شرف الانتساب للدعوة السلفية

  • 407

الدعوة السلفية دعوة إصلاحية تعمل لإصلاح ما فسد من عقائد الناس وعباداتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم وسلوكياتهم، تعمل لإصلاح الدنيا بالدين، وتعتمد في الإصلاح على المنهج الربانى من كتاب الله ومنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم بفهم الصحابة الكرام رضى الله عنهم والتابعين لهم بإحسان رحمهم الله تعالى؛ عن طريق نشر العلم الشرعي والعمل به، وتركز على موضوعات العقيدة والتوحيد، واتباع السنة النبوية، والاهتمام بتزكية النفوس.
تبدأ أولا بإصلاح الفرد، ثم إصلاح الأسرة، ثم إصلاح المجتمع وصولا إلى إصلاح الدولة. وأهم ما يميز الدعوة السلفية هو الاهتمام بالقرآن الكريم حفظا وتحفيظا وبالسنة النبوية المباركة، والتزود بالعلم النافع؛ ودائما ما يرجع دعاة الدعوة السلفية إلى السلف الصالح يأخذون منهم القدوة والأسوة، ويعالجون بها مشكلات العصر علاجا سلفيا في أساسه عصريا في شكله، فيجمعون بين الأصالة والمعاصرة، ويربطون الماضي بالحاضر والمستقبل، فلا ينفصلون عن هُويتهم وجذورهم وأصولهم، ولا ينفصلون أيضا عن الواقع والعصر الذي يعيشونه.
بدأت الدعوة السلفية المعاصرة في السبعينات من القرن الماضي بمحافظة الإسكندرية، ثم انتقلت منها إلى بقية المحافظات، وانتشرت حتى في أقطار كثيرة من العالم، وكان لها أثر في إحداث تغييرات في حياة الناس؛فقد كانت هناك عقائد كثيرة فاسدة منتشرة بين أوساط الناس، تم تصحيحها بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود دعاة ومشايخ الدعوة السلفية؛ خزعبلات وخرافات وأساطير باطلة تم القضاء عليها ومحوها ب فضل الله ثم بجهود الدعاة والعلماء والمشايخ الذين تحركوا فى كل مكان ووصلوا إلى أمكان بعيدة، وأوصلوا الدعوة والعلم إلى هذه الأماكن، وهناك مظاهر كثيرة فى المجتمع الآن يعود السبب في وجودها وظهورها إلى الله وحده ثم أتباع الدعوة السلفية، مع غيرهم من العلماء المخلصين، لكن ربما كان الانتشار على أيدى أتباع الدعوة السلفية.
 فى السبعينات من القرن الماضى كانت مظاهر الجهل والبدع والمنكرات شائعة في المجتمع، في الأفراح والمآتم، في البيوت والطرقات، في المواصلات والشركات، في المساجد وفي كل المناسبات؛ والنساء كن متبرجات بدرجة شديدة، والحجاب كان غائبا والنقاب لم يكن معروفا، واللحى كانت نادرة والمساجد كان لا يدخلها إلا كبار السن ومن خرجوا على المعاش، والشباب كان تائها لا يعرف إلا الأغانى العاطفية والقصص البوليسية وروايات الكتاب والأدباء الذين يزينون له الحضارة الغربية أو الشرقية كذلك بكل ما فيهما؛ والأعمال السينمائية أو التلفزيونية تظهر الشيخ الأزهري بمظهر غير لائق وتسخر منه، كذلك مدرس اللغة العربية بالذات.
