عاجل

خطيب الحرم المكي: السعودية لن تمنع أحداً من "البيت الحرام" لأجل موقفه السياسي أو مذهبه

  • 159
أرشيفية

شدد المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، على أن السعودية لا تسمح باستغلال الدين ومواسم العبادة وتجمعات المسلمين في المشاعر المقدسة لخدمة أغراض مسيسة وصرف الأنظار عن معاناة يعيشها من يعيشها ومشكلات يقع فيها صاحبها.

 

وقال "بن حميد" في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام: "من ثوابت السعودية أنها لا تمنع أحداً قصد هذا البيت -للحج أو العمرة- مهما كان موقفه السياسي أو توجهه المذهبي، ومَعاذ الله أن تصد أحداً قصد البيت الحرام أو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بل هو محل الترحيب والإكرام." حسبما جاء في صحيفة "سبق"

 

وأضاف: "من ثوابت هذه الدولة المباركة كذلك منذ أن استرعاها الله الحرمين الشريفين خدمة وعناية ورعاية وتشريفاً وتكليفاً؛ إبعادُ الحج عن أي تشويش على مظاهرة هذه الوحدة الإسلامية التي تعيشونها، أو التعكير على الغايات السامية التي تنشدونها من ذكر الله والتزود من البر والتقوى."

 

وأردف: "تشمل ثوابت السعودية كذلك أنها لا تُزايد على أداء المسلمين أياً كانت جنسياتهم ومذاهبهم؛ فهي مملكة استطاعت -عبر تاريخها المجيد وعبر كل المواسم- أن تتعامل مع كل الانتماءات الإسلامية، وهم جميعاً يَنعمون برغد العيش وجليل الخدمة وجميل الترحاب."

 

وتابع: "لقد علم حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم موقف المملكة الحازم في المنع الصارم في أن يُحَوّل الحج إلى منابر سياسية تتصارع فيها الأفكار والأحزاب والطوائف والمذاهب وأنظمة الحكم؛ مما يعني -بلا شك- الانحراف الخطير للحج وغاياته، بدليل قوله تعالى: {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوىٰ واتقون يا أولي الألباب}."

 

وقال "بن حميد": "من ثوابت هذه الدولة وسياستها أن الحج والديار المقدسة ليست ميداناً للخلافات والعصبيات المذهبية؛ فلا دعوة إلا لله وحده، ولا شعار إلا شعار التوحيد "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك"؛ فلا يحل لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يؤذي مسلماً أو يروّع آمناً فهو في حرم الله المحاط بالهيبة والتعظيم الذي لا يُسفك فيه دم ولا يُنفّر فيه صيد ولا يُعضد فيه شجر "ومن دخله كان آمناً"."

 

وأضاف: "الفريضة المقدسة مُبعدة ومنزهة عن كل هذه الأغراض، وإن تسييس الشعائر لن يجلب خيراً لأمتنا، وأحوال الأمة خير شاهد على ظروفها وخلافاتها."

الابلاغ عن خطأ