«نيويورك تايمز»: على أردوغان التنازل عن طموح الإمبراطورية

وجهت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقداً لاذعا للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لمحاولاته المضنية للفوز فى الانتخابات التى تجرى حالياً، للسيطرة على السلطة وتعزيز حكمه، بعد أن كان فى فترة-ليست بالبعيدة- يعد نموذجاً للزعيم الذى نهض باقتصاد بلاده مستعيناً بنظام إسلامى معتدل على رأس حزبه العدالة والتنمية.

وتحت عنوان (على أردوغان الاستماع الى صوت الناخبين)، كتبت الصحيفة أن كل الإنجازات التى حققها أردوغان منذ وصوله إلى السلطة فى 2003 تم تقويضها، عن طريق كبح المعارضة وتكميم الإعلام، ووصل الأمر إلى الاقتصاد الذى انهار معدل صعوده إلى 3% فقط بشكل كبير بالمقارنة بما حققه فى 2010 بنسبة كبيرة بلغت 9.3 %.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخطأ ليس خطأ أردوغان وحده، بالنظر إلى الحرب الأهلية المندلعة فى جارتها سوريا، والتى ألقت بظلالها على الأوضاع فى نركيا، مع وصول الآلاف من اللاجئين إلى تركيا عبر الحدود، واقتراب تنظيم داعش أكثر فأكثر من تركيا.

إلا أنها عادت وألقت باللوم على أردوغان بشأن الجو العام من انعدام الأمن والاستقرار بتركيا، فإنه فى حين يجب وضع الصالح العام فى المقدمة وتغليها على الصراع السياسى المحتدم، إلا أن أردوغان وضع جل تركيزه على الفوز بالثلاثة أخماس للحصول على أغلبية البرلمان بهدف اعادة كتابة الدستور وتدعيم أواصر سلطاته، إلا أن الناخبين الأتراك رفضوا خطته فى الانتخابات الماضية.

وخلصت الصحيفة إلى أن حملة التخويف التى يقودها أردوغان من خلال قمع الصحف ووسائل الإعلام التركية المعارضة له لن تفلح فى تغيير اتجاه تصويت الأتراك، وسيتوجب عليه فى النهاية التنازل عن طموحاته فى تكوين نظام حكم إمبريالى (امبراطورى)، والسماح بتكوين حزب الحرية والعدالة لحكومة ائتلافية.