عاجل

"السوفالدي" كلمة السر في معركة مصر مع فيروس سي.. استشاري لـ "الفتح": أحدث تطورا مُهمًا في رحلة علاج المواطنين

  • 58
عقار السوفالدي

بعدما كانت مصر الرابعة على مستوى العالم في أعداد الأشخاص المصابين بالفيروس، تمكنت مصر من القضاء على فيروس سي، حيث تستعد الحكومة لإعلان خلو البلاد من فيروس سي بشكل شبه تام، وطوال تلك الرحلة جربت القاهرة العديد من العلاجات والأدوية، إلى أن تم إكتشاف عقار "السوفالدي" الذي يعد  كلمة السر في تحقيق الحلم المصري.

أرقام مرعبة

بحسب وزارة الصحة والسكان، فإن مصر كانت تسجل 100 ألف إصابة سنويا، مما جعل الأرقام تتراكم فوق بعضها البعض، إلى أن أعلنت منظمة الصحة العالمية في تقرير رسمي لها عام 2014م، أن 22% من المصريين مصابون بفيروس سي، أي أن نحو ربع سكان مصر تقريبا أصيبوا بالفيروس.

هذه الأرقام المرعبة جعلت مصر هي الأولى عالميا من حيث نسب الإصابة بالفيروس، مقارنة بأعداد السكان، الأمر الذي أثر على اقتصاد مصر وعلى مواطنيها في الداخل ومواطنيها في الخارج كذلك، حيث كان يمنع المصابون بفيروس سي من السفر إلى بعض البلدان العربية حتى لو بغرض العمل.

رحلة مع الأدوية

الأرقام المرعبة التي خلفها فيروس سي، جعلت الدولة المصرية تسعى للسيطرة على الوضع، وكانت البداية باستخدام أدوية وعلاجات مرهقة، وهي عبارة عن حقن يتم حقنها تحت الجلد، وهو الأمر الذي كان محظورا على بعض الفئات بسبب ظروفهم الصحية الخاصة، إلى أن تم الإعلان عن اكتشاف عقار السوفالدي Sovaldi الذي أعلن عنه للمرة الأولى عام 2013م.

ومخترع عقار السوفالدي هو عالم كيميائي، إيطالي الجنسية من أصول مصرية، حيث ولد في مصر وعاش فيها حتى سن الثالثة عشر من عمره، ثم هاجر من مصر في رحلات الهجرة التي شهدتها مصر في أعقاب ثورة 1952م.

ما هو السوفالدي

وعقار السوفالدي Sovaldi، هو الأسم التجاري لعقار سوفوسبوفير الذي يعد هو الأول من نوعه الذي يتم تناوله عن طريق الفم، وقد حظي بموافقة  إدارة الغذاء والدواء الأمريكية  FDA، ولا يعطى لمن يقل عمره عن 12 سنة، كما لا يعطى لمن يقل وزنه عن 35 كجم، وقد تم إكتشافه للمرة الأولى عام 2013م، ثم تم تصنيعه في مصر تحت مسميات أخرى.

طفرة في العلاج

ويرى الدكتور محمد عز العرب، استشاري الكبد والجهاز الهضمي، أن إكتشاف عقار السوفالدي Sovaldi أحدث تطورا ملحوظا في رحلة العلاج من فيروس، وفي خطة مصر الحكومية للقضاء على الفيروس.

وقال عز العرب في تصريحات لـ "الفتح" إنه عندما تم إكتشاف عقار السوفالدي الذي تم الإعلان عنه في 6 ديسمبر 2013م، وتم منحه لأول مريض مصري في أكتوبر 2014م، ثم وفرته الدولة بالمجان، واصفا قدرة الدولة المصرية على توفير السوفالدي ومنحه مجانا للمرضى بأنه إنجاز، خاصة أن الدولة تمكنت في 10 شهور فقط من عمل لوجستيات تمكنت من خلالها توفير العقار الأجنبي في كل المراكز التابعة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات.

ويرى عز العرب أن الخطوة الكبرى نحو التخلص من فيروس سي كانت بإعتماد الحكومة على الجنيس المصري لعقار السوفالدي Sovaldi بدءا من يناير 2016م، موضحا أنه منذ هذا التاريخ لم نعتمد سوى على الدواء المصري، مما أحدث طفرة حقيقية حيث ساهمت في توفير العلاج لاعداد كبيرة للمصريين، بالإضافة إلى توفير العملة الصعبة التي كانت تدفع في عملية استيراد الأدوية الأجنبية.

يذكر أن مصر تقدمت إلى منظمة الصحة العالمية، من أجل الحصول على شهادة تفيد بأن مصر أصبحت خالية من فيروس سي بشكل شبه تام، فيما تدرس المنظمة الملف المصري تمهيدا لمنحها الشهادة.

الابلاغ عن خطأ