الوحي... نصنع به مخرَجًا أسفكسيا (2-3)

  • 162

حين تتنفس بحرية يتسع صدرك للمفاهيم التغييرية.

حين تتنفس مفاهيم صحيحة تشارك بحماس في كتابة قصيدة البناء الفصيحة.

ولعل البداية الصحيحة الثابتة الدائمة للبناء والتغيير هي البداية بالمفاهيم والصناعات والتي هي المواد الخام للتفكير ... لذا كان حديث السبعة عمل تغييري مفاهيمي بالدرجة الأولى

ومن أعظم المعاني في حديث السبعة هو المفهوم الثاني فيه:

2 - نعم تستطيع ومن دورك ومكانك، ولو بإضافة بسيطة صغيرة يظن البعض أنها لن تؤثر.

التنوع الهائل في حديث السبعة في الجهد والإضافة داخل النماذج المذكورة يدعو للأمل والعمل.

فالكل له دور، صاحب الدمعة وصاحب الدولة.

في المسجد، وفي البيت، وفي الشارع، وفي الديوان، وفي الخلوة؛ كل بدوره ومكانه وعمله وقدرته على التأثير في الواقع.

يذكر أنه في أولمبياد 1976 كان هناك ثمانية متسابقون لنهائي سباق الـ 100 متر، صاحب الميداليه الذهبية فيهم كان أسرع فقط (بعُشر من الثانية) من آخر المتسابقين الثمانية؛ (فرق بسيط في السرعة لكن فروقات هائلة  في النتائج).

وأزعم أن تحركات السبعة بتفاوت النسب تشبه هذا الأثر!

تأمل
دمعة وتغيرت حياته، لكن الدمعة ثمرة لبذرة زرعت وتم رعايتها في البيت والمسجد.

لا أدري ربما كان هو الذي نشأ في طاعة الله ، وتعلق قلبه بالمسجد، أم هو الإمام العادل وقد تذكر ثقل حمله وهمه.

دمعة .. عشر ثانية .. فروق بسيطة لكن النتائج هائلة.

ترى أي الرجال أنتَ وأي النساء أنتِ في ساحات التغيير والبناء؟!

دورك ينتظرك بقدر تأثيرك، وأن لم تكن منهم فلتأتِ بهم، أو مهد الطريق لهم، حطم العقبات التي تواجهم.

جمِّع خطوط الإنتاج التي تصنعهم، اجعلهم حلمك ومشروعك وهدفك>

لا تستصغر نفسك أبدا.

نملة سليمان عليه السلام كانت نملة لكن ذكرها القرآن... قال تعالى: (‏قالت نملة) .. الآية.

نصحت بإيجابية وصدق فذكرها القرآن

قامت بدورها بكلمة فقط وخلد دورها في الزمان

وربما لم يسمع بها أحد في عالمها وزمانها غير سليمان...

أخي، يا سابع سبعة

قل كلمتك في الحياة ودع مداها لله.كنملة سليمان عليه السلام .. قل كلمتك وقم بدورك ولو لم يشعر جيش سليمان ولو سكت النمل ولم ينتبه أحد..

ظل عرش الرحمن لهؤلاء الذين يمنحون الحياة معنى بأداء دورهم ولو فرط الناس وقصروا.

حديث السبعة أنبوب أوكسجين للدنيا ومنقذ معلب  من (أسفكسيا الاختناق والمعادلة الرديئة).

معادلة الاختناق إما حاكم عادل أو لا مجتمع
نعم ...
البعض حصر الأمة في هذه المعادلة .. ثبت الحاكم العادل في رؤيته وإن فقد فكل ما تقوم به الأمة غرس لبذور في الهواء ولا حول ولا قوة إلا بالله...

والحاكم العادل مهم جدا

والله مهم ، لكن كل الأدوار مهمة أيضا.

المحور الثالث في حديث السبعة:

أزعم أن جميع مشكلات الأمة الرئيسة تتلخص في خمس مشكلات:
1 – الإرادة.
2 – الدراية.
3 – الإدارة.
4 – الرواد.
5 – الريادة.

