في ظل وضع إقليمي دولي
غاية في الخطورة، وبعد تقسيم السودان والعراق وانهيار سوريا وتفكيك ليبيا واليمن،
ولم يبقَ إلا مصر -حفظها الله- صامدة بحفظ ربها ووحدة شعبها وتماسك وصلابة
جيشها.
وفي ظل وضع داخلي معقد وخطير وحالة من
الانقسام المجتمعي والإحباط العام غير المسبوق في تاريخ مصر الحديث، تأتي انتخابات
مجلس النواب القادم والذي تتصارع عليه ثلاث قوى: الأولى: القوى العلمانية برئاسة
رجل الأعمال نجيب ساويرس، الطامع في رئاسة الوزراء والذي دفع بـ200 مرشح ووضع
تحت تصرفهم ملياري جنيه وجند قنواته في الطعن والسب والشتم والكذب للسيطرة على
البرلمان القادم والوزارة القادمة التي سيشكلها هذا البرلمان، والثانية: رجال الأعمال
وأصحاب رأس المال السياسي، الذين عادوا بقوة في هذه الانتخابات، وهم الذين عانت
منهم البلاد ومن فسادهم كثيرًا وهؤلاء أكثرهم لا يريدون إلا مصالحهم الشخصية.
في ظل ذلك كله، يقف
أبناء حزب النور بمفردهم صامدين، نراهم على توفيق الله لنا ثم على وعي الشعب المصري،
مع حملة إعلامية غير مسبوقة ضدنا حزبًا وأفرادًا، حملة لم يعرف مثلها في تاريخ
السياسة المصرية ومع هجمات شرسة لترويج الأكاذيب والإشاعات من أناس لا يريدون
لهذه البلاد خيرًا، ومن إعلاميين مأجورين استمروا في الكذب ليل نهار حتى أصبح
الكذب هو حياتهم ومصدر رزقهم.
يهاجموننا ونحن الذين
نعشق تراب هذا الوطن، يهاجموننا ونحن الذين حافظنا على هوية الدولة الإسلامية في
الدستور، يهاجموننا ونحن الذين رفضنا أن تنهار الدولة باسم الإسلام وبأيدي الإسلاميين،
يهاجموننا ونحن الذين نقف بمفردنا الآن ضد علمنة الدولة، يهاجموننا ونحن الذين
وقفنا سدًّا منيعًا ضد المد الشيعي، يهاجموننا ونحن الذين حافظنا على الشباب من
الانحراف الفكري والسلوكي ورفضنا العنف والتطرف، يهاجموننا ونحن الذين حافظنا
على دولتنا وجيشنا من الانقسام في الوقت الذي سعى فيه الآخرون لانقسام الجيش
وقالوا: نريدها سوريا جديدة، فأيهما أكثر ظلمًا؟ دولة بها بعض المظالم؟ أو انهيار
الدولة بالكامل؟!
إن قيمنا التي نحافظ
عليها ونسعى لتفعيلها هي: المحافظة على الهوية الإسلامية للدولة، والحفاظ على
وحدة الدولة المصرية وأمنها، والمشاركة في تحمل المسئولية، وتقديم الكفاءات لتولي
المناصب، وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة، ودعم مؤسسات الدولة؛ لتقوم
بواجبها الرقابي والتنفيذي، والإصلاح التدريجي لمؤسسات الدولة.
نحن جزء من المجتمع، نسعى لاستقرار الدولة
المصرية وتماسكها واستكمال مؤسساتها ووحدة شعبها.
إن مقاطعة الانتخابات
هي شر خيار؛ لأنها ستصب في مصلحة القوى العلمانية وأصحاب المصالح ورجال الأعمال،
إن جراح الماضي يجب أن نداويها ونصححها، ولكن دون جناية على المستقبل.