محافظ الشرقية يُقيل رئيس مركز ومدينة الزقازيق بعد تحول عاصمة المحافظة لـ "مكب زبالة"

  • 110
أرشيفية

محافظ الشرقية يُقيل رئيس مركز ومدينة الزقازيق بعد تحول عاصمة المحافظة لـ "مكب زبالة"

النواب يطالب بتخصيص منطقة جديدة في صحراء بلبيس والفصل من المنبع واستبدال الشركات الخاصة

"الفتح" كشفت قبل أسبوعين مأساة القمامة في الشرقية


أعفى اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية المحاسب علي الصناديلي رئيس مركز ومدينة الزقازيق من منصبه على إثر تدني الخدمات التي تقدم للمواطنين وتراكم القمامة في الميادين وانتشار اللافتات والإعلانات على أعمدة الإنارة وحوائط المباني، الأمر الذي أسفر عن قيام العديد من النواب والمواطنين بالمطالبة بتغيير جذري وشامل في منظومة النظافة.


وقال عماد أمين صاحب محل عطارة: "إن بعض عمال النظافة يأتون بشكل شبه يومي مطالبين المواطنين بدفع رشاوى حتى يقوموا بعملهم"، متسائلا: ماذا أفعل حتى أتخلص من الأجولة والكراتين "مخلفات المحل"؟.


وتقول السيدة  (ن-إ) 56 سنة موظفة بجامعة الزقازيق: "تخيلنا أنه بعد قرار السيد المحافظ بإقالة رئيس المركز، أننا سنجد تغييرًا ملحوظًا حتى ولو قليل، ولكننا فوجئنا بحالة من الكسل والتراخي المتعمّد من قبل عمّال النظافة، فالقمامة فى منتصف الطرقات والعمال يطالبون بما يسمى بـ"الإكرامية". "على حد وصفها" 


وأضافت: إذا ما وجدوا قمامة بالقرب من منزل أحد الأهالي فلكي يرفعوها يطالبون بمقابل مادي، ولا أدري أي مقابل مادي يريدون كي يقوموا بأداء عملهم.


فيما يؤكد الحاج ناصر صلاح  55سنة "تاجر"،  أنه لم ير تحسنًا ملحوظًا بالمدينة، حيث إن انتشار القمامة وكثرة المخلفات الرطبة والأطعمة، مع ارتفاع درجات الحرارة، حتى صارت تلك البيئة ملائمة لتكاثر البعوض، والحشرات والذباب مشيرًا إلى أنه يجب على المحافظ أن يقوم بدوره في الرقابة ومحاسبة المخالفين في الحال.


وفي إطار استجابة السيد المحافظ  خالد سعيد لما نشرته "الفتح" حول الأزمة أوضح النائب حسن محمد السيد، عضو النواب عن مركز ومدينة الزقازيق بالشرقية، أن المواطن الشرقاوي مازال يعاني العديد من المشاكل وعلى رأسها القمامة التي لم يتغير الحال فيها عن السابق.


وأشار البرلماني إلى إن المجلس بدأ في اتخاذ بعض الخطوات الهامة، من خلال لجنة البيئة والتي من المقرر مناقشة بعض الملفات الخاصة بالقمامة على مستوى محافظات الجمهورية، وعرض أطروحات جديدة من خارج الصندوق، وذلك بعد اكتمال البحث فيها للوصول لأفضل النتائج.


وأكد السيد في تصريحات خاصة لـ"الفتح" أن دور الشركات الخاصة، والقطاع الأجنبي في ملف القمامة بالشرقية أثبت فشله، وأنه لابد من العودة للمنظومة القديمة وذلك بتعيين مشرفين وعمال من قبل الحكومة ويتم مرورهم بشكل شبه يومي مع توزيع الأكياس الخاصة بجمع القمامة دون تراخٍ، وما يدفع للشركات الخاصة يعطى كرواتب للعمالة، خاصة وأن الشركات الخاصة تستعمل معدات وسيارات المجلس لجمع القمامة، وما زادها ذلك إلا خراباً، فالمعدات تحطمت والقمامة ما زالت تملئ الشوارع.


