ملتزمون بقرارات الدعوة السلفية

  • 153

كلمة جميلة قرأتها مرارًا وتكرارًا وأعجبتني وشعرت براحة وأنا أقرؤها  وشعرت براحة أيضا لوجود من يقولونها وتمنيت لو أن كل فرد من أفراد الدعوة السلفية قال هذه العبارة وطبقها فعلا وعملا، عدت بالذاكرة إلى انتخابات الرئاسة الماضية في الجولة الأولى لما قررت الدعوة السلفية انتخاب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لرئاسة الجمهورية، رغم ما نشر عنه من تصريحات وكلمات صعبة، ورغم ما جمعه عنه بعض الإخوة من مواقف كانت مزعجة بالنسبة للدعوة السلفية وأبنائها إلا أننا رأينا أن مؤسسات الدولة يمكن أن تتقبله وتتعاون معه الجيش والشرطة والإعلام وغيرهم باعتبار أنه منفتح على كل القوى والتيارات ولم يعد ممثلا للإخوان المسلمين بعد أن فصلوه، وخرجت أيامها اعتراضات كثيرة وقوية من بعض أبناء الدعوة السلفية على شخص وشخصية "أبو الفتوح".

وقلنا أيامها إنه الأنسب للمرحلة وليس الأفضل ويمكن اختيار الأفضل بعد استقرار البلاد وتقدمها إلى الأمام خطوات وبعض أبناء الدعوة للأسف لم يقتنع بهذا التفكير وهذ الأسلوب الذى اخترناه فاعترض من البداية وأعلن أنه لن يلتزم بقرار الدعوة، وبعض أبناء الدعوة للأسف أيضًا أعلن أنه ملتزم بقرار الدعوة.. ولكن أمام الصندوق غير موقفه ولم يلتزم بقرار الدعوة فكانت النتيجة سقوط مرشح الدعوة السلفية والدخول في جولة الإعادة بين مرسى وشفيق وتطورت الأحداث إلى الصورة التى رأيناها وتابعناها واكتوينا بنارها إلى الآن.

واليوم قد اختارت الدعوة السلفية خيارا في الانتخابات القادمة واستقرت على دعم المشير السيسي فهل يلتزم أبناء الدعوة بقرار الدعوة ويستجيبون أم يعترضون أم يقولون ملتزمون بقرار الدعوة ثم أمام الصندوق يتصرفون تصرفا آخر؟

هل نكرر أخطاء الماضي بحجج ومبررات جديدة أم نتعلم من الأخطاء السابقة ولا نكررها، هناك عدد من أبناء الدعوة ليس عندهم التزام بقرارات الدعوة خاصة فيما يكرهون من الأمور إما أنهم الآن لا يطيعون مطلقا وإما أنهم يطيعون قرارات الدعوة إذا وافقت ما يريدونه فإذا خالفت ما يريدونه عصوا وخالفوا وعارضوا ورفضوا وهذا فهم خاطئ وسلوك معيب قاصر مخالف لآداب العمل الجماعي.

إن السمع والطاعة يكون فيما أحب المرء وكره وليس فيما يحبه فقط، أحد الإخوة الفضلاء ألح في طلبه ألا تدعم الدعوة السلفية المشير السيسي في الانتخابات القادمة وطلب منى أن أبلغ أمنيته هذه إلى إدارة الدعوة وكذلك إلى أعضاء مجلس شورى الدعوة السلفية، قلت هذا ليس في مقدورى ولا أستطيع أن أطلب هذا الطلب، الأمر متروك لمجلس الشورى وكل واحد يدلى بصوته ويختار ونلتزم بالنتيجة أيا ما كانت، قال لا هذا آخر عهدى بكم، وقال أنا من أبناء الدعوة وقفت معكم في مواقف كثيرة صعبة وحرجة وشائكة ولكن هذا الموقف انتخابات الرئاسة هو الفيصل فلو انتخبتم السيسي سأبتعد عنكم رغم ثباتى طيلة الفترة الماضية..

