"الفتح" ترصد بالتفاصيل معاناة 100ألف مواطن بسوهاج

  • 96


مستشفى "الزوك الغربية" أقيم على مساحة 4200متر مربع ويحتاج التدخل السريع
الأهالي: مسئولي الصحة سحبوا جميع الأجهزة والآلات وتركوا المباني قائمة منذ 40عامًا لتسكنها الأشباح
وكيل الوزارة لـ"الفتح": نسعى جاهدين لتقديم الخدمات الصحية لأبناء الصعيد ونستهدف تحديث الرعاية من عائد البنك الدولي



تعيش محافظات الوجه القبلي في حالة متدنية من الخدمات الصحية جراء بعد المكان أو قصور في المسئولية.


سوهاج تلك المحافظة الواعدة، على الوجه العام ، لكن الوضع الاقتصادي والصحي في خبر كان.


غضب شديد ينتاب قطاع كبير من أبناء المحافظة بسبب ترك عدد من المستشفيات دون تشغيل أو رقابة، البعض يقدرها بـ 30 مستشفى تكاملي تم إنشائها خلال الفترة الماضية دون استغلال لتتحول بعد ذلك إلى مصدر لإزعاج الأهالي إثر تخوفهم من تحولها إلى أماكن خطرة تهدد أمنهم وسلامتهم.
والغريب أن تلك المستشفيات كانت مؤهلة بشكل متميز لتقديم خدماتصحية لأبناء سوهاج بعد أن تم إنشائها على مساحات كبيرة تصل في بعض الأحيان إلى مساحات تفوق 4200متر مربع ، ومشيدة من طابقين وبها غرف عمليات وعنابر ومطابخ وغرف استقبال.


إلا أن السياسات الخاطئة لوزارة الصحة خلال الفترة الماضية هى التي حولت تلك المستشفيات إلى الصورة التي نراها ولعل نموذج مستشفى الزوك الغربية التابع لمدينة المنشاة والذي قمنا برصدة، شاهد على حال تلك المستشفيات.


المثال على ذلك مستشفى الزوك الغربية، الذي تم إنشاؤه عام 1963، على مساحة فدان تقريبا وكان من المفترض له أن يخدم أهالي أكثر من 15 قرية تابعة للمجلس قروي بالزوك الغربية.


بداية المأساة
المستشفي بدأت حالته بالتدهور حسبما أفاد الأهالي، خاصة بعد سحب مديرية الصحة الأجهزة الحديثة منه وكافة المعدات ، وتركت المستشفى بلا أية أجهزة أو معدات، وأصبح مهجورا تمامًا بلا أطباء، وتم انشاء مبنى ملحق تحت اسم وحدة تنظيم الأسرة، يتم فيه تطعيم الأطفال، ووسائل تنظيم الأسرة.


ارتفعت معاناة ما يزيد على 100 ألف نسمة بقرية الزوك الغربية في محافظة سوهاج، وما يحيط بها من القرى والنجوع بعد غلق معظم وحدات المستشفى العام بالزوك الغربية، واقتصار الخدمات الطبية على طبيب واحد متخصص في أمراض الباطنة.


أدى هذا الأمر إلى مضاعفات خطيرة لدى المرضى، نتيجة نقلهم إلى مسافات بعيدة في سيارات عادية غير مجهزة طبيا، مما يؤدي إلى إرهاقهم، وتقليل فرصة نجاة المريض في بعض الحالات الحرجة التي تحتاج إلى سرعة نقلها إلى العناية المركزة أو الأقسام المختصة، مع إحداث نوع من الزحام الشديد بالمستشفيات المركزية التي ينتقلون إليها، الأمر الذي يربك الأطباء وطواقمهم، ويستنزف المعدات الطبية بالمستشفيات المركزية، ويقلل من فرصة تقديم العلاج اللازم للمريض، نتيجة وجود زحام كبير مع زيادة الأعباء المالية والضغوط النفسية والآلام الجسدية، نتيجة التنقل ذهابا وإيابا حتى أصبحت تلك الأعباء تتراكم فوق رؤوس المريض وأهله.


الفتح مع الأهالي
انتقلنا إلى "الزوك" والتقينا الأهالي والمسئولين، وقال دياب عبد الحكم حمادي، إمام وخطيب بالأوقاف، إن قرية الزوك الغربية بمركز المنشأة، تعد من القرى المركزية التي تقدم الخدمات المهمة لكثير من القرى المحيطة بها، ونجد أن القرية تعاني من مشاكل عديدة، منها على سبيل المثال غلق الأقسام الرئيسية بالمستشفى العام بالقرية منذ نحو 40 سنة، ونجد أن الدور الثاني للمستشفى مغلق بالكامل، رغم أن به العديد من الغرف التي كانت معدة لاستقبال المرضى، وعمل العمليات بها، والقيام على رعايتهم بالكامل.