وبالجملة كانت النزعة الدينية ضعيفة للغاية، والروح الإيمانية مفقودةإلى حد كبير؛ فالخطب في المساجد مكررة، ويغلب عليها القصص الضعيفة والخطابات المختلقة، ولا توجد مساجد لتحفيظ القرآن الكريم ولا لنشر السنة النبوية المطهرة ، ومسائل العقيدة كانت لا تعرض على المنابر إلا نادرا جدا، وتعرض بصورة مشوشة وغير واضحة، وسنن العبادات كانت مجهولة لحد كبير، وكانت الجماعات الإسلامية العاملة فى حقل الدعوة ضعيفة الوجود في المجتمع، لكنها موجودة على أي حال، تعمل في محيط ضيق في حدود مساجدها، ونشأت الدعوة السلفية فى هذه الظروف والأجواء واهتمت بالعلم الشرعي، وكتب العلماء القدامى وحفظ القرآن الكريم، ونشرت هذا بين الشباب الذين انبهروا بهذه الموضوعات الجديدة وهذه الصحوة الدينية؛ فأقبلوا على المساجد وعلى القراءة والحفظ، وتحرك الشيوخ والدعاة، وهذه الحركة ولدت حركة عند بقية جماعات الدعوة الإسلامية ، وتسببت في تنافس بين كل الجماعات الدينية الإسلامية، وحدث رواج على الساحة الدعوية؛ فقلت البدع والمنكرات وزادت مظاهر التدين وعادت كتب السلف إلى الظهور، وتراجعت كتب الأدب والفن والروايات الهابطة، وتغيرت بيوت كثيرة من الداخل، وزادت المساجد التى تنشر السنة والعقيدة، وانتشر الخمار فى أوساط النساء، وظهر النقاب فى مناطق متعددة وتزايد تدريجيا، واختفت بدع كثيرة فى سبوع المواليد والأفراح والمآتم والطرق، وعرف الناس صلاة العيد فى الخلاء والساحات، وتعلم الناس مسائل كثيرة فى البيوع وأحكام شهر رمضان، وبدأ الحج والعمرة يشهدان نوعيات الشباب بعد أن كانا قاصرين على كبار السن أو الأغنياء فقط، وعرف الناس الكثير والكثير من السنن التى كانت مهجورة، وكما انتشرت السنة والخير انتشر أيضا للأسف الشديد تيار التكفير بمسميات مختلفة وجماعات كثيرة، وخاضت الدعوة السلفية بالذات معارك فكرية هائلة ضد هؤلاء، مناظرات ولقاءات وحوارات ومناقشات وكتابات حتى حاصرت هذا الفكر وأوقفته بفضل الله تعالى.
 نعم، كان للأزهر إسهامات، وجماعات مثل أنصار السنة، لكنها كانت إسهامات محدودة؛ فالصراع كان بين الدعوة السلفية وجماعات التكفير مباشرة، وكان صراعا مباشرا متداخلا وجها لوجه، وتم إيقاف فكر التكفير وظهر فكر العنف والسلاح وقاومته الدعوة السلفية واعترضت عليه، ولم تشارك فيه ونبهت على خطورته وخطئه وأدانته؛ فكان هذا داعما للدولة فى تصديها لهذا العنف حتى توقف أيضا.
لقد انتشر الفكر السلفى فى أنحاء عديدة من العالم، ولا أقول بجهود الدعوة السلفية فقط، لكن أقول إن لها الأثر الفعال فى انتشار هذا المنهج، كان الشيوخ يتحركون فى المحافظات المختلفة ويصلون إلى القرى والنجوع والكفور، يلقون المحاضرات ويبينون المنهج حتى انتشر وخرجتعن المشايخ مجموعات من الشباب هنا وهناك شعروا باستقلالية وفهموا طريقة العمل؛ فكونوا لأنفسهم جماعات جديدة وحاولوا مخالفةالدعوة السلفية بها، وأن يتميزوا عنها، وتعمدوا أن يخالفوها فى بعض المسائل ليظهر كيانهم الجديد، وهؤلاء موجودون إلى يومنا هذا أو بعضهم، وبعضهم اضمحل وزال وانتهى، لقد انضم للدعوة السلفية وانفصل عنها الكثير والكثير، لكنهم لم يكونوا كيانات أو جماعات كبيرة مثل الدعوة السلفية.
 عدد من الشيوخ الكبار نشأوا في الدعوة السلفية وتتلمذوا على يد مشايخها، ثم انفصلوا لأسباب معروفة وحاولوا إنشاء كيانات مماثلة، لكن لم تنجح الكيانات ونجح الشيوخ.
هذا كله تاريخ غير معروف لكثير من الشباب ولا يسألون عنه ولا يبحثون عنه أصلا، وشيوخ الدعوة لا يميلون كثيرا للحديث عن تاريخهم وجهودهم، وأتمنى أن يتفرغ أحد الباحثين لكتابة تاريخ الدعوة وأهم مراحلها ومواقفها، ويأخذ شهادات الشيوخ والدعاة، بل والأتباع فى المحافظات المختلفة ليدون تاريخ هذه الدعوة المباركة التى كان لها دور بارز فى الحياة المصرية والواقع المعاصر؛ حتى لا يضيع تاريخ هؤلاء الأفاضل، أو يلوثه شخص كذاب يفترى عليهمأو يدعى عليهم ما ليس فيهم.
إننى فخور بانتسابى إلى هذه الدعوة المباركة، أتشرف بانتمائي إليها، علما بأننى سمعت من جماعات أخرى، وقرأت لجماعات أخرى، وتقابلت مع شخصيات من جماعات أخرى، لكن هذه الدعوة السلفية المباركة لها شأن آخر؛ شيوخها لهم أوصاف وأحوال لم أرها فى شيوخ وقادة جماعات أخرى، منهجها وطريقتها مختلفة، أفرادها مختلفون عن أفراد الجماعات الأخرى.
