ليس هجومًا على نادر بكار

  • 116
الدكتور أحمد شكري القيادي بالدعوة السلفية

من لطيف قدر الله تعالى أن يقدر وقوع بعض الأخطاء ليحدث النقاش حولها وتكون "بابا للتربية" بالموقف، وهي أعمق أثرا من مجرد التربية بالتلقين؛ لذلك فإن مما يحرمنا من الاستفادة من هذه الأخطاء أن نركز على نقد الأشخاص ويغيب الحوار حول الأفكار .

ولذلك أرى أن من الضروري لنا جميعا "أبناء الدعوة السلفية" أن نرتقي بمستوى الخطاب ونربأ بأنفسنا عن التجريح في الأشخاص، وندخل مباشرة إلى الحوار الهادئ حول الأفكار؛ وبالنسبة للجدل الدائر مؤخرا حول خطا الأخ نادر بكار نتحاور حول محورين .

الــأول : خطا نادر في المنهج.
الثاني : منهج نادر في الخطأ.

المحور الأول : خطا نادر في المنهج:
لا ينبغي اعتبار خطأ نادر في الحديث عن التمثيل والغناء مجرد خطأ في مسائل فرعية، وإنما هو يتضمن عدة أخطاء واضحة في المنهج،
ومن الأخطاء في المنهج حديثه عن درجة الخلاف في حكم الغناء في سياق الحديث عن حكمة مع أن أهم ما نركز عليه في المنهج السلفي أن الحكم يستنبط من الدليل، وليس من كلام العلماء؛ ولذلك فليس لتحديد درجة الخلاف في المسالة أي أثر على حكمها، وليس معنى أن الخلاف سائغ أن ذلك يخفف من الحرمة عند من يقول بها.

ومن الأخطاء أيضا حديثة عن القرارات المؤسسية للدعوة في إطار الحديث عن مسألة فقهية، والحق أن قرارات الدعوة التي نلتزم جميعا بها هي القرارات المتعلقة بإدارة العمل الدعوي أو السياسي التي نختلف فيها حول تقدير "المصالح والمفاسد" ؛ فنلتزم بقرار الشورى، لكن ليس للدعوة قرارات متعلقة بالأحكام الفقهية، وإنما نرجح بين أقوال العلماء بناء على قواعد الترجيح الموضحة في علم أصول الفقه، ومن عجز عن الترجيح يقلد الأوثق في نفسه .

المحور الثاني : منهج نادر بكار في الخطأ:
إذا كان عندنا متحدث أخطأ عشرين مرة، لكن عشرة منهم في جهة اليمين، وعشرة في جهة اليسار؛ فسنقول إن محصلة ذلك ليست بالضرورة معبرة عن منهج في الخطأ .
لكن إذا كان عندنا متحدث أخطأ خمسة أخطاء فقط، لكن كلها في جهة اليسار؛ فإن في ذلك دلالة لا ينبغي أبدا إغفالها على وجود منهج في الخطأ، ومن الواضح أن جميع ما يعده الشباب من أخطاء الأخ نادر بكار هي في جانبي المبالغة في إرسال رسائل التطمين للمخالفين للتيار الاسلامي، وكما أن من الضروري الرد على الخوارج لكن المبالغة في ذلك قد توقعنا في بدعة الإرجاء .
فكذلك لا ننكر ضرورة إرسال رسائل تطمين للجميع لكن بدون أن ننحرف عن المنهج؛ ولذلك من الضروري أيضا إرسال رسائل تطمين من نوع آخر أقصد رسائل تطمين للشباب السلفي أن الثبات على المنهج هو أولى الأولويات، وهذا ما أدعو إليه الأخ نادر في المرحلة القادمة.
وأسأل الله تعالى أن يجمعنا في الدنيا على طاعته، وفي الآخرة في دار كرامته إنه جواد كريم!

وآخــر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

الابلاغ عن خطأ