ما نزل بلاء إلا بذنب

  • 820

نزلت بالبلاد -الأسبوع الماضي- نازلة ومصيبة فادحة، عندما اشتد المطر، فأدى ذلك إلى انقطاع الطرق وزيادة نسبة مناسيب مياه الصرف والترع وغرق الأراضي والمحاصيل الزراعية مثل القطن والبطاطس وخسائر اقتصادية وإتلاف آلاف الأفدنة، وكذلك احتمال هلاك قرابة 15 مليون دجاجة بسبب عدم القدرة على الوصول إلى مزارع الدواجن، مما قد يؤدي إلى نقص الغذاء أو ارتفاع الأسعار ونفوق 300 رأس ماشية، وكذلك وفاة قرابة 20 شخصًا إما صعقًا بالكهرباء أو غرقًا، وهذه الحادثة لا ينبغي أن تمر علينا مرور الكرام دون أن نأخذ منها الدروس والعبر:

أولًا: جاء أحد الأعراب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر حينما اشتد المطر، فقال: هلكت الزروع والبهائم، وانقطعت الطرق، فادع الله أن يرفع عنا المطر. فقال صلى الله عليه وسلم: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكَام والظِّراب والأودية ومنابت الشجر". الآكام والظراب؛ أي: الأماكن والتلال المرتفعة.

قال تعالى: (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا)؛ فينبغي علينا عند حدوث البأساء والضراء، أن نلجأ ونتضرَّع إلى الله عز وجل، حتى يرفع عنا ما نحن فيه.

ثانيًا: هذه الحوادث كانت غير معتادة في بلادنا، وكنا نراها في الإعلام وعلى الشاشات في بلاد بنجلادش وإندونيسيا والهند، ولا نَعتَبِر ولا نتَّعِظ ولا نشكر نعم الله على العافية.

ثالثًا: هذا الذي حدث أيضًا بسبب الإهمال والفساد من المسئولين وعدم القيام بالأمانة والدور المنوط منهم بالاستعداد لموسم الشتاء وعدم الصيانة وتهالك شبك الصرف الصحي والبنية التحتية والبناء المخالف وزيادة الحمل على الشبكة بسبب فساد الذمم والرشاوى وأكل السحت وضعف مراقبة الله، فهذا خطر عظيم يهدد كل مؤسسات الدولة ولا تقل خطورته عن الإرهاب، وإن لم يقم نواب المجلس القادم بدورهم الرقابي، مِن الممكن أن يؤدي إلى انهيار البلاد والفوضى؛ قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)، وقال صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته".

نسأل الله أن يُصلح أحوالنا، وأن يغفر لنا، وأن يرفع عنا البلاء، وأن يفرج كرب المكروبين، وأن يحفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن .. اللهم آمين.

الابلاغ عن خطأ