السلفيون والممارسة السياسية حزب النور أنموذجا (1)

  • 114
الكاتب السوداني - مرتضى محمد الأزهري

إن المتابع للواقع السياسي المعقد بمصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير يجد أنه خلال العامين السابقين حدثت الكثير من الأحداث والممارسات السياسية الشائكة والمعقدة..التي قد يصعب الإتفاق على موقف شرعي موحد تجاهها. ولكننا إذا أمعنا النظر ودققنا في ممارسة حزب النور السياسية وكيفية تعاطيه مع هذا الواقع لخلصنا إلى عدة أمور:

أولا: سرعة الانتقال من حالة الجماعة الدعوية إلى الحزب السياسي.. تكون حزب النور فقط بعد ستة أشهر من الثورة.
ثانيا: خوض الحزب للإنتخابات بل ومنافسة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين والحصول على 25% من مقاعد مجلس الشعب.

ثالثا: واقعية وعقلانية قيادات الحزب في التعاطي مع الأحداث.
وتمثل ذلك في عدة نقاط:
1- موقف الحزب الرافض للدفع بمرشح لرئاسة الجمهورية.. ويرى الحزب أن التركة بعد حكم مبارك ثقيلة وبها الكثير من الملفات المعقدة وهذا يستوجب التدرج في الممارسة السياسية بل ونصح الحزب حزب الحرية والعدالة بعدم الدفع بمرشح رئاسي الذي لم يستجب.

2-وقوف الحزب ومساندته لمحمد مرسي في انتخابات الرئاسة في مواجهة محمد شفيق..لأن المرحلة تستوجب اتحاد الصف الإسلامي في مواجهة العلمانيين.

3-استقلالية الحزب عن الإخوان في الممارسة السياسية بل وتوجيه النصح والمبادرات لإصلاح الممارسة السياسية للإخوان قبل انقلاب الثلاثين من يونيو...

4-مشاركة الحزب بإيجابية في خارطة الطريق التي وضعها الجيش بعد عدم استجابة الإخوان لمبادرته وعدم إصغائهم لتوجيهاته وتمثلت هذه الإيجابية في تعطيل الدستور بدلا من إلغاء الدستور.. وتعييين رئيس المحكمة الدستورية رئيسا للبلاد بدلا عن البرادعي.. والأهم من ذلك عدم ترك الساحة للعلمانيين لتحديد ملامح مرحلة مابعد الإخوان..

5- مشاركة الحزب بإيجابية في لجنة الخمسين التي كونت لصياغة الدستور والحفاظ على الشريعة داخل الدستور..وتفويت الفرصة على العلمانيين لعلمنة مصر..

هذه هي (في تقديري) أهم ملامح تجربة حزب النور السياسية والتي تعتبر تجربة جديرة بالدراسة والتقييم الموضوعي بإعتبار التشابه بين مصر والسودان في النظام السياسي..