المفكر العراقي سعد الصميدعي لـ"الفتح": بإعدام نمر النمر.. السعودية قطعت الذراع الإيراني مبكرًا

  • 157
نمر النمر

الحوثي كاد يبتلع اليمن لولا عاصفة الحزم.. والأوضاع السورية معقدة نتيجة التدخل الروسي والنفوذ الأمريكي
العراق ترزح تحت وطأة الاحتلال الفارسي.. وتخوفات من تطهير عرقي لأهل السنّة
طهران تسعى للسيطرة على العالم العربي وتتفاخر بسيطرتها على عدة عواصم عربية
التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب قوة ردع حقيقية في وجه التغول الشيعي
تغيرات مرتقبة في الموقف الأمريكي من التوترات بين الخليج وإيران



العراق ترزخ تحت الاحتلال الفارسي، ولا صوت يعلو في البلاد فوق صوت إيران ومليشياتها بالدخل، وسط صمت مريب وضعف مخزي من ساسة السنة الذين لا يأبهون للمجازر التي تحرق البلاد.


بين هذا وذاك يأتي التحالف الإسلامي بقيادة السعودية كبارقة أمل للدول العربية والإسلامية التي تأن من وطأة المليشيات الشيعة، مع ترقب لتغير في الموقف الأمريكي تجاه الأحداث.


"الفتح" تحاور الدكتور سعد الصميدعي، المحلل السياسي والمفكر العراقي، ليتحدث عنالملفات الشائكة، التي تخص العراق والأوضاع المأساوية بداخلها، نعرج على الأوضاع في الخليج العربي، ومن حولها الهيمنة الإيرانية بعد رفع العقوبات.


· ما رؤيتكم للأوضاع العراقية الراهنة؟


الوضع في العراق صعب للغاية بل يمثل احتلال فارسي بمعنى الكلمة؛ وسلطة الشيعة يؤدون الدور بالنيابة؛ في حكومة طائفية، حتى وصلنا اليوم إلى أن الدولة فتحت الباب لتغيير الأسماء ممن يحمل اسم (عمر وعائشة وأبو بكر) وهلم جرا من أسماء الصحابة.


وأما القتل والتهجير والترويع والإقصاء فيستحيل وصفها على ما وصلت إليه، السجون اليوم مليئة بمئات الألاف من شباب السنة بلا سبب يذكر؛ فالبلاد تدار عن طريق قانون 4 إرهاب سيئ السمعة الذي بلغ أوجه في فترة حكم المالكي الذي جثم على صدر العراق 8 أعوام، ومن هذا القانون أن كل عراقي، وبالتحديد كل عراقي سنّي مهدد بتهمة الإرهاب في أي لحظة وفي كل وقت.


العراق يزداد فقرًا وقمعًا، والحرب الضروس بين التنظيمات المسلحة والحكومة، أطلقت يد المليشيات الإيرانية في البلاد لارتكاب كل ما هو محرم.


· ماذا عن أحداث ديالي، وما الغرض من المجازر الشيعية البشعة؟


ديالى المحافظة المحاذية للحدود الإيرانية وأقرب نقطة لبغداد؛ بمساحة تبلغ (200كم)؛ كما أنها تؤدي إلى سوريا وسامراء التي يخططون لجعلها مقرا لهم؛ لذا بدأوا يخططون لتغيير ديموغرافية ديالى من (السنة) الذين نسبتهم (65% ) في المحافظة؛ إلى جعلهم اقلية في المحافظة بالتهجير.

تخيل اليوم المواطن الذي يريد العودة إلى منطقته (قرى العظيم) يجب ان يدفع (6مليون دينار ) حتى يرجع أو يتنازل عن داره.


إن لم يتدارك المجتمع السنّي هذه الأزمة الطاحنة، قد تكون ديالى بعد سنوات محافظة شيعية بالكامل، وبالتبعية محافظة إيرانية.


· أين الفصائل السنية السياسية من الأوضاع الراهنة؟


الفصائل السنية حرقت من طرفين: التنظيمات السنّية المسلحة بالبلاد والتي تحوم حول بعضها تهمة التمويل والصناعة الإيرانية.


ومن جانب السياسيين السنة الجبناء الذين أقنعوا أنفسهم أن السياسة مع الصفويين هي الأمل الأمثل لوضع العراق حرصا على المناصب والأموال.


من هنا جُمدت بعض الفصائل الإسلامية المُخلصة لقضيتها بنهب الأموال التي تصل إليهم؛ وتجفيف مصادر التمويل لهم مما أدى إلى تفتيت تلك الفصائل التي حمت أهل السنة عام 2007 من الإبادة المطلقة.


