أطفئوا النار

  • 202

هناك من يبحثون وراء الشيخ ياسر برهامي ..  ويفتشون بدقة ويتصيدون لعلهم يجدون ما يشوهون به صورته ..  وصورة الدعوة السلفية وصورة حزب النور لأسباب أعرفها جيدًا .

فإذا لم يجدوا ..  لجئوا  .. إلى بتر أجزاء من فتوى له أو حوار أو كلمة أو درس..  وعرضوها بطريقة تهيج الناس على الشيخ وتثير الرأي العام ضده، مثلما فعلوا في الفتوى المنشورة بخصوص الاغتصاب ..  هذه الفتوى قديمة ..  وأتعجب ممن يبحث في القديم ليستخرجه الآن وينشره.

نشرتها جريدة الوطن منقوصة .. مبتورة.. وبطريقة مشوهة .. واتصل الشيخ ياسر حفظه الله بالجريدة .. لينشروا الفتوى كاملة .. ويضيفوا إلى ما نشروه الجزء المحذوف .. وفعلا استجابوا وصححوا خطأهم لمدة ساعتين.

ثم بعد ساعتين حذفوا التصحيح وأبقوا الجزء المشوه .. لإثارة الرأي العام.

وهذا أسلوب قبيح سيئ ..  وبعض القنوات أذاعت الفتوى المبتورة دون أن ترجع إلى أصل الفتوى .. وقناة "رابعة" التابعة للإخوان فتحت المجال أمام المتصلين ليعلقوا على الفتوى المبتورة .. وهذا خطأ .. خطأ لأنهم لم يتثبتوا من الفتوى .. وخطأ لأنهم جرؤوا الجهال على الفتوى المفتراة ..  وإبداء رأيهم في فتوى .

وجاءت تعليقات المتصلين قمة في قلة الأدب والسفالة والانحطاط ..  شتائم وبذاءات..  وقذف ..  واتصل أحد الإخوة بالمذيع قال له راجع أصل الفتوى في موقع أنا السلفي ورفض المذيع وقال أنا لا أراجع ...

وفي المساء استضافت قناة الجزيرة مباشر مصر الشيخ محمد الصغير ليعلق على الفتوى ..  وطبعا جاءت التعليقات معروفة ومتوقعة، واتصلت القناة بالأستاذ أسامة محروس عضو مجلس الشورى عن حزب النور .. فأراد أن يصحح لهم الفتوى فقال المذيع لا نريد أن ندخل في جدال فقهي، وأصر على عدم الرد على هذه النقطة ..  وأصر على عدم التصحيح ..  وسأل سؤالا قال للأستاذ أسامة محروس: هل تأثرت الدعوة السلفية أو حزب النور بهذه الفتوى ..  وهذا سؤال ماكر .. هم يريدون أن يعرفوا تأثير هذه الفتوى على أبناء الدعوة السلفية وحزب النور، هل تفتتت الدعوة؟! هل تفكك حزب النور؟! هل حدثت انشقاقات واستقالات؟! .. هذا ما يريدونه ويتمنونه .. والحمد لله .. لم يحدث شيء من ذلك .

إذن القوى الليبرالية والعلمانية تفتش في تراث الشيخ ياسر، وتقدمه مشوها مبتورا منقوصا، والإخوان المسلمون يتلقون هذا المعروض .. ليشنوا به حملة شعواء ضد الشيخ ياسر، وكذلك قناة الجزيرة تفعل نفس الشيء .. إذن نحن أمام مخطط يريد أن يشعل النار بين الإخوان والسلفيين ..  يستغل غضب الإخوان من الدعوة السلفية ومن حزب النور .. ويقدم لهم المادة التي تشعلهم وتلهبهم ..  لإيقاع الصدام بين الإخوان والسلفيين ..  وهذا ما يريده اليهود .. يريدون أن يقتل الإسلاميون بعضهم بأيدي بعض ..  هذه هي
الحرب الناعمة .. وهذا هو الجيل الرابع من الحروب.. أن تجعل أعداءك يقتل بعضهم بعضا .. وأنت بعيد ..  هذه سياسة اليهود الجديدة ..  هذه سياسة الصهيونية العالمية .. هذه هي سياسة الماسونية الجديدة .. الإيقاع بين القوى المختلفة .. لجرهم إلى الصدام المسلح والعنف والقتل .. واليهود يتفرجون ويتمتعون .

لذلك أقول للسلفيين وللإخوان المسلمين .. انتبهوا .. وتوقعوا المزيد .. انتظروا محاولات جديدة للإيقاع بين الإخوان والسلفيين .. وإشعال الصراع بينهما، بل وجرهم إلى صدام عنيف .. وقتال .. وقتل ..  لا تقعوا في الفخ .. إنها مصيدة .. وشبكة للإيقاع بكم .

