أولادنا والقرآن.. الشيخ / فايز أبو راوي أُنموذجاً

  • 109

مامن مسلم إلا ويتمنى أن يحفظ أولاده القرآن ، أمنية حياته أن يحفظ أولاده كتاب الله عزوجل على أمل أن يكون ذلك سبباً فى صلاحهم بعد ذلك وإلا كم من حافظ لكتاب الله وهو فيه قدر من الانحراف يتنافى مع مافى صدره من القرآن ، فلا شك أن الخير كل الخير فى كتاب الله عزوجل فهو مدرسة تربوية ربانية وحينما سئلت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها عن خلق النبى صلى الله عليه وسلم قالت :" كان خلقه القرآن "

إلا أن الكثير من الملتزمين فضلاً عن غيرهم يشتكى من صعوبة ترويض أبنائهم لحفظ كتاب الله وقد يكون العيب فى الولد نفسه دون تقصير من الأب أو ولى الأمر وقد يكون الأمر تقصيراً من أولياء الأمور والآباء إما فى طريقة التحفيظ الخاطئة وإما أن يكون ذلك راجعاً لتقصيرهم وإهمالهم ودائماً نستأنس فى حياتنا بتجارب الآخرين فى الأمور الدنيوية فكيف يكون الحال إذا كان متعلقاً بالآخرة ،

إذا أردنا أن نضرب مثالاً وأنموذجاً رائعاً يحتذى به فى مجال تحفيظ الأولاد كتاب الله عزوجل فتفخر الدعوة السلفية ونفخر بسيدنا وشيخنا فضيلة الشيخ / فايزأبوراوى حفظه الله لا فى محافظة مطروح فقط بل في نطاق الدعوة السلفية على مستوى الجمهورية إذ أن الشيخ حفظه الله أنجب من الأولاد اثنى عشر ولداً ( عشرمن البنات وولدان ) بارك الله فيهم وحفظهم من كل مكروه،

يحفظ منهم كتاب الله كاملاً ثمانية بنات وولدان والبنتان الأخريان فى طريقهما لحفظ كتاب الله منهن من يحفظ ربع القرآن ومنهن من يحفظ عشرة أجزاء إذن نجح شيخنا حفظه الله أن يحفظ عشرة من أولاده القرآن كاملاً تلاوة وحفظاً وتجويداً.

وفيما أعلم لا يوجد أحد من مشايخ الدعوة السلفية على مستوى الجمهورية فضلاً عن غير المشايخ يملك هذا العدد من الأبناء الحفظة لكتاب الله عز وجل حيث استطاع شيخنا الشيخ / فايز أن يحدث ثورة فى مجال تربية الأولاد على حفظ كتاب الله ويحطم مفاهيم خاطئة ويرسخ لمفاهيم صحيحة ويبعث فينا الأمل

ويمكن أن نستخلص من هذا الأنموذج عدة فوائد ودروس :

- 1- رد بليغ على دعاة تحديد النسل بولد أو اثنين بحجة تربيتهم فالشيخ أنجب 12 ولداً حفظه الله ولم يعيقه ذلك عن تربيتهم التربية الحسنة بل وتحفيظهم كتاب الله عزوجل ، بل إننا نجد اليوم من ينجب اثنين فقط ويسمونه سوء العذاب .

2- تصحيح المفهوم الخاطىء عن البنت والذى ورثناه من الجاهلية ، بل البنت اليوم هى أم الغد وفى صلاحها صلاح للأجيال القادمة وكما قال الأول :- الأم مدرسة إذا أعددتها : : : : أعددت شعبا طيب الأعراق

3- طريقة الشيخ فى تحفيظ هذا العدد كتاب الله عزوجل أنه تعب ابتداءً مع أول بنتين ثم تكفلن بعد ذلك بتحفيظ الباقيات فهو تعب فى اعداد النسخة "MODEL " النموذج ثم استراح بعد ذلك وكانت وظيفته بعدُ هى المتابعة .

4- ترسيخ معنى جميلاً وهو أن الله عزوجل هو الذى يهدى وبيده قلوب العباد وما أنت إلا وسيلة وسبب للخير، فالله عزوجل هو الذى وفق الشيخ لما علم الله فيه خيرا والله أعلم .

5- وفق الله عز وجل الشيخ أن يزوج بناته من أزواج نحسبهم من أهل القرآن ومن العاملين فى الحقل الدعوى كنوع من التعاون بين الأبوين لاستكمال المسيرة .

6- لا نستصعب قضية تحفيظ الأولاد كتاب الله عزوجل فالأيام سريعة ولوحفظ الولد كل يوم فقط 3آيات ففى ظرف 8سنوات يكون خاتما لكتاب الله عزوجل .

7- قد نُمنع فى أى وقت من انشاء حلقات القرآن والكتاتيب فى المساجد فاللجوء إلى البيوت لتكون قبلة لنا ومساجد وجامعات ومعاهد ولذا قال الله عزوجل لبنى اسرائيل الذين اضطهدوا من الفراعنة ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ، فكان نشاط الشيخ فى بيته وليس فى المسجد فكان البيت عبارة عن خلية نحل مابين مرتل ومراجع وحافظ وقارىء لورده وكان لهن نشاط بالغ فى تحفيظ الجيران وأطفال المسلمين .

8- نتخيل لو أننا جميعاً على قدر المسؤلية كشيخنا حفظه الله وتحملنا الأمانة كل فيما يخصه لصارت بناتنا وأولادنا محاضن للخير وأمهات وآباء المستقبل .

9- لا نركن إلى التعليم النظامى المستهدف من اعداء الله عزوجل فهو يخرج نشئاً فيه أمراض وجراحات بل لابد من تربية الأولاد تربية على محبة دين الله عزوجل والعمل له داخل منازلنا وهذا لاننتظره من التعليم النظامى وحده المملوء بالفيروسات والأوبئة .

10- أعطى الشيخ أنموذجاً للسلفى الناجح فى تربية أولاده وتحفيظهم كتاب الله عزوجل أتمنى أن يكون شيخنا الشيخ فايز أبوراوى قد أوصل لنا نحن ابناء الدعوة السلفية رسالة وكذلك أوصل رسالة للمحبين لدين الله عزوجل أن لا نيئس من روح الله فقد يخرج الله عزوجل من هذا النشء من يكون نصر الاسلام على يديه

. كتبت هذه السطور ومحافظة مطروح على موعدٍ مع تكريم الدعوة السلفية بمحافظة مطروح لحفظة كتاب الله عزوجل فى المسابقة الكبرى لحفظ كتاب الله عزوجل والتى تقيمها الدعوة السلفية سنوياً ،

أسأل الله عزوجل أن يرزقنى وإياكم الاخلاص فى القول والعلم والعمل وأن يجعل هذه السطور حافزاً لنا لخدمة كتاب الله عزوجل .