وداعا حسين ثابت

  • 168

أخى الحبيب حسين ثابت رحمه الله الذى عرفته منذ حوالى ثلاثة عشرة سنة  منذ عام 2001 كان مسئولا الدعوة في كلية دار العلوم جامعة القاهرة يسيرعلى درب من سبقة من إخوانه فى هذه الكلية أمثال الشيخ وائل سرحان والشيخ إيهاب الشريف والشيخ محمود عسكر ثم صار مسئولا عن الدعوة فى المجمع النظرى جامعة القاهرة وكان حريصا على حضور الاجتماعات واللقاءات والدوارات الإدارية والعلمية والدعوية وكان دائم الحركة والبذل من أجل نشر السنة والالتزام بين إخوانه الطلاب ثم كان الاعتقال سنة 2002 شهر أغسطس فى القضية التى اعتقل فيها عدد من مشايخ الدعوة السلفية وظهرت منه دماثة الخلق والتواضع مع إخوانه والخدمة لهم وللمشايخ يقترب بذلك وبحبهم الى الله عزوجل وكان دائما لا يرى لنفسة فضلا ويري نفسه مقصرا  متهما لنفسه وصبرعلي هذه المحنة والبلاء حيث كان أخر الاخوة خروجا من السجن فى هذه القضية بعد اربع سنوات ثم خرج من هذه المحنة وظل متواصلا مع الدعوة رغم صعوبة التواصل والتضييق وهذه الفترة حتي 2011م عندما قامت ثورة يناير2011 بدأ يتوجه بقوة فى مسجد الرحمة شارع الهرم بالجيزة وكان مسئولا عن عمل الطلائع والاعتكاف فى هذه السنة بالإضافة إلى عمله الدعوى فى منطقة المعصرة وحلوان ثم ابتلى بمرض السرطان لمده 3 سنوات تقريبا تعرض خلالها لآلام شديدة وكلما شعر بتحسن كان  حريصًا على حضور المعسكرات والاجتماعات مع إخوانه فى حزب النور حيث كان مسئول عن شئون العضوية فى الحزب عن محافظة القاهرة وكذلك فى مجلس إدارة الدعوة السلفية فى القاهرة لا يبخل عليهم بالنصيحة والمشورة والرأى حتى فى مرضه فى سريره فضرب مثالًا  رائعًا فى حرقته على الدين وشعوره بالمسئولية تجاه دعوته متواصلًا عبر الهاتف أو الايميلات  وصفحات النت مذكرًا إخوانه ومنشطًا ومحمسًا ومثبتًا لهم ضاربًا لهم المثال فى الصدق والتضحية فى مرضه ومع ذلك لا يشغله عن التفكير والمشاركة لإخوانه بروحه ووجدانه حتى إن عجز الجسد . وكان يقدم الاقتراحات للبرنامج العلمي والبناء للأخوة والخطط النافعة لهم وكان دائما يقول انه يريد ان يقدم شيئا لدينه قبل أن يموت ويريد أن يموت وهويعمل في الدعوة حتي يختم له بذلك الشرف .
فنحسبه ممن صدق الله وممن صدق فيهم قول النبي صلي الله علية وسلم" أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة " .فكان أشد الناس ابتلاءً فى الاعتقال وفى مرضه .ونحسبه حسنت خاتمته بعد شهر رمضان المبارك وما فيه من الدعوات والطاعات وليلة القدر وكذلك توفى يوم الجمعة قال صلى الله عليه وسلم :" من مات يوم الجمعة أو ليلتها أمنه الله من عذاب القبر "
وقال صلى الله عليه وسلم " من تبع جنازته أربعون وفى رواية مائة لا يشركون بالله شيئا إلا شفعوا فيه وفى رواية إلا غفر له "
وقد حضر جنازته جمع غفير من أهل السنة وجميعهم يشهدون له بحسن الخلق سواء من القاهرة والجيزة و باقى المحافظات وقد صلى الجنازة فضيلة الشيخ / أسامة عبد العظيم وحضر جنازته فضيله الشيخ / سيد حسين العفانى رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بقطاع القاهرة الكبرى والشيخ / عبد الفتاح الزينى رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بالجيزة والشيخ / عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية و م / جلال مرة الامين العام لحزب النور والشيخ / غريب أبو الحسن أمين شئون العضوية بحزب النور والشيخ / مصطفى محمد والشيخ / أحمد الشريف ود / أحمد شكرى .
فمن الوفاء له بعد موته إكرام أهله وصلتهم وإنفاذ عهده والدعاء لهم فلنوصي الاخوة عدم نسيانه من الدعاء في سجودهم وليلهم وعند افطارهم وأوقات الإجابة والحج والعمرة عنه وعمل الصدقات الجارية له.
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه. اللهم أكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس .اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار. اللهم اغفر له وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين.