عاجل

"العربي" يدعو وسائل الإعلام العربية للقيام بدورها في مواجهة أزمات المنطقة

  • 108
نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية


أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أهمية اجتماع مجلس وزراء الإعلام في دورته العادية السابعة والأربعين في ظل استمرار وازدياد التحديات التي يواجهها الوطن العربي، والتي تتمثل في اضطراب الأوضاع السياسية بصورة غير مسبوقة واشتداد الصراعات والنزاعات المسلحة في بقاع مختلفة من المنطقة، وهو الواقع الذي يفرض على وسائل الإعلام العربية مسؤوليات والتزامات كبيرة للقيام بالدور المنوط بها في تناول هذه التحديات والأزمات والتجاوب مع احتياجات الشعوب العربية.

وشدد العربي، في كلمته اليوم الأربعاء أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية السابعة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب التي عقدت برئاسة مملكة البحرين ، على أن الأحداث التي تشهدها المنطقة تحتم على وسائل الإعلام العربية التمسك بالمهنية والموضوعية والمصداقية والحيادية التامة، ومراعاة الفرق بين حرية التعبير والمساس بالأديان والمقدسات والتعرض للأمن القومي وسلامة الدول، مشيرا إلى أنه في ظل هذه الأحداث يجب أن تسعى وسائل الإعلام دائماً لإبراز أهمية الحوار والموضوعية في العرض ومراعاة الابتعاد عن العنف وعن الطائفية.

ونبه العربي إلى أن تفشي ظاهرة الإرهاب في السنوات الماضية أصبح أحد أبرز التحديات التي تواجه الدول العربية، وتهدد الأمن القومي وسلامة أراضيها وشعوبها، مؤكدا أن ضربات الإرهاب المتلاحقة التي أصابت عددا كبيرا من دول العالم وكان على رأسها عدة دول عربية، تتطلب تعزيز العمل العربي المشترك على جميع الأصعدة لمواجهة ومكافحة هذه الظاهرة واقتلاعها من جذورها.

وأشار العربي إلى أن ظهور عدد من التنظيمات الإرهابية مثل داعش ومن قبلها القاعدة وغيرها، وإقبال أعداد ليست بالقليلة من الشباب العربي على الإنسياق وراء هذه الأفكار والانتماء لها قد سلط الضوء على التدهور الفكري والمعرفي والثقافي الذي يعاني منه قطاع كبير من الشباب الذي أصبح فريسة سهلة للانسياق وراء الأفكار المتطرفة والهدامة التى تبثها تلك التنظيمات، وهو الأمر الذي يدق ناقوس الخطر لينذرنا بمستقبل شديد التعقيد إذا لم يتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة حياله.

أكد أن هناك الآن حاجة شديدة إلى ايلاء اهتماماً خاصاً للمجالات التي تبني وتشكل فكر الشعوب، وعلى رأسها التعليم والإعلام ورفع المستوى الاقتصادي والقضاء على البطالة، مشددا على ضرورة تفاعل الدول العربية الأعضاء مع الإستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمواجهة الإرهاب، واتخاذ خطوات عملية نحو تنفيذ الخطة المرحلية.

وأشار العربي في هذا الإطار إلى قرار المجلس الوزاري العربي الصادر في 7 سبتمبر 2014 الذي نص في فقرته السابعة على "عزم الدول العربية على مواصلة الجهود لتعزيز الأطر القانونية والمؤسسية لجامعة الدول العربية في مجال تعزيز الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية سياسيا وامنيا وقضائيا وفكريا لمواجهة مخاطر الإرهاب وما يفرضه من تحديات".

وقال العربي " إننا نعول على الإعلام العربي للقيام بمهام أكثر تأثيراً حيال مخاطبة الغرب بشأن قضية الإرهاب"، مشيرا إلى أنه منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001 وحتى يومنا هذا ومع ظهور التنظيمات الإرهابية التي تنسب نفسها للإسلام، تفاقمت الظواهر العدائية للمسلمين مثل ظاهرة الإسلاموفوبيا، وعليه،داعيا إلى ضرورة أن يكون هناك اهتمام إعلامي بمخاطبة الغرب والعمل على تخصيص قنوات ومنابر إعلامية عربية موجهة للشعوب الغربية بهدف تعريف هذه الشعوب بطبيعة الدين الإسلامي الحنيف التي تنبذ العنف وتحرم القتل، وتعريفها كذلك بتاريخ الحضارة العربية الإسلامية وإسهاماتها في بناء الحضارات الغربية فى جميع أنحاء العالم.

وأكد العربي أنه على الرغم من تزايد التحديات التي تواجه الأمة العربية على مدار السنوات الماضية، إلا أن القضية الفلسطينية ستظل دائماً القضية المركزية لنا جميعاً حكومات وشعوباً، وسنظل دائماً نؤكد على موقفنا الثابت من ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967 وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً للقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وكذلك إيجاد حل عادل وشامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين استناداً إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948.

