الإلحاد.. هل يتحول إلى ظاهرة؟

  • 106
الشيخ محمد القاضي والدكتور زكي عثمان

ربما هي قضية شائكة يصعب الأقتراب منها لكن الي متي سنضع رؤسنا في الرمال خوفا من التصدي الي مثل هذة الظواهر التي اصبحت تشكل خطرا علي شبابنا والاجيال القادمة في مجتمعنا العربي والاسلامي الا وهي ظاهرة الالحاد الذي ظهر في مصر علي يد دكتور اسماعيل احمد ادهم سنة 1911 الذي الف كتابة الشهير "لماذا انا ملحد" وقد توفي علي إلحاده منتحرا.


وأيضا من الذين اعلنوا إلحادهم دكتور مصطفي محمود، رحمة الله، الذي ألحد ثم عاد الى نور الهداية، وظللنا لفترة الي ما قبل ثورة يناير غاضين الطرف عن هذة القضيه الي ان قامت الثورة وتحولت من حالات فرديه الي ظاهرة استقطبت اليها الكثير من الشباب حيث اننا نجد ان اكثر فئه تقع فريسة لهذه الافكار هم الشباب المندفع دائما في احضان الفلسفات الغريبة والمعجب بالثورة علي كل شئ؛ كما يمثلها اصحاب المراهقة الفكرية او العبثية وهذة الفئة تنظر الي الالحاد على انه التحرر والثورة والانطلاق ويجب التذكير بانه لا احد كبير علي الفتنة لان من يستشرف الفتنه تستشرفة والمعصوم من عصمه الله.


فمن أصحاب القصص المعروفة في عالم الإلحاد يحتل الدكتور عبدلله القصيمي مكان الصدارة، حيث كان طالبا متميزا للعلم وشب متدينا متحمسا للدين والدفاع عنة حتي انة الف كتبا تصدي فيها للملاحدة الذين يتصيدون في الاحاديث النبوية ثم تحول بعد ذلك الي كاره للاسلام ولكن كما انه من المستحيل ان يتحول البندول من اقصي اليمين الي اقصي اليسار دفعة واحدة فانه ايضا يستحيل ان ينقلب متدين متمسك الي ملحد مرة واحدة فلابد من الاستدراج. وهنا لزم التنبية علي الجهات المسؤلة في الدولة عن اماكن تواجد هؤلاء المشككين في وجود الله وهي اماكن معروفة للجميع حيث وصل عدد الملحدين في مصر من بعد ثورة يناير تقديرا مبدئيا الي 2 مليون ملحد اي ما يعادل 3% من سكان مصر.


وفي هذا الشأن، يوضح دكتور ذكي عثمان، استاذ الدعوة والثقافة الاسلامية بكلية الدعوة جامعة الازهر، ان الالحاد خلل في الفطرة وفي طبيعة الانسان ويعتبر تاريخة قديم إلا أن لة مستجدات منها اسباب نفسية واسباب فكرية وإجتماعية وإقتصادية فمجموع هذة الاسباب يؤدي الي إنكار الاديان وعدم الايمان بها بحجة الحرية المطلقة.


وأضاف أن هذة الظاهرة استجدت في عصرنا الي ان وصل عدد الملحدين الي 4 مليون ملحدا خاصة من الشباب، ووافقه الراي محمد القاضي عضو مجلس شوري الدعوة السلفية، الذي أكد انها ظاهرة بدات تغزو الجامعات المصرية ومن قبل الجامعات العربية نتيجة للفراغ العقدي والديني لهؤلاء الشباب واشار عثمان الي ان من اهم اسباب انتشار عدد الملحدين ترجع الي مواقع الشبكات الدولية (الانترنت) فهناك اكثر من 20 الف موقع عن الالحاد اشهرهم موقع "الملحدون العرب".


ومن ناحية أخري، أكدت د. سلوي راغب، رئيس المجلس الأعلي للجامعات، انها ليست بظاهرة ولا منتشرة ولكنها موجودة كرد فعل عنيف ضد من يتاجرون باسم الدين وهي لا تمثل انتشارا يثير القلق. واتفقت مع د. عثمان في ان التصدي لهذه الظاهرة يكون بالاقناع والفهم السليم لا بالتكفير والترهيب. وقال ان معالجة الالحاد ومظاهرة تكون بمراقبة الاسرة لابناءها مراقبة دقيقة حينما يدخلون علي مواقع الانترنت.
واشار عثمان الي ان الازهر يقوم بدراسة هذة الظاهرة ومواجهتها مواجهة شرسة عن طريق الابحاث والكتابات وبحث الموضوع من جذورة، مؤكدا انها ظاهرة مصيرها الي زوال.


وعن الجهود المبذولة من قبل الدعوة السلفية، اكد محمد القاضي، مدير جمعية الدعوة السلفية، ان الدعوة تبذل قصارى جهدها لمواجهة هذه الظاهرة عن طريق الندوات والدروس والمؤلفات والمكتبات الاسلامية، ولكنه يجب ان يتضاعف بزيادة الندوات والحوارات مع الشباب الذي يدعي الالحاد، فاما ان ينتهي الحوار بالتلجيم او بالعودة الي طريق الصواب والرشاد.


من جانبه، بادر د. هشام عزمي بالتحضير لعمل دورة عن الالحاد والتعريف بة وتقوم هذة الدورة علي توضيح 4 اجزاء.
الاول: تعريف فكر الالحاد الجديد وبيان سيمات الملحد وسيمات الالحاد الجديد وكيفية تناول ملف الالحاد وموقع الاسلام من ملف الالحاد في الغرب والاجراءات المتخذة الجزء.


الثاني: الأدلة علي وجود الله(ادلة عقلية-وادلة من الفطرة-وادلة خارجية.
الثالث: نقد الأطروحات الإلحادية.
الرابع: نظرية التطور بإعطاء نبذة عنها وأبرز أطروحاتها لأنها تعتبر الأساس العلمي الذي يقوم علية الفكر الإلحادي الحديث.