رسالة إلى الناخبين ‏

  • 120
د. هشام توفيق

في ظل وضع إقليمي دولي غاية في الخطورة، وبعد تقسيم السودان والعراق ‏وانهيار سوريا وتفكيك ليبيا واليمن، ولم يبقَ إلا مصر -حفظها الله- صامدة ‏بحفظ ربها ووحدة شعبها وتماسك وصلابة جيشها.‏

‏وفي ظل وضع داخلي معقد وخطير وحالة من الانقسام المجتمعي والإحباط ‏العام غير المسبوق في تاريخ مصر الحديث، تأتي انتخابات مجلس النواب القادم ‏والذي تتصارع عليه ثلاث قوى: الأولى: القوى العلمانية برئاسة رجل ‏الأعمال نجيب ساويرس، الطامع في رئاسة الوزراء والذي دفع بـ200 ‏مرشح ووضع تحت تصرفهم ملياري جنيه وجند قنواته في الطعن والسب ‏والشتم والكذب للسيطرة على البرلمان القادم والوزارة القادمة التي سيشكلها ‏هذا البرلمان، والثانية: رجال الأعمال وأصحاب رأس المال السياسي، ‏الذين عادوا بقوة في هذه الانتخابات، وهم الذين عانت منهم البلاد ومن ‏فسادهم كثيرًا وهؤلاء أكثرهم لا يريدون إلا مصالحهم الشخصية.‏

في ظل ذلك كله، يقف أبناء حزب النور بمفردهم صامدين، نراهم على توفيق ‏الله لنا ثم على وعي الشعب المصري، مع حملة إعلامية غير مسبوقة ضدنا ‏حزبًا وأفرادًا، حملة لم يعرف مثلها في تاريخ السياسة المصرية ومع هجمات ‏شرسة لترويج الأكاذيب والإشاعات من أناس لا يريدون لهذه البلاد خيرًا، ومن ‏إعلاميين مأجورين استمروا في الكذب ليل نهار حتى أصبح الكذب هو حياتهم ‏ومصدر رزقهم. ‏

يهاجموننا ونحن الذين نعشق تراب هذا الوطن، يهاجموننا ونحن الذين حافظنا ‏على هوية الدولة الإسلامية في الدستور، يهاجموننا ونحن الذين رفضنا أن ‏تنهار الدولة باسم الإسلام وبأيدي الإسلاميين، يهاجموننا ونحن الذين نقف ‏بمفردنا الآن ضد علمنة الدولة، يهاجموننا ونحن الذين وقفنا سدًّا منيعًا ضد ‏المد الشيعي، يهاجموننا ونحن الذين حافظنا على الشباب من الانحراف ‏الفكري والسلوكي ورفضنا العنف والتطرف، يهاجموننا ونحن الذين حافظنا ‏على دولتنا وجيشنا من الانقسام في الوقت الذي سعى فيه الآخرون لانقسام ‏الجيش وقالوا: نريدها سوريا جديدة، فأيهما أكثر ظلمًا؟ دولة بها بعض المظالم؟ ‏أو انهيار الدولة بالكامل؟!

إن قيمنا التي نحافظ عليها ونسعى لتفعيلها هي: المحافظة على الهوية ‏الإسلامية للدولة، والحفاظ على وحدة الدولة المصرية وأمنها، والمشاركة في ‏تحمل المسئولية، وتقديم الكفاءات لتولي المناصب، وتقديم المصلحة الوطنية ‏على المصالح الخاصة، ودعم مؤسسات الدولة؛ لتقوم بواجبها الرقابي ‏والتنفيذي، والإصلاح التدريجي لمؤسسات الدولة.‏
‏نحن جزء من المجتمع، نسعى لاستقرار الدولة المصرية وتماسكها واستكمال ‏مؤسساتها ووحدة شعبها. ‏

إن مقاطعة الانتخابات هي شر خيار؛ لأنها ستصب في مصلحة القوى العلمانية ‏وأصحاب المصالح ورجال الأعمال، إن جراح الماضي يجب أن نداويها ‏ونصححها، ولكن دون جناية على المستقبل.‏