وقال العربي إنه مع استمرار إسرائيل في ممارساتها غير القانونية لتهويد مدينة القدس الشرقية وهدم المنازل وإجراء تغيير ديموغرافي وتغيير أسماء الشوارع وتهديد المسجد الأقصى، وتغيير تركيبة المدينة التاريخية والاستيلاء على حضارتها وتراثها الإسلامي والمسيحي، لابد من تأكيد مسؤولية الأمم المتحدة ومنظماتها ذات العلاقة والمسئولة عن حماية الشعب الفلسطيني ومقدراته وأملاكه بالإضافة إلى دورها في دعم الحق الشرعي للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

وأكد أنه يقع على عاتق الإعلام العربي مسؤولية كبيرة ودور شديد الأهمية في دعم القضية الفلسطينية وتحريك الرأي العام العالمي لصالحها، الأمر الذي يستلزم وجود منبر إعلامي عربي موجه للغرب يهدف إلى تعريف الشعوب الغربية بتاريخ القضية الفلسطينية، وقضايا اللاجئين والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وعرض موقف الدول العربية وتأكيد دعمها الكامل للقضية وحقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد ضرورة أن يعمل هذا المنبر على تصوير ونقل الصورة الواقعية لمعاناة الشعب الفلسطيني من جراء جميع الممارسات والجرائم العنصرية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية بصورة يومية بحقه، والتي تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان، كما يجب أن يتم من خلال هذا المنبر التأكيد دائماً على الفرق بين الإرهاب وحق الدفاع عن النفس والأرض والوطن.

وتابع العربي : "مازلنا نتابع بقلق تداعيات الأوضاع المتأزمة في كل من سورية وليبيا واليمن والعراق"، محذرا من أن استمرار تدهور الأوضاع في هذه البلدان يشكل تهديداً مستمراً لأمن وسلامة واستقرار المنطقة بأكملها. وأكد العربي حرص جامعة الدول العربية على مواجهة هذه الأزمات ووقف تدهور الأوضاع ووقف نزيف الدماء في هذه البلدان ورفع المعاناة عن شعوبها.

كما شدد على استمرار الجامعة العربية في عملها على تعزيز وتفعيل العمل العربي المشترك على جميع الأصعدة أملاً في الخروج بالمنطقة العربية من هذه المرحلة الحرجة بدون المزيد من الخسائر وتحقيق السلام والأمن والاستقرار وتلبية احتياجات شعوب المنطقة.

وأكد العربي أن موضوع الإعلام وأجندة التنمية المستدامة لا يقل أهمية عن القضايا والتحديات الأخرى التي تواجهها المنطقة ، مشيرا إلى أنه في بداية العام الجاري بدأ رسمياً تنفيذ أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر لخطة 2030، والتي اعتمدها قادة دول العالم في سبتمبر 2015 خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال العربي إنه في ضوء اعتماد هذه الأهداف رسمياً، بادرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بوضع مقترح سيتم على أساسه وضع خارطة طريق عربية إعلامية لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030 ، مشيرا إلى أن الأمانة العامة للجامعة العربية أدرجت هذا المقترح على جدول أعمال اجتماعات مجلس وزراء الإعلام العربي في دورته السابعة والأربعين للنظر فيه ودراسته، أملاً أن تتم الموافقة عليه وتبنيه من قبل مجلسكم الموقر، وهي الخطوة التي ستجعل من منطقتنا العربية أول إقليم على مستوى العالم يقوم بربط أجندة التنمية المستدامة بالإعلام.

ونوه إلى أن الأمانة العامة للجامعة العربية تقيم اليوم الاحتفال الأول بيوم الإعلام العربي، مشيرا إلى أصالة فكرة "يوم الإعلام العربي" حيث أن جامعة الدول العربية تعد أول منظمة تقوم بتخصيص يوماً للإعلام يتم الاحتفال به سنوياً، انطلاقا من حرصها على إنشاء آلية جديدة لتشجيع التواصل المشترك على مستوى أجهزة الإعلام العربية والإعلاميين العرب، وتطوير أشكال جديدة للترابط الإعلامي العربي، وليكون يوم الإعلام العربي نافذة لصناع السياسة الإعلامية في المنطقة العربية، ووسيلة لإقامة الروابط الإقليمية ودعم التعاون المشترك بين مختلف وسائل الإعلام العربية.

ولفت إلى أن جامعة الدول العربية حرصت على أن يتضمن الاحتفال بيوم الإعلام العربي توزيع جوائز للتميز الإعلامي بهدف تكريم الشخصيات الإعلامية الفائزة، وكذلك تكريم المؤسسات الإعلامية العربية الرائدة التي يتم ترشيحها من الدول العربية الأعضاء.