الأزهري: كثير من النساء لا يتمتعن بالجمال أنجبن وأنشئن علماء وأطباء وأساتذة ومُرَبِّين

  • 96
محمد سعد الأزهري مدير مركز الفتح للدراسات والبحوث

أجاب الشيخ محمد سعد الأزهري، مدير مركز الفتح للداراسات والبحوث، على سؤال وجه له من سائله تقول.. هل معنى ان الله لم يمنحنى شكلاً جميلاً أننى لن أتزوج؟ ولن أعيش حياتى كبقيه الفتيات؟ ولماذا حبّب الله للرجل المرأه الجميله؟ وأين تذهب القبيحات؟

قال الأزهري، أيها الأخت الكريمة: ينبغي أن تعلمي أن هناك جميلات غير متزوجات ويشتكين من العنوسة، إما لشروط بالغوا فيها فيما سبق حتي فاتهم القطار، وإمّا انشغالاً بالشهادات الدراسية من جامعة وماجستير ودكتوراة وتحضير دائم وأبحاث مستمرة! وإمّا لأسباب أخري متنوعة.

أضاف: وهناك أيضاً من تتزوج وتُطلق بعد يوم أو شهر أو سنة، وتعود إلي أهلها بحمل أو بطفل وهي تشعر بالكسر وتريد الإنزواء!

تابع: وهناك من هي متزوجة ولديها أولاد وتتمني الفكاك من زوجها، بل تكره أن تنظر إلي وجهه أو أن تنام معه فى سرير واحد، ولكن تتحمّل ذلك كله لأجل أولادها والحفاظ عليهم من التفكك الأسري رغم معاناتها الشديدة.

واستطرد في حديثه: وهناك من تتزوج وتعيش مع شخص بارد العواطف والمشاعر، وكأنه لوح من الثلج لا يُصيبه الذوبان حتي فى أكثر شهور العام حرارة!

وهناك من تتزوج رجل شتّام سبّاب، ولا تشعر معه بأي أمان، ورغم ذلك تتحمّل الحياة معه رغماً عنها، لأن أبويها قد رحلا عن الحياة ولن تجد مكاناً تسكن فيها إذا طُلّقت من زوجها !

تابع: وهناك نساء كثيرات لم يمنحهن الله جمالاً، بل قد يشعر البعض بقبحهن، ورغم ذلك يتزوجن من شخصيات مستواها المادي والتعليمي ضعيف للغاية، ورغم ذلك يجاهدون فى هذه الحياة سوياً، وينعمان بالرضا الذي لا يعرفه الكثير جداً من الأغنياء والجميلات!

وأمثال هؤلاء يُخرج الله على أيديهم رغم الإمكانيات الضعيفة علماء وأطباء وأساتذة ومُرَبِّين، يؤثرون فى المجتمع أكثر من غيرهم، بل ويُعيدون له التوازن المفقود بسبب استهتار أبناء الجميلات!

فلا تنظري فقط إلي جانب واحد وهو الجمال أو العنوسة، بل ارضي بما قسمه الله لكِ، فللحياة جوانب أخري متعددة، وتخفي عن كثير من الناس، وسبحان الله لا تدري، قد يأتي يوم وتتزوجي، وقد لا يأتي، ولكن إذا تعلّقتِ بالله، وأطعتيه ثم رفعتي يدكِ إلي السماء ليُرضيكِ، فأكرم الأكرمين يحب من أطاعه، ويُعطيه ويمنحه أكثر مما يُحب.

ونصحها الأزهري، بأن تتذكَّر قوله صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط".

وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام " المؤْمنُ بخيرِ على كُلِّ حالٍ، تُنْزَعُ نَفْسُهُ مِنْ بين جنْبَيهِ وهو يحْمدُ اللهَ -عز وجل – " فإن حمد الله والرضا بقضائه خير عظيم، ولا يُدرك ذلك إلا المؤمنون.

وأسأل الله أن يُرضيكِ وأن يحفظك، وأن يجعلك من السعداء فى الدنيا والآخرة.