حزب النور المصري هل يفعلها؟

  • 125
الكاتب السعودي - عبد العزيز السويد

هل هناك أمل بإطفاء الفتنة في مصر، أم أن الطريق أصبح مسدوداً؟
التصعيد يتسارع وبوتيرة «نوعية» من الاحتجاجات والاعتصام بضحاياها من التراشق بالحجارة، إلى قنابل وقنص، إلى السيارات المفخخة، يتطور إلى إسقاط طائرة هيلوكبتر عسكرية بصاروخ «سام7» في سيناء ومقتل ركابها.
المحصلة أن الخسائر تتراكم وتنذر بخسائر أكبر.
وفي بيان جماعة «الإخوان المسلمين» المصرية الأخير، المنشور على الإنترنت بعد إعلان نتائج الاستفتاء على الدستور ملمح اعتذار مبطن وخفيف، وهو – كما يبدو – موجه إلى الشعب أكثر مما هو موجه إلى السلطة المصرية، جاء في سطر واحد: «الأخطاء التي وقعنا فيها نحن جموع قوى ثورة 25 يناير».
ولا شك في أن استخدام المظلومية وما وقع منها على هذا الطرف أو ذاك لن يحقق شيئاً مفيداً، بل إنه سيزيد إصرار كل طرف على موقفه، لذلك يُطرح سؤال: هل يمكن الابتعاد عن استخدام المظلومية، حتى لا تقع مظلوميات أخرى أشد وأنكى؟
المشهد في مصر يزداد قتامة، حتى وإن انتخب رئيس جديد. والصورة أن أعمال العنف والقتل والتفجير تلصق بـ «الإخوان»، ولا يُعرف هل هي براء منها أم لا؟ أقول لا يعرف بأدلة دامغة معلنة بعيدة من استنتاجات، لكن الصورة هي هكذا. لنفترض أن «الإخوان» لا علاقة لهم بأعمال القتل والتفجير، أليس من الحصافة والحكمة والعقل ومصلحة مصر والمصريين أن يفوتوا الفرصة على من يستغل الشحن المتبادل، ليحقق أهدافاً بعيدة كل البعد من المعلن من أهداف «الإخوان» في مشروعهم النهضوي؟ ألم يقدم «الإخوان» صورة مثالية عنهم وعن مشروعهم؟ أليس الحد من الخسائر حتى للجماعة والحزب من الاستثمار السياسي الذكي؟ كل هذه الأسئلة تُطرح، ما يعني ضرورة تقديم تنازلات من طرف «الإخوان»، تتبعها تنازلات من طرف السلطة الحالية.
أعتقد أن حزب النور المصري مؤهل للقيام بوساطة للحصول على تنازلات من هذا الطرف وذاك الطرف. هذا الحزب – في رأيي المتواضع وعلى رغم أن البعض له رأي فيه – يتعامل بعقلانية وواقعية مع الأحداث حتى الآن، فهل يقوم بمثل هذا الدور الصعب والمهم من دون كلل أو ملل لإطفاء الفتنة وتجنيب مصر والمصريين مزيداً من الدماء واتساع الهوة؟
لا أحد في تقديري يريد الوصول إلى جزائر أخرى، إلا القوى التي لا تريد خيراً لمصر وللعرب وللمنطقة.