يا رب سلم

  • 164

يا ترى ما هو القادم؟ وماذا في المستقبل؟ هل تهدأ الأحوال؟ أم تتصاعد الأحداث؟ هل سنشهد تحسنا؟ أم تدهورا؟ تحالف دعم الشرعية يصرح بأنه سيصعد من إجراءاته!

والسلطات تلوح بأن بعد انتخابات الرئاسة ستصعد هي الأخرى من الإجراءات

 يارب سلم .. يارب سلم!

البعض يقول دعنا من المستقبل .. ماذا عن الآن .. الوضع الحالى المرحلة الراهنة؟!

أقول أصبح رسميا لدينا مرشحان اثنان للرئاسة، وهذا هوالاستحقاق القادم.

بعض إخواننا في الدعوة السلفية يقولون قاطعوا الانتخابات القادمة لا دخل لنا بها، ولو دعمت الدعوة السلفية وحزب النور واحدا من المرشحين سنعترض بشدة .. الأوضاع الماضية شيء وانتخابات الرئاسة شيء آخر مختلف.

وبعض إخواننا في الدعوة السلفية  يقولون سنشارك في الانتخابات القادمة، ولكن يجب الحصول على تعهدات قوية حقيقية لمصلحة الشريعة والدين أولا .. ثم لمصلحة البلد ككل ثانيا .. ولا نريد مصالح شخصية لنا إلا حرية الدعوة والحركة .

وبعض إخواننا يقولون: ننسحب من المشهد السياسي كله، وننعزل وننغلق على أنفسنا حتى تمر هذه الأزمة .

والبعض يقول تختار الدعوة واحدا من الاثنين ـ بعد دراسة ـ وتدعمه بقوة للعبور بالبلد من عنق الزجاجة، وهناك أقوال أخرى لبعض إخواننا.. والكل يفكر ماذا سنفعل؟ وماذا سنختار؟ ومن نختار؟والكل يشعر أن المرحلة القادمة أخطر وأصعب .

وبعض إخواننا يقول أنا معكم حتى الآن، ولم أفاصلكم أو أنفصل عنكم .. ولكن إذا شاركتم بأي صورة في الانتخابات القادمة ستستحقون وصف الكفر الذى يقال عنكم وسوف أفاصلكم.

والمطلوب من إدارة الدعوة أن تنظر في كل هذه المصالح،  مصلحة الدعوة وتماسكها وحفاظها على أبنائها .. ومصلحة مصر كدولة وتماسكها وعدم انزلاقها حتى السقوط والانهيار .. وكلها مصالح أحيانا تتعارض وأحيانا تتلاقى .. وأحيانا تتقاطع في بعض الأمور كلها حسابات صعبة جدا .. ومعقدة جدا .. وخطيرة جدا ..

وإدارة الدعوة تعمل في جو مشحون .. ومتوتر .. بل متشنج  ومكهرب .. تعمل في ظروف صعبة وقاسية .. وكل فريق من أبناء الدعوة يرى أن تفكيره هو الصواب ورؤيته هي الصحيحة وقراره هو الحق .. ويطالب إدارة الدعوة بأن تتبنى وجهة نظره .. وإلا سيعترض أو ينفصل .. أو يهاجم .. أو ينتقد ..!

وأي قرار تتخذه إدارة الدعوة سيرضى فريقا ممن فكروا وقرروا مسبقا واختاروا خيارا معينا .. وسيغضب عدد ممن فكروا وقرروا واختاروا خيارات أخرى .. ولكن ماذا تفعل إدارة الدعوة وإرضاء كل الأطراف مستحيل وغير ممكن؟! وهدف إدارة الدعوة هو إرضاء الله سبحانه وتعالى وليس إرضاء الأفراد, فهل يرفع أبناء الدعوة الحرج عن إدارتها، ولا يفرضوا عليها خيارات معينة؟! هل يمررون المرحلة القادمة بأقل قدر من الخسائر، وأقل قدر من فقدان الأفراد؟!

لقد مرت على الدعوة مواقف ظننا أنها قاصمة الظهر .. ونجا الله منها الدعوة .. فمرت المواقف بخسائر قليلة والحمد لله .. كل موقف قلنا فيه هذا سيقصم ظهرنا .. ومر .. والحمد لله!

وإن شاء الله  يمر الموقف القادم بسلام .. ولكن علينا أن نتواصى ونتناصح ونتذاكر .. مخلصين لله .. نتذكر تاريخ الدعوة وماضيها ومواقفها ورسالتها ومنهجها ومحاسنها ... وفضائلها .. ونحافظ على هذا التاريخ .. ونفهم أن المرحلة الحالية ظرف عارض زلزال مر .. وله توابع .. وستهدأ إن شاء الله .. وإن قدر الله واستمرت الهزات والرجات فعلينا أن نتماسك ويسند بعضنا بعضا حتى نثبت .. وتثبت الدعوة .. فالتحديات القادمة أكبر وأخطر وتحتاج إلى أعداد متماسكة .. صلبة قوية فاهمة واعية .. راشدة راسخة .. أما الأعداد السطحية الهوائية الهشة فإنها تتلاشى .. كفقاعات الهواء .. انتفخت ثم انفجرت وتلاشت ولم تخلف شيئا .. لما كانت منتفخة ظن البعض أن لها شأنا وكيانا وتأثيرا .. فلما اكتمل انتفاخها انفجرت ولم تترك شيئا وتبخرت.

يا أبناء الدعوة .. هناك ثوابت ومتغيرات ... لا تجعلوا المتغيرات تؤثرفي ثوابتكم ...الدعوة والكيان الدعوى من الثوابت ... ومواقف الدعوة من المتغيرات .. فتمسكوا بالثابت وهو الكيان الدعوى ولا تتركوا دعوتكم وأصلكم وثابتكم ... واصبروا حتى تمر المتغيرات وتنتهى.

يا أبناء الدعوة، صبرتم كثيرا وطويلا .. فأكملوا صبركم على خير، قطار الدعوة يمضى ويسير وفي كل محطة ينزل البعض من قطار الدعوة إلى غير رجعة .. والقطارلا يتوقف بل يمضى ويسير والمحطات لاتنتهى .. ولكن القطار يتحرك بركابه .. حتي يصل إلى النهاية .. فلا تنزلوا من قطار الدعوة؛ فالذى ينزل يخسر كثيرا ولن ينتظره القطار طويلا .. سيتركه القطار ويتحرك إلى الأمام اركبوا .. تحملوا الهزات وأنتمفي داخل القطار بعضكم في العربة الأولى .. وبعضكم في التى تليها، وهكذا .. وبعضكم في المؤخرة .. والمهم هو الوصول إلى نهاية الطريق بسلام وأمان.