عاجل

الموهبة والنجاح

  • 168

الناجح اللامع هو شخص موهوب ولكن هناك ظروفا استثنائية ساعدته على هذا النجاح، وهذه الظروف بمفردها لا تهيئ للمجتمع شخصًا ناجحًا، بل لابد من الاجتهاد والتدريب والمثابرة.

ومن هنا لابد أن نضع الموهبة في مكانها الصحيح؛ فإن الموهبة بمفردها لا تجعل المرء متفوقًا، بل لابد معها من بذل جهد استثنائي حتى يصل الموهوب إلى القمة، وبدون ذلك سيصبح شخصًا فوق العادي بقليل، ولكنه لن يصل إلى حدود هؤلاء الناجحين!

ولو نظرنا إلى سير الناجحين فسنرى أن معظمهم نشأ في ظروف متواضعة، وشق طريقه نحو القمة بعزمٍ وموهبة واجتهاد.

وهذا يبين أن الإمكانيات بمفردها لا تكفي؛ وإلا لكان أكثر الموهوبين من الأثرياء، وكذلك يبين أن الذين يدَّعون أن الحظ لم يساعدهم على الوصول إلى التفوق والنجاح أغلبهم لا يُثابرون ولا يجتهدون.

وأيضًا هناك كثير من المجتهدين ولكن مواهبهم متدنية، ومستوى ذكائهم منخفض بعض الشيء؛ لذلك يتدربون كثيرًا ولكن لا يصلون إلى المستوى المأمول.

الخلاصة:

أن النجاح يتضمن عناصر عدة من أهمها الموهبة، والاجتهاد، والتدريب، والحصول على فرصة استثنائية مع مستوى ذكاء جيد وبيئة داعمة، وأن المنظومة التي توفر هذه الأسباب هي التي تخرج لنا الأجيال التي تساهم في ارتفاع مستوى الأمة، وأن على المهتمين بالشأن العام أن ينشغلوا بالبناء بوضع ملامح ومسارات لهؤلاء الموهوبين، وأن يمهدوا لهم الطريق نحو المستقبل برفع معنوياتهم وبث روح الأمل فيهم.

أما الشعور الغالب الآن فهو يرفعهم من الخدمة ويمهد لأصحاب المستويات الدنيا ارتقاء المناصب وامتلاك ناصية القرار؛ مما يجعل الأمة تتمكن من الأسباب التي تؤدي إلى حتفها الطبيعي!

الابلاغ عن خطأ