منع مرور النقل الثقيل بالعاصمة خطوة مهمة لاستعادة هيبة الدولة وبسط سلطان القانون

  • 120
صورة أرشيفية

الجمال :- تحديات كبيرة لا تزال أمام المخطط لعودة الانضباط إلى الشارع المصرى .
أكد الدكتور أسامة عقيل أستاذ الطرق والكباري بجامعة عين شمس والخبير العالمي علي قرار منع مرور المقطورات والنقل الثقيل من دخول العاصمة ، وانعكسات ذلك على شبكة الطرق والكباري والمواطن البسيط ، أنه عندما يقل عدد الشاحنات داخل شوارع العاصمة فسيترتب علي ذلك التقليل من حدة الإختناقات المروريه بقدر قيمة قلة عدد الشاحنات وخاصة في ساعات الذروة مما سيحد معه من نسبة الحوادث بنسبة معقولة وسيطيل من عمر شبكة الطرق والكباري وأضاف عقيل أن هذا القرار سيساعد في التقليل من إستهلاك الوقود والمحروقات بقدر عدد المقطورات التي سيمنع دخولها العاصمة وقال أنه يري العيب الوحيد في هذا القرار هو التقليل من قدرات الشاحنات علي أعمال النقل مشيرا أن لحل عملية نقل البضائع داخل العاصمة فإنه يجب علي الشاحنات تفريغ حمولتها خارج حدود العاصمة علي أن تقوم سيارات النقل الصغيرة بنقل البضائع داخل العاصمة كما أكد علي أن تقوم إدارة المرور بعمل مخطط جذري لحل المشكلة المرورية حتي يتسني للمواطن البسيط قضاء مصالحة بطريقه أسرع


ومن جانبه قال " عبدالحليم الجمال " وكيل اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الشورى السابق عن حزب النور أن قرار تنظيم دخول سيارات النقل الثقيل لمدينة القاهرة يعتبر أول خطوة مهمة نحو استعادة هيبة الدولة وبسط سلطان القانون بعد فترة طويلة من الانفلات فى كل أرجاء الوطن . وأضاف " الجمال " أنه وفقاً لآخر تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية فى نهاية عام 2012 حول أوضاع الصحة والسلامة على الطرق فى أرجاء العالم فإن حوادث المرور تأتى فى المرتبة الثانية لأسباب الوفاة فى مصر بعد أمراض القلب ، كما أن معدلات حوادث الطرق فيها تفوق المعدلات العالمية حيث لقى نحو 12,3 ألفاً حتفهم بسبب هذه الحوادث التى خلفت وراءها من المصابين 154 ألفاً آخرين وهذا يعنى أن النزيف اليومى لحوادث الطرق قد بلغ معدله حوالى 36 قتيلاً ، 422 مصاباً فى اليوم الواحد . ووفقاً لتقارير وزارة الداخلية – حسبما يقول " الجمال " – فإن من بين كل ثلاث حوادث سيارات حادثتان فى المتوسط تسببهما سيارات النقل الثقيل ، والسبب السرعة الجنونية واستخدام المحمول ورعونة وتهور سائقى هذا النوع من المركبات فضلاً عن انتشار ظاهرة تعاطيهم للكحوليات والمخدرات والمنبهات والمواد المهدئة .
واستطرد الجمال أن حوادث السيارات والتكدس المرورى الذى كانت تتسبب فيه سيارات النقل الثقيل بالذات وخاصةً فى مدينة القاهرة له مردود سلبى على المشهد الاقتصادى فى الوطن ، حيث تؤثر على الأمن والاستقرار المطلوب لتشجيع حركة الاستثمار العربى والأجنبى ، وكذا على النشاط السياحى الذى يتأثر بمعدلات الأمان على الطرق ذلك فضلاً عن أن تأثر الشاحنات بحوادث الطرق والتكدس المرورى يضعف من قدرة النقل البرى على القيام بدوره الهام فى العملية الاقتصادية بتحريك المواد الخام والبضائع والسلع المصنعة والأفراد ذلك كله بالإضافة إلى أن عدم انتظام المرور والتكدس الذى تسببه سيارات النقل الثقيل فى وقت الذروة يؤدى إلى إهدار المال المتمثل فى الوقود المستهلك فى فترات الانتظار والتأخر عن أداء الأعمال وتفويت الفرصة فى إنقاذ أرواح فى طريقها إلى العلاج وإفساد المزاج العام للأفراد المنتظرين على الطرق والتأثير على البيئة بسبب كثافة العادم فى أماكن الانتظار .
وتدليلاً على ذلك قال البرلمانى السابق، أنه وفقاً لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء فإن الاقتصاد المصرى قد تعرض لخسائر فادحة بسبب ارتفاع معدلات حوادث الطرق وصلت إلى 14 مليار جنيه فى 1/1/2013 أى ما يعادل 8,9 % تقريباً من إجمالى الناتج المحلى .
ورداً على معارضى قرار منع دخول سيارات النقل الثقيل إلى العاصمة بدعوى أن ذلك يؤثر على حركة نقل البضائع والخامات ومواد البناء أوضح " الجمال " أن تطبيق هذا القرار لن يكون له هذا الأثر السلبى ، أولاً لأنه قاصر على سيارات النقل الثقيل التى تزيد حمولتها على 2 طن وثانياً لأن المنع يكون فى ساعات الذروة فقط من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الحادية عشر مساءً ، مع إفساح الطريق أمام هذه المركبات لمدة تسع ساعات كاملة من الحادية عشر مساءً وحتى الثامنة من صباح اليوم التالى وثالثاً أن قرار منع سيارات النقل الثقيل من دخول العاصمة وقت الذروة قد استثنى مركبات نقل المواد التموينية والبترولية وتلك التى يتصل عملها بالخدمة العامة .

وحذر نائب اللجنة الإقتصادية بمجلس الشورى السابق من التهاون فى تطبيق هذا القرار أو غض الطرف عن بعض المخالفين مشدداً على أن الشفافية والمساواة والحيدة من جانب رجال الشرطة القائمين على مراقبة التنفيذ من أهم عناصر التطبيق باعتبار أن الانضباط منظومة سلوكية يجب أن تشارك فيها جميع الأطراف .
وأكد " الجمال " أنه لا تزال أمام المخطط لعودة الانضباط إلى الشارع المصرى تحديات كبيرة أهمها جعل جراجات السيارات تحت البنايات الكبيرة أحد اشتراطات الترخيص بالبناء ، وإنشاء مواقف للسيارات فى كل الساحات المؤهلة لذلك بأجور رمزية ، على أن تكون ساحات انتظار الشاحنات وسيارات النقل الثقيل على أطراف المدن ، وكذا تنظيم حركة مركبات النقل الخفيف ذات الثلاث عجلات ( التوك توك ) بحيث يحظر تواجدها فى الشوارع الرئيسية بالمدن وأيضاً إزالة جميع الإشغالات فوق الأرصفة لتأمين سير المشاة مع تدبير أماكن بديلة لأصحاب هذه الاشغالات.