واستنكر عدم تخصيص أماكن مناسبة لتجميع القمامة، وأضاف أن وجود قطعة أرض مخصصة لمقلب قمامة تابع للأملاك العامة مجاورة للمرور بالشرقية، فالتجميع لابد أن يكون بعيدًا عن أماكن تخزين وتشوين الأطعمة حفاظاً على الصحة العامة للمواطنين، وابتعادًا عن الآفات.


وأشار إلى أن ضرورة الاستماع إلى الشباب والاستفادة من أطروحاتهم وأفكارهم للوصول إلى أفضل الحلول الممكنة من خارج الصندوق، فتدوير القمامة ماهو إلا مكسب وربح إذا ما قامت الحكومة بتشجيع الشباب وتسهيل الصعوبات لهم، عن طريق إعطائهم خطوط إنتاج لتدوير القمامة، وتخصيص قطعة أرض مجهزة لإقامة مثل هذا المشروع والقوات المسلحة هي أولى برعاية مثل هذا المشروع وتسهيل عملية السداد على الشباب الراغبين في التنفيذ.


وأوضح أنه تقدم بطلب رسمي للمحافظة بتخصيص هذه المنطقة للاستثمار بنظام "pot" وعمل مشروعات كبرى لتشغيل الشباب والاستفادة من هذه القطعة في الاستثمار المحلي بالمحافظة خاصة وأنها قريبة من منطقة تل بسطة ومنطقة التجنيد.


وطالب نائب البرلمان بعمل مقالب خاصة في صحراء بلبيس والاستفادة القصوى من تدوير عمليات القمامة وعزل المواد من منبعها في المنازل حتى تساعد في إعادة عمليات التدوير.


كانت جريدة "الفتح" قد نشرت في عددها قبل الماضي الصادر يوم 5 أغسطس الجاري رقم "245" عن مأساة القمامة في محافظة الشرقية بعنوان"انتشار القمامة خطر يهدد مواطني الشرقية".


وكشف التقرير إلى أن مقالب القمامة انتشرت في مداخل المدن وأن المحافظة تستخدم الحرق على المكشوف، وأن مسئولي المحافظة فشلوا في إيجاد حلول من خارج الصندوق.


جدير بالذكرأن محافظ الشرقية اللواء خالد سعيد أصدر أوامره بإعفاء المحاسب علي الصناديلي رئيس مركز الزقازيق مطلع الأسبوع الجاري، وأوضح في بيان صحفي أن سبب الإقالة هو تدني وانحدار مستوى الخدمات داخل مركز ومدينة الزقازيق وتدهورها على جميع الأصعدة والمستويات، وزيادة نسبة المخالفات داخل الوحدات المحلية التابعة لمركز ومدينة الزقازيق، وزيادة كمية القمامة بمدينة الزقازيق وكثرة الأتربة والمخلفات بمداخل المدينة والطرق الرئيسية المؤدية إليها، والتجاوز والانتهاك الصارخ في التعدي على الأراضي الزراعية بنطاق مركز ومدينة الزقازيق.


وأكد المحافظ في بيان له، أن الصناديلي تسبب في ارتفاع نسبة المخالفات الإدارية والمالية بمركز الزقازيق مما يعد مؤشرًا سلبيًا، ويمثل خطورة على المواطنين وبطء الاستجابة في الرد على الموضوعات الهامة وإنهائها في المواعيد المقررة فيما يخص شكاوى المواطنين، وسوء الأداء وضعف عملية السيطرة على العاملين، مما أدى إلى وجود حالة من التراخي والتكاسل والإهمال وعدم الانتظام.


الابلاغ عن خطأ