عندما يغيب العقل!

  • 128

أحد أصدقائي، من ضباط الشرطة المحترمين جدا، وأعرفه منذ زمن طويل..
فنحن أصدقاء منذ الثانوية العامة وأعلم عنه تحريمه الشديد لدماء المسلمين وعدم إشتراكه في أي أمر كهذا، ودائما ما كان يعمل في مواقع كأمن الموانئ والمطارات (أي لم ينزل حتى لمواجهة المظاهرات في حياته كلها) وهو يصلي ومن عائلة محترمة متدينة،
اليوم كان ذاهبا لعمله في المرور علي طريق مصر الفيوم..
وكان راكبا لسيارة شرطة، ففوجئ بشباب على الطريق يهتفون، وألقوا عليه زجاجة مولوتوف أحرقت السيارة، وكاد اللهب أن يحرق وجهه لولا ستر الله..

وكان يتصل بي ليعتذر عن عدم مجيئه، وكان بيننا موعد ليعزيني في والدتي، وحكى لي سبب عدم مجيئه وما حدث معه، فتعجبت بشدة..
هل وصل بنا الأمر لهذا الحد أن نحرق بعشوائية كهذه بعضنا البعض؟؟

كما أننا ننكر وبشدة قتل أي أعزل شارك في مظاهرات سلمية؛ فإننا نستنكر وبشدة إلقاء النيران على سيارات الشرطة بهذا الشكل! أليس لهذا الرجل حرمة عند من يفعل هذا؟ ألا يخشي أن يصاب معصوم من جراء فعلته؟

عندما قال لي صاحبي ما حدث، وهو يستغرب ويقول وكأنه ينفث ما في صدره من حزن،
يقول: أنا لم أنزل حتى قبل ذلك لتأمين مظاهرة، لماذا يفعلون معي هذا؟ وبأي ذنب كانوا يريدون إحراقي؟

حقيقة أنا نفسي لم أجد ردا إلا في نفسي.. قلت: عندما يغيب العقل فلا تسل المقتول فيما قُتل، ولا القاتل لم قَتل..
فغياب العقل قد يكون السبب.

أخشى الآن وأحذر الجميع، أفرادا وشعبا ومسئولين، من مغبة إحراق الوطن.
بل حقيقة، نحن كمن يخرب بيته بيديه!

يارب سلم مصر من كل مكروه، واحفظ المصريين جميعا، شعبا وجيشا وشرطة، واهدهم جميعا لما تحبه وترضاه.