والأئمة والمدرسون.. أليس لهم شرف؟ ألا توجد لهم رسالة؟!!

  • 118

ويقضى الأمر حين تغيب تيم ** ولا يُستأمرون وهم شهود

- كيف تنهض أمة تحتقر أهم شريحتين في المجتمع ولا تعيرهم انتباها وتجعلهم في أقل طبقات المجتمع؟!

- كيف لمجتمع يريد إحياء منظومة القيم والأخلاق أن يزدري الإمام والمدرس وهما أكبر العوامل التي تنهض بالمجتمع وتصلحه وتصنع عقول الأمة وتبني نهضتها؟!!

- أفضل وظيفتين في المجتمع يُداس عليهما، ويُستهزأ بهما، ويُهمل أهلهما، ولا بواكي لهم.

قال تعالى: "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين" أي لا أحد أحسن منه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السماوات وأهل الأرض حتى النملة في جحرها وحتى في البحر ليصلون على معلم الناس الخير"

حين يخرج الممثلون ومثلهم بعض الإعلاميين في أول مصاف المكرمين والمبرزين في المجتمع، والإمام والمدرس لا وجود له فلا شك أن في المجتمع خلل، وإذا تكلم أحد أسكتوه لأن الفن رسالة سامية راقية والإعلام مهمة قومية.

ولأجل إنجازاتهم يحصلون على الملايين لصنع مستقبل مصر ومن أهمها:

1- إفساد التعليم في مصر بمدرسة المشاغبين وإفساد علاقة الطالب بالمعلم.
2- إفساد الأسرة وفضح أسرارها وتسهيل انحلالها بالعيال كبرت وما يشابهها من تجرئة الأخ على أخيه والابن على أبيه.
3- تعليم أساليب الخيانة الزوجية تحت مسمى الحب، وتعليم أساليب الجريمة.
4- الاستهزاء بالإمام والمدرس وتصويره على أنه قادم من الغابات لا يصلح إلا أن يكون آلة للضحك عليها والسخرية منها وما أكثر هذا، أو تصويره على أنه منافق نصاب محتال حتى ينقدح في ذهن المشاهد أن هذا وصف الإمام والمدرس...إلى آخر إنجازاتهم.

الحد الأدنى:

يطبق الحد الأدنى على الجميع، والإمام والمدرس ليس له منه نصيب، فمدرس الدرجة الثالثة وإمام الدرجة الثالثة: لا يصل مرتبهما إلى الألف ومائة جنيها، في حين أن هذا المدرس وذلك الإمام إذا سافر إلى دولة كالكويت ليعمل فيها بنفس وظيفته لن يقل راتبه عن عشرة آلاف جنيها بل يزيد، ولا يخفى على أحد أن هذه الدول لا توافق على السفر إلا للمتميزين من الأئمة والمدرسين.

لوكان الأمر فيه مساواة بين طبقات المجتمع لهان الخطب؛ لكن المشكلة أن هذا الإمام وذلك المدرس يجد عمالا في قطاعات أخرى غير حاصلين على مؤهلات أو حاصلين على دبلوم يأخذون ضعف مرتبه، ولا عزاء لهما على عمر قضوه في الدراسة والمذاكرة والتعلم.

قل لي بربك كيف حال إمام أو مدرس يأخذ مرتبا كهذا يدفع منه إيجار لشقة ثمانمائة جنيها أو أقل من ذلك قليلا أو أكثر؟!! من أين يأكل؟ ومتى يتزوج؟ وكيف يستطيع أن يفتح بيتا؟!

أقول لك: هناك طريق لفعل ذلك: أن يخرج الإمام والمدرس في غير وقت العمل ليعمل على تك تك أو سيارة أجرة، أو بائعا في محل، أو يشتري له بعض المواشي ليتاجر فيها كما هو حال كثير من الأءمة والمدرسين في كثير من القرى.

كيف يطلبون من الإمام والمدرس مقاومة التطرف والدعوة إلى الفضيلة وتعليم الأخلاق الحسنة، وكل الضغوط المجتمعية من حوله من استهزاء واحتقار وسخرية وفقر تقول لهم: (تطرف ـ اسرق ـ بع مبادئك ـ لاقيمة لك ـ لا حقوق لك ـ ليس لك أي قيمة في المجتمع)؟!!!

لذلك تجرأ الناس على الأئمة في مساجدهم وعلى المدرسين في مدارسهم، ويمكن لأي مصلي أو ولي أمر طالب في مدرسة لا يوافق الإمام أوالمدرس هواه بشكوى في ورقة واحدة أن يبتزه وينقله من مسجد إلى آخر ومن مدرسة الى أخرى، ولا كرامة لهما!!

النتيجة:

سيخرج علينا بعض المسئولين يغازل مشاعر المدرس والإمام بكلام معسول وبتنفيذ وعود قديمة متجددة ويسد رمقنا بزيادة خمسين أو مائة جنيها تأتيهم بعد خمسة أشهر من الإعلان عنها.

نريد وزراء لهاتين الوظيفتين يعلمون أهميتها ويقدرون أهلها ويشعرون بمعاناتاهم ويسعون في توفير حياة كريمة لهم حتى تنهض أمتنا ونعود لمجدنا وحضارتنا.

هم يرضون أن تكون مرتباتهم على النصف من مرتبات القضاة، وأن تكون مكافئاتهم السنوية والموسمية على الربع من مكافئات القضاة.

وفي كل يوم يخرج علينا من ينادي بشرف القضاء ورجاله وسمو رسالة الممثلين والأطباء وغيرهم من وظائف المجتمع والسؤال:

والمدرسون والأئمة، أليس لهم شرف؟ ألا توجد لهم رسالة؟!!

أجيبونا يرحمكم الله،،،