرى فيها صعوبة بالغة؛ حيث ينتقل من وسط المدينة وشرقها كي يصل إلى مكان عمله، وهذا ربما يؤدي إلى انخفاض في معدل العمالة التي تكون موجودة بتلك المصانع، وتعد هذه مشكلة رئيسية وذلك بالإضافة إلى وجود بعض المشاكل الأخرى، التي من بينها المشاكل الخاصة بالصيادين بمحافظة الإسكندرية، وهذا قطاع مهم جدًّا وليس من السهل التغافل عنه أو تركه؛ لأن صيادي أبي قير مثلًا يعانون من مشكلة في المرسى لديهم وقد تم في السنوات الماضية تخصيص مكان آخر وحتى الآن لم يكتمل، وكذلك أيضًا هناك مشاكل عديدة خاصة بالفلاحين والمزارعين في القطاع الريفي الخاص بالمحافظة وهي عدم توفير مياه لري وزراعة الأرز تحديدًا؛ إذ إن هذا المحصول في الإسكندرية يعد من أهم المحاصيل التي يعتمد عليها غالبية السكان، وهناك عدة مشاكل أخرى نسعى بفضل الله عز وجل إلى حل الجزء المتاح من هذه المشاكل بقدر المستطاع.

الابلاغ عن خطأ