وهذه الدعوة الشريفة ينفصل عنها من لا يصلح لها فى أفكاره وسلوكه وأحواله وأوصافه ونوعيته، هذه الدعوة المباركة يعتنقها نوعيات معينة ولأسباب معينة، ثم قد ينفصل عنها لأنهم لم يجدوا أنفسهم فيها، ولم يجدوا أدوارهم فيها، ولم يجدوا فيها ما يبحثون عنه؛ فيتركونها ويبحثون عما يريدونه فى جماعات أخرى أو اتجاهات أخرى؛ بعض المنفصلين يبحث عن شيء ما، وبعضهم يبحث عن شيء آخر، والبعض قد يبحث عن شيء ثالث، والذي لا يجد بغيته وطلبه في هذه الدعوة ينفصل عنها لعله يجده عند آخرين، وتمضى الدعوة رغم ما تساقط منها وتساقط عنها، رغم الدعايات والوشايات والمحاولات لهدمها وتفتيتها وتفكيكها وإضعافها، تمارس دورها فى الإصلاح والحفاظ على الثوابت والأصول والدفاع عن دين الله سبحانه، وكلما كبرت وقويت زاد خصومها وزاد الهجوم عليها.
أقول لأبناء هذه الدعوة وأتباعها، تاريخ دعوتكم ناصع وشريف ومشرف، وأثرها ظاهر وقوى وواضح، لا تعتمدوا على تاريخ القادة المؤسسين، بل ساهموا أنتم وشاركوا في صنع تاريخ ومكانة هذه الدعوة المباركة، وعندما أتحدث عن جهود الدعوة السلفية وأثرها على الحالة الدينية فى مصر، لا أنفى جهود الآخرين، ولا أدعى أن الدعوة السلفية وحدها هي التي أثرت في المصريين؛ كلا .. فهناك شخصيات وجماعات كان لها أثر كبير وتأثير كبير على الحالة الدينية المصرية؛ فالشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله تعالى كان له تأثير فى إحداث حالة من تجديد الإيمان العام فى مصر عبر برنامجه "خواطر في تفسير القرآن"، والشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله تعالى كان له دور في محاربة الفساد والباطل والاستبداد والظلم، والشيخ أحمد المحلاوي حفظه الله تعالى كان له دور بارز في الحياة المصرية، كذلك الشيخ محمد الغزالى والشيخ حافظ سلامة والشيخ صلاح أبو اسماعيل والشيخ محمود عيد وغيرهم، هؤلاء جميعا أحدثوا حركة في المياه الراكدة، وجماعة التبليغ والدعوة وجماعة أنصار السنة المحمدية، وجماعة الإخوان، كل هؤلاء كانت لهم إسهامات، لكنها إسهامات عامة غيرت الجو العام وصبغته بالصبغة الدينية، وجاءت الدعوة السلفية لتضيف على هذه الإسهامات بشيء من التركيز والاستثمار.
 استثمرت هذا الجو الإيمانى الجديد فيإحداث نقلة نوعية هائلة فى أوساط الشباب والنساء، وانتشر أبناء الدعوة وفكر الدعوة ومنهج الدعوة في بلاد كثيرة من العالم؛ مما كان له دور في التأثير على الحالة الدينية في بلاد كثيرة، والدعوة السلفية لها ملامح ومنهج وطريقة مميزة، لها خطوط عريضة تميزها عن غيرها كانت معلومة تماما للأجيال الأولي، ثم للأسف الشديد نشأت أجيال جديدة انضمت للدعوة السلفية ولا تعرف منهجها جيدا ولا أهم ما يميزها، ولم تتشرب المنهج السلفي الأصيل، وهؤلاء للأسف أعدادهم كبيرة، ويمثلون مشكلة وعبئا على الدعوة السلفية، لا يعرفون قواعد وأصول المنهج، ولم يقرأوا حتى الكتب الأساسية التي كانت لازمة لكل فرد من أفراد الدعوة السلفية، ولم يأخذوا الحظ اللازم من التربية والتكوين والإعداد؛ لذلك خرجت منهم طامات وعجائب، ولا أدعى الكمال للدعوة السلفية، فكما أن لها إيجابيات كثيرة جدا فلها أيضا سلبيات، وتنقصها أمور ومميزات موجودة عند جماعات أخرى، لكن رغم كل هذا ما زالت الدعوة السلفية هي الأبرز تأثيرا فى المجتمع المصري، بل وفى غيره من المجتمعات رغم إنكار الجاحدين والجاهلين والمبغضين.
وأقول لأبناء الدعوة، تعلموا المنهج السلفي وتشربوه واسألوا عنه وابحثوا عنه، وإن قصرت الدعوة فى إبلاغه لكم نتيجة لاتساعها وتزايد أعبائها،إذا فاتتك كتب فاقرأها أنت واسأل عنها، وإذا فاتتك مسائل فاسأل عنها، وابحث عنها، تعرف على ما يميز الدعوة عن غيرها من الجماعات حتى تكون فاهما فهما راسخا.