وأزعم أن حديث السبعة حديث حل عملي واقعي لهذه المشكلات الخمس.

دعونا نحلم قليلا في حلم جميل نسعى إليه وهو  "مأسسة" أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ فمثلا هذا الحديث كمنهجية ورؤية للإصلاح تتبناه الأمة أو الدولة أو جامعة أو مركز أبحاث أو رجال الأعمال أو مؤسسات أو .. أو ..

يكون همهم الرئيس إنتاج هذه النماذج ببرامج وخطوات، بمدخلات وعمليات  ممنهجة محترفة؛ يستخدم فيها أعلى تقنيات العصر الحديث التكنولوجية والإدارية والبحثية.

فلا زلت أؤمن أننا لن نجد مخرجا إلا بالوحي.

ومن مخارج الأمة من مشكلاتها المعاصرة الخمس المذكورة، مخرج حديث السبعة.

الإرادة في مواجهة الشهوة والشح ومغريات الشباب والحكم، ومقاومة معوقات عدم الصلاة في المسجد، ومقاومة الرغبة في البكاء للشهرة أو أمام الناس؛ كلها تحتاج إلى إرادة حقيقية تسري في شريان الأمة.

والدراية التي تقود إلى هذه المفاهيم السبعة والخروج من "أسفكسيا المفاهيم الضيقة"، تحتاج لجيل العلم عنوانه، وإدمان المعرفة والدراية همه واهتمامه.

إدارة الدولة بعدل، وإدارة الشباب لحياتهم وأهدافهم. 

مع صناعة الرواد في كل مجال من النماذج السبعة القيادية في ريادة محراب الصلاة ومحراب الحياة.

أصل في البناء والعمل

وأخيرا نفسية الريادة التي تتحدث عن حاكم حمل هذه النفسية فعدل، وشاب حملها فترفع عن تحديات مرحلة الشباب وتفوق على أبناء سنه.

والرجل الذي حمل نفسية الريادة فقال للشهوة والشح: لا.

أمتنا تعاني من نقص في الإرادة في كل المجالات، وندرة في الرواد، وتخلف إداري ملحوظ، ونفسية هزيمة متأخرة ظاهرة، وجهل علمي يعلمه القاصي والداني إلا من رحم ربي في كل ما مضى.

فحديث السبعة جيش مفاهيم يواجه المشكلات الخمس، ونماذج سبعة لمواجهة المشكلات الخمس، وأنبوب أكسحين باختلاف الزمان والمكان لـ"أسفكسيا مفاهمية تخنق الأمة".

"مأسسة" مفاهيم الوحي مطلب عصري ملح، وحديث السبعة جسر...

أقترح ... إقامة حلقة في البيت أو في المسجد ...وشرح معاني الحديث للجميع باختلاف الأعمار والثقافات والوظائف ... ثم نصنع ورش عمل مختلفة .. يكون دورها .. صناعة فكرة لتصنيع كل نموذج من خلال .. مدخلات وعمليات و مخرجات ثم .. يصنع كل فريق لوحة تعبيرية رمزية (مع مراعاة حرمة رسم ذوات الأرواح )

تعبر عن كل نموذج على حدا بألوان جذابة وتعبيرات موحية ثم تعلق في الغرف أو في المساجد أو الجدران أو الطرقات وتجدد كل عام .. فكرة للتفعيل ونقل الأفكار إلى الواقع

نحن في رحلة .. نسأل الله التيسير

رحلتنا ...
من الشعور إلى الشروع إلى المشروع
من السطور إلى الصدور
ومن التدبر إلى التدبير
ومن التنزيل إلى التفعيل

إيمان وعمران وأخلاق قرآن
والله المستعان ..

وللحديث بقية بإذن الله
لن نخرق السفينة وسنغرس الفسيلة بإذن الله!

الابلاغ عن خطأ