العجيب أنه في نفس التوقيت جاءني خبر من إحدى الأخوات السلفيات أن بعض الأخوات من الإخوان المسلمين اتصلن بها وقلن لها: بيننا وبينكم السلاح ..  فتعجبت واستغربت من هذا الكلام .. ما الذي أدخل السلاح فيما بيننا؟! ومن الذي قال هذا وأمر بهذا؟! وهل يفكر الإخوان في استخدام السلاح ضد السلفيين؟! ومتى؟! وكيف وصلت هذه المعلومة إلى النساء؟!

هذا بالضبط ما يريده الصهاينة اليهود .. وهذا ما ينتظرونه .. وهذا ما يخططون له .. ويبحثون عنه ..  فهل ينجحون في جر الإخوان إلى صراع مسلح مع السلفيين؟!

هل ينتبه الإخوان والسلفيون لهذا المخطط؟!

هذه صيحة تحذير وتنبيه!

هل يوجد رجل حكيم رشيد .. فاهم ..  له صلة أو صلات بالإخوان لينقل لهم هذه الصيحة .. هل توجد سيدة فاضلة فاهمة واعية تنقل لسيدات قادة الإخوان هذه المخاطر والمخاوف .. هل يوجد وسطاء من أهل الخير والحرص على دعوة الله يقومون بالشرح والبيان والتحذير والتنبيه؟!

وإذا حدث ـ لا قدر الله ـ صراع بين الإخوان والسلفيين بالسلاح ..فأقول لإخواني السلفيين لا تردوا بالمثل، بل لا تدافعوا عن أنفسكم حتى لا تمتد النار .. وتشتعل أكثر ..  إذا حدث صراع في أي قرية أو مدينة .. فحجموا هذا وحاصروه واحصروه حتى لا يمتد إلى باقي المدن والمحافظات .

ما كنت أحب أن أكتب في هذا الموضوع ..  ولا أثيره.. ولكن الإرهاصات والمقدمات والعلامات دفعتني للتنبيه  والتحذير قبل وقوع الكارثة .

يا سلفيون، ويا إخوان مسلمون، ويا متدينون ..  ويا أزهريون .. ويا مخلصون .. إياكم إياكم إياكم من هذا الصدام ..  إياكم والحرب الأهلية ..أنا لا أتوهم ولا أفترض شيئا بعيدا .. بل إنني أرى النار تحت الهشيم.. قد تشتعل في أية لحظة .. هناك شياطين إنسية .. يجلسون أمام مكاتب فخمة في غرف مكيفة .. يرصدون الأحداث في مصر والتطورات .

يعرفون أن الإخوان المسلمين في قمة الهياج والغضب.. ولهم مواقف ضد السلفيين .. والسلفيون كذلك لهم مواقف ضد الإخوان المسلمين .. وهؤلاء الشياطين يفكرون في كيفية استغلال أي حدث لإيقاع الصدام المسلح العنيف بين الإخوان والسلفيين .. والحمد لله لم ينجح هذا المخطط إلى الآن ..  والمطلوب ألا ينجح مطلقا .. ودعوني أفكر بعيدًا .. في الاحتمالات البعيدة حتى نتجنبها ..  

هناك أحكام قضائية ضد الإخوان بالجملة .. ومنها أحكام بالإعدام  بأعداد كبيرة ..  ولو نفذ بعض هذه الأحكام .. ماذا ستكون النتيجة؟ ..  قد يفكر الإخوان بطريقة بعيدة فيقول خسرنا من الإخوان كثيرا .. ولم يخسر السلفيون .. إذن فلنحاول أن يخسروا أفرادا مثلما خسرنا .. ويقع الصدام المسلح لإذاقة السلفيين مثل ما ذاقه الإخوان .. هذا احتمال بعيد ولكنه ممكن .. والشياطين تلعب على هذه الاحتمالات والخيارات ..

فمن الآن أحذروا أيها السلفيون والإخوان!!

وأتمنى ألا يُنسى هذا التحذير مهما مر من وقت ..  ومهما تزاحمت الأحداث.

أتمنى إطفاء نار الغضب المشتعلة بين الإخوان والسلفيين.

أتمنى السلام بين الإخوان والسلفيين .. وأتمنى التعاون بينهما .. أتمنى قمة التحكم في النفوس وضبط النفس وكظم الغيظ .. أتمنى احتواء الخلافات وتصغيرها وتحجيمها ومحاصرتها .. أتمنى أن نتجاوز ما فات إلى الآفاق الجديدة .. أتمنى تسكين الأوضاع والأحوال .. أتمنى إيقاف الحملات الدعائية والصحفية والتصريحات والاتهامات والهجمات والتهكمات.

كفى ما فات .. كفى ما فات .. وفكروا فيما هو آتٍ .. يا رب سلم .. يا رب سلم!

المرحلة المقبلة صعبة جدًا جدًا، وهناك أطراف خارجية وداخلية تعمل على تصعيد المواقف وإشعال البلاد، ونشر الفوضى والدمار والخراب بشتى السبل والطرق، وأخشى أن تنجح محاولة واحدة من هذه المحاولات ..

لهذا أكتب محذرًا ومنبهًا وناصحًا ..والمنقذ هو الله .. والمغيث هو الله ..

يا مغيث أغثنا ..  يا مغيث أغثنا ..

يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين! آمين!