وأقول لقادة الدعوة وشيوخها، عودة إلى طريقتكم الأولى، عودة إلى العلم العميق والتربية الإيمانية والفكرية، عودة إلى مسائل المنهج وقواعد المنهج السلفي، عودة إلى الأصول والجذور مع عدم إغفال حاجة الدعوة إلى نقله نقلة نوعية تتماشى مع متطلبات المرحلة والعصر وتفي بالمسئولية.
وأقول للمنشقين، فاتكم شرف الانتماء والانتساب لهذه الدعوة المباركة، لا لعيب في الدعوة وفكرها ومنهجها ، لكن لخلل عندكم في جانب من الجوانب، ربما كان هذا الخلل الذي عندكم بسبب تقصير الدعوة في تكوينكم أو بسبب تقصيركم أنتم في جوانب معينة، أو ربما لأمور دفينة في النفوس، لا بأس فعملية التساقط هذه معلومة معروفة.
أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لكل ما يحبه ويرضاه، والعاقبة للمتقين
وأخيرا أبعث برسالة هامة لأبناء الدعوة السلفية، بل لكل المخلصين الغيورين على مصلحة الدين فأقول، هناك تحديات كبرى ومصاعب ومتاعب ومشكلات مع قوى عالمية وإقليمية، وهناك فتن ضخمة، هناك هزات ورجات وبلابل، وزلازل فكرية وعقائدية، النجاة منها باتباع المنهج السلفي، والانتصار على المكائد والحيل والتلاعب الكبير يكون باتباع المنهج السلفي، والقضاء على القوى الشريرة، ومحاصرة الباطل حتى القضاء عليه يكون باتباع المنهج السلفي الذي عليه أبناء الدعوة السلفية؛ فالتحديات كبيرة والمرحلة القادمة هي مرحلة سلفية بامتياز، لكن قبلها الصبر والثبات، فحافظوا على كتلتكم ووحدتكم وجماعتكم وتماسككم، ولا تنازعوا وكونوا على بصيرة من أمركم؛ فأنظار الدنيا كلها مسلطة ومركزة عليكم، فأخلصوا لله وأروا الله من أنفسكم خيرا.
وأقول للمسئولين أيضا في كل مجال وعلى كافة المستويات، إن المنهج والاتجاه والتيار والفكر والشباب السلفي هو خيار المرحلة القادمة على كافة الأصعدة؛ وهذا الكلام ليس من قبيل المبالغة ولا التهويل ولا التعصب ولا الانحياز للدعوة التي أنتمي أليها، لكن قراءة متعمقة في المشكلات والتحديات والمخاطر، مع قراءة متعمقة في الحلول المتاحة والمناسبة، لا بد من طريقة سلفية في معالجة المشكلات والتحديات، ومواجهة التهديدات وإلا ستدورون في حلقات مفرغة، وتفشلون وتخسرون ويخسر الجميع معكم، وخذوا أمثلة قليلة، مشكلتنا مع إثيوبيا تريد طريقة سلفية في علاجها؛ مشكلتنا مع إيران حلها سلفي، مشكلتنا مع إسرائيل حلها سلفي، هذه المشكلات السياسية الخارجية؛ أما المشكلات الداخلية، فمشكلة الأمن الحقيقي حلها سلفي، مشكلة الاقتصاد والجريمة والفقر والجهل والأخلاق، أبحثوا عن الحلول والعلاجات على الطريقة السلفية تجدوا الدواء الشافي والجواب الكافي بإذن الله تعالي؛ وأي حل بعيد عن الحل السلفي هو مجرد مسكنات مؤقتة قصيرة المفعول وليس حلا حقيقيا جذريا.
 جربوا المنهج السلفي في حل المشكلات ولن تندموا أبدا إن شاء الله تعالي، خذوا الحلول من كتاب الله تعالي وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،ثم من طريقة الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام رضي الله عنهم، ثم من القرون الثلاثة الأول المفضلة، أقرؤوا كيف عالجوا المشاكل، وكيف نظموا الدنيا بالدين؛ ستجدون ما تبحثون عنه وزيادة، حلول حقيقية واقعية مجربة وفعالة وناجحة، ولا تتحرجوا من الرجوع للسلف والتماس الحلول عندهم، بل لا تعاندوا ولا تكابروا، ولا تخافوا من طريقة السلف، ولا تحسبوا حسابا لأحد إلا الله سبحانه وتعالي.
وأقول للكتَّاب السلفيين، قدموا للناس نماذج الحلول في كل المجالات من التاريخ السلفي حتى يقرأ الناس ويعرفوا.

الابلاغ عن خطأ