وكالة الطاقة: تعطل إنتاج النفط قد يساعد في تقليص فائض المعروض

  • 87

قالت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الخميس، إن حالات تعطل إنتاج النفط في بلدان مثل كندا ونيجيريا وليبيا قد تساعد في تقلص فائض المعروض من الخام هذا العام في الوقت الذي سيستفيد فيه الطلب من زيادة استهلاك البنزين وبخاصة في الهند والصين.

وقالت الوكالة إن إنتاج الدول من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من المتوقع أن يهبط بواقع 800 ألف برميل يوميا في 2016 بما يمثل زيادة عن التوقعات السابقة التي صدرت عن الوكالة بانخفاض قدره 710 آلاف برميل يوميا.

ومن ناحية الطلب أبقت الوكالة التي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها على توقعاتها لنمو الطلب العالمي دون تغير يذكر عند 1.2 مليون برميل يوميا لهذا العام لكنها قالت إن المخاطر على التوقعات المستقبلية تميل إلى اتجاه الارتفاع.

وقالت الوكالة في تقرير سوق النفط الشهري الصادر عنها "أي تغيرات في توقعاتنا الحالية للطلب العالمي في 2016 من المرجح أن تكون الآن في اتجاه الارتفاع أكثر من احتمال نزولها إذ يتزايد الطلب على البنزين بقوة في كل سوق أساسية تقريبا بما يفوق أثر الضعف في نواتج التقطير الوسيطة."

أضافت "نمو الطلب بوتيرة أبطأ في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ليس غير متوقع. إنه يمثل العودة إلى القاعدة."

ويختلف هذا التقرير كثيرا عن تحذير وكالة الطاقة الدولية في بداية العام من أن سوق النفط قد "تغرق في الإمدادات" في 2016 في ظل وتيرة تعزيز المخزونات والزيادة الصافية في الإنتاج العالمي في ذلك الوقت.

وأشارت الوكالة إلى تحذير صندوق النقد الدولي الشهر الماضي عندما خفض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في 2016 إلى 3.2 بالمئة من 3.4 بالمئة.

غير أن الاستهلاك الكبير في بلدان مثل الصين وروسيا والهند على وجه الخصوص قد يساعد على تبديد أثر أي تراجع ينتج عن حدوث تباطؤ اقتصادي.

وقالت الوكالة "أداء الهند ممتاز. الطلب على النفط في الربع الأول من 2016 ارتفع بواقع 400 ألف برميل يوميا على أساس سنوي بما يمثل نحو 30 بالمئة من الزيادة العالمية. ويعطي هذا المزيد من الدعم للنظرية القائلة بأن الهند تسحب البساط من تحت قدم الصين كسوق أساسية للنمو في القطاع النفطي."

ومن ناحية الإنتاج أدى حريق غابات في مقاطعة ألبرتا الكندية إلى خروج نحو مليون برميل يوميا من الطاقة الإنتاجية من الخدمة في بداية مايو لكن وكالة الطاقة أشارت إلى أن توقف بعض الإنتاج في نيجيريا وليبيا وفنزويلا والكويت إضافة إلى تقلص إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة أدى أيضا إلى تآكل الإنتاج العالمي.

وقالت الوكالة إن من المتوقع تباطؤ نمو المخزونات العالمية من النفط الخام إلى نحو 200 ألف برميل يوميا فقط في النصف الثاني من هذا العام مقابل 1.3 مليون برميل يوميا في النصف الأول.

وارتفعت أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت بنسبة 30 بالمئة منذ بداية العام متجاوزة 45 دولارا للبرميل وهو أعلى مستوى منذ أواخر 2015 بدعم من حالات تعطل الإنتاج بشكل غير متوقع في مختلف أنحاء العالم.

لكن الأسعار ارتفعت نحو 12 بالمئة فقط توازي خمسة دولارات في الشهر الأخير عندما اتسع نطاق حالات توقف الإنتاج وذلك لأسباب أبرزها مليارات البراميل من النفط ومنتجات التكرير غير المستخدمة المكدسة في صهاريج تخزين على مستوى العالم.

وقالت الوكالة إن أي ارتفاع آخر في أسعار النفط "سيكون محدودا على الأرجح بفعل تنامي مخزونات النفط ومنتجاته التي ستظل من سمات السوق حتى الوصول إلى مستويات طبيعية بشكل أكبر للمخزونات."

وأضافت أن إنتاج أوبك ارتفع بواقع 330 ألف برميل يوميا في أبريل إلى أعلى مستوى في سبع سنوات عند 32.76 مليون برميل يوميا وقاد هذه الزيادة نمو إنتاج إيران والعراق والإمارات العربية المتحدة.

وقالت الوكالة إن إنتاج حقول النفط السعودية قد يرتفع باتجاه الوصول إلى 11 مليون برميل يوميا من المستويات الحالية البالغة نحو 10.2 مليون برميل يوميا.

أضافت أن إيران التي عادت للأسواق العالمية في يناير كانون الثاني بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على طهران على خلفية أنشطتها النووية زادت إنتاجها وصادراتها بوتيرة أسرع من المتوقع.

وقالت الوكالة إن حجم الإنتاج بلغ نحو 3.56 مليون برميل يوميا بزيادة 300 ألف برميل يوميا وهو أعلى مستوى منذ أواخر 2011 أي قبل فرض العقوبات الدولية على الجمهورية الإسلامية.

وارتفع معدل تحميل الخام الإيراني بواقع 600 ألف برميل يوميا في أبريل إلى نحو مليوني برميل بحسب الوكالة التي قالت أيضا إنه لم تتضح بعد كمية النفط التي جرى سحبها من صهاريج التخزين على جزيرة خرج ضمن هذه الشحنات.