دائما يلفت انتباهي من لا يتمسك بـ "الموضة" .. أو من لا يهتم بالذوق العام السائد من أسلوب الملابس ونوعية الموبايلات إلي طريقة التعامل علي الواقع أو الكتابة على الفيس بوك.. مرورا بتأييد مناهج ومدارس فكرية معينة أو التعصب لأشخاص ورموز محددة ... فكل ذلك داخل في معنى "الموضة" شاء اصحابها أو أبوا..
الذي لا يعجبه الموضة ومتسق جدا مع نفسه فيما ليس فيه مخالفة لمبادئ وأصول الديانة هو شخص مرتاح البال وخصوصا لو كان جريئاً ولديه رداً علي كل انتقاد يوجّه إليه حتي ولو ... بالسكوت ....
هذا الشخص لا يتأثر بالرأي العام وليس لديه أي جاذبية له بالمرّة فهو يقيّم الأمور بعقله لا بعاطفته أو بالأصح بالمعادلات الدينية والعقلية معا وليس بنظريات الحماسة السطحية أو المشاعر المتلوّنة .. تجده ثابتاً علي مبادئه .. أو بالأصح لديه فعلا مبادئ وأصول عامة يرجع إليها فلا يطيحه قول فلان ولا نقد علّان ولا هجوم ترتانٌ عليه ... هو متحررٌ من قيود نظر الناس إليه أو ابتغاء رؤية الناس ومديحهم عليه .. هو قويّ الحجة .. واسع الأفق ... غزير المعرفة ..
تجده يشعر بطعم الحياة بل لا حزازة يجدها في صدره من انتظار الموت .. فهو يموت قائما واقفا لا قعيدا عاجزا .. فما أحرانا أن نتزود بهذه الثقافة الحياتية وهي تتلخص في الأثر الذي قاله أحد السلف (كُن نفسك) .. نعم كن أنت وإياك أن تتلوّن بأنماط الموضة في الكلام واللباس والتعامل والفكر والثقافة .. أطلق العنان لطموحك واخرج من أسر التقليد المذموم .. فـ كن نفسك وإياك و "الموضة"