موضحا أنهم اقتصروا على طبيب واحد فقط منتدبا، ويعمل في تخصص الباطنة، ولا يأتي هذا الطبيب إلا 3 أيام فقط من كل أسبوع، ويبقى فترات زمنية قصيرة بالمستشفى لا تكفي حاجة المواطنين ولا تتناسب مع حجم الخدمات الصحية التي يجب أن تقدم من قبل الوزارة لهذه القرية، ومايحيط بها من القرى والنجوع، حيث التكتل السكاني الكبير بالقرية وحدها،والتي يزيد عدد السكان فيها عن 15 ألف نسمة، بخلاف العدد الكبير الموجود بالقرى الأخرى، التي ربما يصل مجموع تعدادهم السكاني إلى 120 ألف نسمة تقريبا.


وأضاف حمادي، أن هذا الأمر ينذر بكارثة حقيقة، لعدم توافر الخدمات الصحية اللازمة والتجهيزات الطبية المتكاملة، واقتصارها على المستشفى العام بالمحافظة أو بمركز المنشأة، الذي يبعد عن تلك القرى بنحو 20 كم، مع عدم وجود وسائل النقل اللازمة، مما يثقل كاهل المريض بالأوجاع والآلام وتزايد أمراضه أو الوفاة في بعض الحالات الحرجة، وكذلك يكبد أهل المريض الكثير من الأعباء المالية والنفسية وغير ذلك.


وقال أنور كمال ، عامل بالوحدة الصحية بالمستشفى، إن المستشفى من المفترض أن تقوم على تغطية حاجات أكثر من 20 قرية محيطة بها، ومع ذلك لا يوجد بالمستشفى إلا طبيب واحد فقط يأتي 3 أيام من كل أسبوع انتدابا، ويوجد بالمستشفى بعض الخدمات الأخرى أيضا، كالتطعيم، وتسجيل حالات المواليد الجدد، والوفيات، والصيدلية التابعة للمستشفى، ومركز تنظيم الأسرة فقط، ورغم ذلك فإن المستشفى يعد آيلا للسقوط، ولا يوجد مستشفيات أخرى قريبة تؤدي دورا بديلا عنه إلا بالمستشفى المركزي العام بمركز المنشأة الذي يبعد عن القرية بنحو 15 كيلومترا.


وأشار كمال، إلى أن المستشفى مقام على نصف فدان، ويمتلك مساحة أخرى أكثر من نصففدان كأرض فضاء متروكة لا يتم استغلالها، ومساحات أخرى مستعملة كجنائن ومسطحات خضراء، لذلك فإن المستشفى بحاجة ماسة إلى الهدم والبناء من جديد.


وقال أحمد أبو سلام، مزارع وشيخ حصة بالقرية، إن القرية تعاني إهمالا كبيرا جدا ولا تقدم لها الخدمات الصحية اللازمة، حيث يوجد بها رئاسة المجلس القروي المحلي والذي يقوم بتغطية وتقديم الخدمات لأكثر من 15 قرية محيطة به، ويعمل على حل المشاكل التي تواجه المواطنين، كما أن المستشفى العام الذي أنشئ عام 1968 لم يجدد حتى الآن، وقد كان المستشفى يقدم الخدمات الصحية المتنوعة.


لا توجد مشاكل
بدوره، قال عتريس إسماعيل السيد، رئيس الوحدة المحلية، إن الوحدة المحلية تقدم الخدمات اللازمة للقرية متمثلة في نظافة الشوارع وإنارة الطرق، وتيسير الحصول على مد المرافق العامة مثل توصيل شبكات المياه والكهرباء واستخراج التصاريح الخاصة بالبناء، وكل ما يتمناه المواطن، وما يخص الوحدة المحلية فنحن نكون على الرحب والسعة، بجانب المحافظة على أملاك الدولة وما يخص القانون 119.

وأضاف عتريس: "الحمد لله لا توجد مشاكل لدى المواطنين" فعندما يتقدمون بطلب وضع حل لمشكلة ما نقوم على سرعة حلها، وكذلك لا توجد مشاكل يتم الكشف عنها إلا وتجد حلول واضحة وسريعة، أما ما يتعلق بالمستشفى والخدمات الصحية فإن الطبيب الذي كان موجودا بصفة دائمة خرج على المعاش وهو الدكتور ماهر، وتم الدفع بطبيب آخر مكانه منتدبا، ولا يأتي إلا 3 أيام من كل أسبوع، وهناك خدمات أخرى مقدمة بالمستشفى كوحدة صحة الأسرى والتطعيمات بها، ومع ذلك فلا بد من وجود أطباء بهذه المستشفى لأن هذه القرية بها كثافة سكانية ضخمة.


مشروع تحسين الخدمات
فيما استدعى الدكتور يسري بيومي، وكيل وزارة الصحة بسوهاج، الدكتور وليد خلف كنافة، مدير إدارة الرعاية الأساسية والأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، والذي قال: إن جميع وحدات الرعاية الأساسية بالمحافظة -وعددها 339- أدرجت في مشروع تحسين جودة الخدمات الصحية الممول من عائد البنك الدولي الذي يهدف إلى رفع كفاءة وجودة الخدمات الصحية بتلك الوحدات، عن طريق توفير القوى البشرية التي بها عجز،بالتعاقد، وتشمل أطباء وفئات أخرى، وكذلك توفير مستلزمات التشغيل من أدوية وأدوات نظافة ومستلزمات طبية ومكافحة العدوى، وصيانة الأجهزة الطبية وغير الطبية، وإجراء أي صيانة للمنشآت.

الابلاغ عن خطأ