· كيف تلقيتم تصريحات الجبوري عن الأحداث، ومدى علمه بتواطؤ الدولة مع المليشيات لذبح السنة؟


موقف الجبوري معلوم ، رغممعرفتي القريبة منه؛ لكنه شخص ضعيف جدًا، كما أنه لا يستطيع التصرف بإرادته لأنهم يسيطرون عليه؛ فأي تجاوز يدخل ضمن نطاق المادة "4 إرهاب" بلا تعب؛ كما أن القوى السنيًة السياسية لا تعينه، لأنها تتصارع فيما بينها على المناصب والأموال؛ فليس هناك اتفاق بين السياسيين السنّة على مبدأ الحفاظ على هويتهم.


مع الإشارة إلى أن الجبوري من سكان المقدادية، وهو يعرف (حارث الربيعي) هو المجرم الأول في المحافظة، والمسؤول الأول عن مجازر ديالى كلها (مجزرة جامع مصعبوبروانة وجامع سارية وغيرها الكثير)، ولم يستطع الجبوري أن يعلن في الإعلام أو القضاء أن هذا المجرم هو المسؤول عن القتل في المحافظة.


· وكيف ترى الخلاص؟


خلاص أهل السنة بطريقتين: الأولي: يجب اتحادهم تحت راية واحدة، وتشكيل قوة سنية عسكرية، ويجب انسحاب السياسيين من الحكومة بالإجماع، لتشعر الحكومة الصفوية بقوة ووجود أهل السن.


والثاني: يحتاج تدخلا عربيا خليجيا سنّيا، ودعم السنة بالمال والعتاد.


بغير هذين الطريقين معّا يصعب حل أزمة أهل السنة؛ لأن الحكومة مدعومة بقوة مطلقة ماديًا ومعنويًا من إيران.


· بالنظر إلى الساحة الإقليمية، ماذا عن إيران وإرهابها لدول الجوار؟


إيران تسير وفق مخطط للسيطرة على المنطقة بكاملها خاصة السعودية، فعلى العرب التحرك بقوة للخلاص من هذه المؤامرة الكبرى.


والتصريحات الإيرانية التي تخرج تباعًا على لسان أكبر مسؤلين في الدولة تؤكد ذلك، بعد السيطرة على 4 عواصم عربية (بغداد ودمشق ولبنان وصنعاء).

· هل رفع العقوبات الغربية سيطلق يد ايران في المنطقة؟


العقوبات الإيرانية بالفعل كانت تقيد طهران، وتشل يدها عن الكثير من النفوذ والتدخل في دول الجوار، اليوم إيران بلا عقوبات فمن الطبيعي أن نفوذها سيتعاظم، ما لم تواجهها قوة ردع حقيقة.


· كيف تلقيتم رد الفعل الإيراني تجاه إعدام نمر النمر؟


إعدام الصفوي النمر خسارة لإيران لأنه يعد الرجل الإيراني في السعودية لتهيئة حركة التشيع في السعودية، ومن جانب آخر أظهروا الاستياء إعلانًا لقوتهم وأنه لا يجوز التجاوز مع رموزهم.


· هل الجهود التي تقوم بها السعودية كافية لردع ايران؟


الموقف السعودي نقطة تحول كبيرة في وضع العرب، فإيران تشعر للمرة الأولى بأن العرب لهم وجود وقوة، وبما أن إيران ممزقة من الداخل فأي صراع مع إيران ستنهار انهيارا لن تقوم بعده.


كما أن التحرك السعودي رفع معنويات أهل السنة في العالم العربي خاصة العراق والشام لأعلى مستوى.


· ماذا عن التحالف الإسلامي الإقليمي لمواجهة الإرهاب، وما مدى جديته؟


نتوقع أن يكون تحالفا حقيقيا وسيؤدي دورا كبيرا في إنقاذ العرب من سطوة الفرس، والأمل قائم في خطوات إجرائية تضع هذه القوة في طريقها الصحيح.


· تقف أمريكا بين إيران والخليج، كيف ترى الموقف الأمريكي من المشهد بالشرق الأوسط؟


أمريكا بدات تسحب يدها من المد الايراني؛ لأنها بدأت تشعر أنها ستخسر منطقة الخليج؛ لذا ستبدأ بتغيير موقفها لا سيما إذا وصل الجمهوريون للبيت الأبيض في الدورة القادمة.


· ماذا عن التطورات في سوريا؟


للأسف الأوضاع في سوريا دخلت إلى مرحلة معقدة بعد التدخل الروسي والنفوذ الأمريكي المتزايد، كذلك المفاوضات المعقدة بين المعارضة ووفود النظام، ومع ذلك لا تزال الفصائل المسلحة تدفع ثمن إجرام النظام وإيران وروسيا وتسعى في طريق الثورة، لكن على الدوام تكلفة النصر باهظة.


· هل حققت عاصفة الحزم أهدافها في اليمن؟


الحوثي أوشك على ابتلاع البلاد لولا عاصفة الحزم التي قلبت الأمور رأسًا على عقب، وعما قريب سنحتفل بيمن عربية خالصة بإذن الله تعالى.

الابلاغ عن خطأ