عاجل

مستشفى الواحات البحرية بدون أطباء.. والنقابة تكشف الخلل الواضح في وزارة الصحة

  • 171
ارشيفية

رغم بُعْد المسافة بين مركز الواحات البحرية عن الخدمات الطبية بمحافظة الجيزة التي يتبعها إداريًّا، فإن المستشفى يعاني نقصًا شديدًا في كل التخصصات الطبية، رغم أنه المستشفى الوحيد الذي يخدم 40 ألف مواطن من أبناء الواحات وغيرهم من العاملين في مناجم الحديد وعدد من الشركات الزراعية وشركات المقاولات العاملة بمجال الطرق بالواحات.


هذا وكشفت نقابة الأطباء عن المأساة التى تعيشها مستشفى الواحات البحرية المركزي من خلال تجربة الدكتور خالد أمين عضو مجلس نقابة أطباء الجيزة الذى سافر للعمل هناك.


وقال أمين بحسب بيان صادر عن نقابة الأطباء: "لم يكن الأتوبيس البائس القديم المليء بجراكن الجاز والذي لا يمكن أن تصدق أنه يستطيع السفر هو مشكلتنا الوحيدة في تلك الرحلة الجبرية لمستشفى الواحات البحرية وهناك مشاكل مثل غياب الأجر عن تلك القافلة والجبر في التكليف وضيق الوقت بين إعلام الطبيب وموعد القافلة وعدم وجود قواعد واضحة لاختيار الأطباء هي في الحسبان."


وأوضح أمين أن المستشفى المركزى بالواحات هو المستشفى الوحيد ويخدم أكثر من 50 ألف نسمة" لافتا إلى أنه "جيد كمبنى ومجهز بشكل جيد نوعًا ما وفيه 4 أسرة للرعاية المركزة و7 أجهزة غسيل كلوي وجهاز أشعة مقطعية وبنك دم ومعمل و3 حضانات وغرفتا عمليات ويخدمه 11 سيارة إسعاف موزعة على الواحات كلها.


وتابع أمين: "لأول مره في حياتي كلها أرى أسرَّة رعاية مركزة فارغة بالكامل وأجهزة غسيل كلوي غير مشغلة بكامل طاقتها و3 حضانات لا تجد مكانا ولا أطقمًا عاملة".. موضحًا أن "القوة الأساسية للعاملين بالمستشفى تتكون من 70 ممرضًا وممرضة و3 أطباء أسنان منهم نائب المدير و5 أطباء بشريين منهم المدير وهم 3 طبيبات نساء وطبيب تخدير طبيب باطنة والمستشفى يعتمد بشكل كامل تقريبا على الأطباء المكلفين بقضاء فترة الانتداب اللازمة للترقي وكذلك الأطباء المنتدبون أسبوعيا أو ما يعرف بالقوافل الطبية."


وأضاف أمين: "أكثر الحالات التي تعرض على المستشفي هي حالات الإصابات والكسور للعمال العاملين بالمناجم القريبة وحالات الولادة المتعسرة والولادات القيصرية ولدغات الثعابين والعقارب وجميعها يتم تحويلها لأقرب مستشفى وهي مستشفي 6 اكتوبر الذي يقع على بعد 400 كلم من منطقة الواحات أيضا المنطقة يوجد بها الكثير من حالات أمراض الكلى والفشل الكلوي نتيجة المياه الملوثة الموجودة بالمنطقة".


وتابع أمين: "تنتشر بمنطقة الواحات البحرية مشاكل وأمراض الكلى والحصوات الكلوية والفشل الكلوي ويوجد نحو 14 حالة للغسيل الكلوي مقيدة بالمستشفى".


أكد د. خالد أمين، جراح، أنه كان مكلفًا في إحدى القوافل بالذهاب لمستشفى الواحات البحرية، وأنه وصل للمستشفى بعد رحلة عذاب في الأتوبيس المتهالك الذي كان مليئًا بجراكن الجاز، غير الأعطال المستمرة طوال الطريق، وبعد وصوله إلى المستشفى شاهد لأول مرة غرفة عناية مركزة فارغة، و3 حضانات لا تعمل، وقال إن المستشفى كمبنى مجهز بشكل جيد لكن ينقصه الكادر الطبي، ويذكر أنه قام بعمل عملية قيصرية طارئة لإحدى المريضات دون وجود ممرضة متدربة على هذا النوع من العمليات أو وجود حضانات تعمل أو حتى أكياس دم؛ وهو ما يعد مغامرة خطيرة اضطررنا لها؛ حيث إن البديل تحويل المريضة في حالة حرجة جدًّا لمستشفى 6 أكتوبر الذي يبعد 400 كم عن الواحات البحرية.


بينما يشكو المرضى من أن الأطباء الموجودين بالمستشفى ينزلون من استراحتهم في أوقات متأخرة، حيث يبدأ العمل في التاسعة صباحًا.
قال سالم أحمد، من قرية الحارة، إنه أتى باكرًا من قرية ليكشف عند طبيب العظام وأخبره الممرضون أنه في الاستراحة، وقد دخل الطبيب للعيادة في نحو العاشرة صباحًا.


بينما قال حامد جمال، من مدينة الباويطي، إنه ذهب بأخيه للمستشفى وكان يشكو من ألم في القدم وفوجئ بأن الطبيب كشف عليه دون عمل أشعة وكتب له روشتة علاج على أنها تمزق في الأربطة، وعندما طلبنا عمل أشعة رفض الطبيب بحجة أن جهاز الأشعة لا يعمل بعد الظهر، ولم يأتِ العلاج بأية نتيجة، وعندما ذهبنا في اليوم التالي أخبروه أن الطبيب نائم حتى العاشرة صباحًا، وعندما ذهب ليشكو الطبيب أخبره أحد المسئولين بالمستشفى أنهم يعرفون عملهم جيدًا وتلك هي إمكانياتهم، وانتظر حتى استيقظ الطبيب من نومه وطالبه بإجراء أشعة، وبعد الأشعة اتضح وجود شرخ بالقدم وليس تمزقًا فقط!


ويتساءل: إلى متى يستمر الإهمال المتعمد مع المرضى رغم أن العديد من أبناء الواحات قدموا شكاوى لمديرية الصحة بالجيزة لكن لم يحدث أي جديد بالمستشفى؟!