حاولت إقناعه أننا ملتزمون بقرارات إدارة الدعوة أيًّا ما كانت وكذلك قرارات مجلس شورى الدعوة السلفية أيا ما كانت ولكننى للأسف لم أنجح وكان الأمر صعبا، وفي مقابلة مع إحدى السيدات كبار السن ومعها ابنتها شابة سألتنى الابنة عن الانتخابات قائلة طبعا ستقاطع الانتخابات ولن تنزل قلت لا أنا نازل إن شاء الله فأنا ملتزم بقرار الدعوة فقالت الأم ـ وقد صدمت ـ أنت ستؤيد السيسي ... قلت نعم هذا قرار الدعوة وأنا ملتزم به فقالت -وقد صدمت- أنا لا يمكن أنزل بعد ما رأيته في رابعة.. ولم تصدق السيدة الفاضلة كلامى.. واستبعدته واستغربته وحاولتُ إقناعها أن هذا هو العمل الجماعي ولكن أيضا دون جدوى.

نحن عندنا مشكلة في الانتماء ومشكلة في آداب العمل الجماعي ومشكلة في السمع والطاعة ومشكلة تعدد الاجتهادات، كل واحد يأخذ قراره من نفسه دون تقييد بالجماعة الأم..

لذا نحن في حاجة ماسة إلى تعميم وتعميق هذا الشعار " ملتزمون بقرارات الدعوة " في كل المجالات.. طبعا لا طاعة في المعصية هذا أمر معلوم -وبعض المهاجمين للدعوة السلفية يحاول إقناع أبناء الدعوة السلفية أن إدارة الدعوة تدعوهم إلى معصية ويلعب على هذا الوتر الحساس، ليت الإخوة القائمين على العمل الدعوى يركزون في المرحلة القادمة على هذه العبارة «ملتزمون بقرارات الدعوة السلفية»، ويكررونها ويعيدونها ويظهرونها.. ويقنعون الأتباع بها لأن فيها المصلحة بل مصالح أخرى كثيرة حالية ومستقبلية.

إننى على قناعة تامة وعلى يقين أن من يخالفون قرارات الدعوة السلفية ومواقفها واختياراتها يضرون أنفسهم كأشخاص ويضرون الدعوة السلفية ككل ضررا شديدا ويضرون مصر كلها ضررا بالغا.. نعم يضرون مصر كلها وهم لا يشعرون.. إنهم يخطئون في حق أنفسهم وفي حق دعوتهم وفي حق بلدهم.

إننى أتذكر سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه.. باستمرار..فقد كان له أتباع كثيرون يحبونه ويتعلقون به.. ولكن في المواقف الحرجة والهامة يخالفونه ويضغطون عليه ويقدمون له اقتراحات وآراء واجتهادات أخرى غير التى يراها.. ويهددونه بأنه إذا لم يفعل ما يريدون فسيتخلون عنه وينسحبون من جيشه.. وكانو ينسحبون بالفعل.. لقد كانوا يحبونه ولكنهم يخالفونه ويتخلون عنه ولا يفعلون ما يطلبه منهم ويأمرهم به ـ طبعا ليس كل أتباعه كانوا كذلك ـ حتى قال لهم وقال عنهم عبارات لا أريد أن أكتبها الآن، وبعض أتباع الدعوة السلفية فيهم شبه من أتباع سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه.. يحبون الدعوة وشيوخها ومنهجها.. لكنهم يخالفونها في القرارات والمواقف.. ياللحسرة.. وياللأسف الشديد.. وياللعجب.. وياللمرارة.. وياللخسارة.. ولكن ماذا نقول أكثر من ذلك!!!

أقول لأتباعنا المخالفين: لقد أوهنتمونا.. وأتعبتمونا..وخذلتونا.. سامحكم الله كنت أتصور أنكم تستجيبون لقرارات الدعوة.. حتى بدون طلب من الدعوة.. بمجرد الإشارة.. أو التلميح.. وتستجيبون  وبسرعة ودون عناد أو تعب، ولكن يبدو أن هذه كانت أمنيات وأحلامًا.. لا بد من تعب ومجهود.. لإقناع عدد من أبناء الدعوة حتى يتبنوا مواقفها وفي النهاية قد لا يستجيبوا.. ماذا نفعل.. هل نشكوكم إلى الله ؟؟!!!  أم ماذا نفعل ؟

هل نغير موقفنا ونفعل ما تختارونه حتى تستجيبوا، هل تديرون أنتم الدعوة أم الدعوة التى تديركم : هل توجهون أنتم الدعوة أم أن الدعوة هى التى توجهكم ؟!!  ليس عندى إحصائية أو تقدير دقيق لعدد هؤلاء المخالفين وهم ليسوا كثيرين -والحمد لله- أما في عالم النساء.. نساء الدعوة السلفية، فالأمر أفظع وأشنع وأخطر وأسوأ.. عدد كبير من النساء الآتى كن يأتمرن بأوامر الدعوة السلفية أصبحن الآن خارج السيطرة وخارج مظلة الدعوة السلفية.. نعم لم ينضممن إلى جماعة أخرى.. ولكنهن الآن بلا جماعة.. كل مجموعة لهن قائدة ورئيسة.. يتخبطن ويخترعن.. بلا ضابط..ولا رابط.. فعالم النساء الآن عالم مُنفلت مُتفكك مُتفتت مُتبعثر يحتاج إلى إعادة تأهيل وتفهيم.

هؤلاء جمعيا -من الرجال والإناث- لا يعرفون كيف تخرج القرارات من الدعوة السلفية ويظنون أن قرارات الدعوة نابعة من الهوى أو العصبية أو السطحية أو العمالة أو الخيانة أو.. أو.. وهذا كله خطأ.. فالقرار يخرج بعد بحث عميق ودراسة ومناقشات وحوارات واستشارات واستخارات.. ابتغاء وجه الله.

أما الذين يلتزمون بقرارات الدعوة السلفية فهؤلاء نوعيات جيدة.. أثمرت فيهم جهود الدعوة عبر سنين.. وهؤلاء فعلا هم الذين فهموا الدعوة السلفية فهما صحيحا.. وهؤلاء بعد فضل الله سبحانه.. هم سبب قوة الدعوة السلفية.. لهم كل الاحترام والمحبة والإكبار.. والإجلال.. هؤلاء هم الأمل أتمنى أن أُقَبِّل رأس كل واحد منهم.. وأقبل يديه.. عِرفَنا بجميله ومعروفه.

والذى يحب الدعوة السلفية أنا أحبه وأريد أن أضعه فوق رأسى، وأما قيادات الدعوة السلفية وإدارة الدعوة السلفية.. فليس عندى كلمات أقولها في حقهم.. مهما قلت لا أستطيع أن أصف مشاعرى نحوهم ونظرتى إليهم وثنائى عليهم.. وأدعو لهم الله أن يتولى هو سبحانه وتعالى مكافأتهم في الدنيا والآخرة.

يا أبناء الدعوة السلفية الأوفياء.. انشروا هذه العبارة في كل مكان وقولوها في كل مكان.. ملتزمون بقرار بل قرارات الدعوة السلفية.. وطبقوا ذلك عمليا وتقربوا إلى الله بهذا وعلموا غيركم هذا الشعار.

" ملتزمون بقرارات الدعوة السلفية " أدبيا وأخلاقيا وذوقيا وديانة.. متكتلون خلف قيادة وإدارة الدعوة السلفية ومتابعون لها وسائرون خلفها.. مهما تعبنا أو تألمنا أو عانينا فسنظل دائما وباستمرار.

ملتزمون بقرارات الدعوة السلفية إن شاء الله.

الابلاغ عن خطأ