عاجل

محاولات طمس الهوية العربية لفلسطين لا تنتهي.. مخطط صهيوني لهدم مطار القدس التاريخي ومنطقة قلنديا

  • 104
مطار قلنديا

استوطن الاحتلال الصهيوني أرض فلسطين بالعدوان والقتل، وعلى مدار عقود استباح نفوس الفلسطينيين قبل أراضيهم، وعام بعد الآخر سلبهم مساكنهم ومنازلهم وهدَّمها، وأقام غيرها مدنًا صهيونية كاملة ومجمعات يعيش فيها اليهود، حتى حُوصر الفلسطينيون في مدينتين فقط من أصل عشرات المدن الفلسطينية، ولم يبقَ من التراب الفلسطيني تحت حكمهم سوى الضفة الغربية وقطاع غزة.


والقدس الشريف بات مستعمرة صهيونية صغيرة داخل الأراضي المحتلة، والقرى القليلة التي يسكنها الفلسطينيون داخل مدينة القدس، يدمرها الاحتلال بشكل يومي، ويستخرج المقدسيين منها، وتتعدد طرق الاحتلال الصهيوني الغاشم فيما بين قتل وطرد واعتقالات وهدم المباني والبيوت.

وبعد حي سلوان والشيخ جراح، تأتي المخططات الصهيونية للقضاء على الدقس كاملة، حيث تعمل على هدم مطار قلندية الذي يعرف باسم (مطار القدس الدولي)، وقد أقيم خلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، ولاحقاً استخدمته السلطات الأردنية، وبعد احتلال 1967 سيطرت «اليهود» عليه واستخدموه في رحلات داخلية، وبعد انتفاضة الأقصى عام 2000 قررت إغلاقه وأقامت على أراضيه حاجز قلنديا.


في ذلك السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة «فتح» وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، إن الاستيطان، وتحويل مناطق القدس الشرقية إلى بلدات يهودية، وتوصيل القدس الغربية بحائط البراق، وإزالة كل البلدات الفلسطينية التي تمنع هذا الاتصال؛ هو مخطط الاحتلال الرئيسي، مضيفًا أنه لا بد من استمرار الحراك الفلسطيني العربي ضد الاستيطان.


وأكد «الرقب» في تصريحات خاصة لـ «الفتح» أن قضية الاستيطان خطيرة للغاية، مضيفًا أن الاحتلال الصهيوني يسعى لربط القدس بالمستوطنات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية كاملة، كما يسعى للسيطرة الكاملة على الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن تغير السلطة لمزاج الشعب الفلسطيني ولعقيدة الأجهزة الأمنية أثَّر لصالح الاحتلال فيما يخص قضية الاستيطان، لافتًا إلى الأجهزة الأمنية عند دخول الاحتلال مناطق تحت السيادة الأمنية والإدارية الفلسطينية.


وتأسف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس من حال المقاومة في الضفة الغربية، قائلًا: «الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية لم يعد مهتمًا بالمقاومة الفلسطينية، وأكثر من 200 ألف فلسطيني يعملون في المستوطنات اليهودية، و150 ألف فلسطيني يعملون في السلطة الفلسطينية»، موضحًا أن تحويل المناضلين إلى موظفين تسبب في عزوف الناس عن المقاومة وعدم اهتمامهم بالعمل السياسي والعمل التنظيمي.


ولفت إلى أن القضية الفلسطينية وعلى رأسها الاستيطان، دائمًا ما كانت وستظل أولوية لدى الفلسطينيين، آملًا أن يخرج من هذا الصمت جيل قادر على تغيير تلك المعادلة، مثل جيل الانتفاضة الأولى والثانية، وأن يتمرد الشعب الفلسطيني على هذه الحالة من الهوان.

وقال بركات الفرا، سفير فلسطين الأسبق في القاهرة، إن الاحتلال يرتكب أكبر الجرائم والانتهاكات في حق الفلسطينيين، بالعدوان على الأراضي الفلسطينية في المقام الأول، ومواصلة سياسة الاستيطان بمستويات سريعة وغير مسبوقة، مضيفًا أن الاحتلال يضيق الخناق في القدس، ويخطط لتهجير جميع الفلسطينيين من القدس الشريف.


واستنكر «الفرا» في تصريح خاص لـ «الفتح»، مخططات الاحتلال في القضاء على الأحياء الفلسطينية القديمة والمجاورة للقدس، مثل حي الشيخ جراح، وحي سلوان، وقلنديا، وكل الأحياء القائمة في قلب مدينة القدس الشريف، لافتًا إلى أن الانتهاكات الصهيونية المستمرة بسلب منازل الفلسطينيين واعتقالهم في سجون الاحتلال.

وأشار الفرا إلى أن الاحتلال أقام أكثر من 700 ألف وحدة استيطانية حتى اليوم بالضفة الغربية، بالإضافة إلى كثير من الاعتداءات والمداهمات في رام الله، وخاصة المنطقتين «أ و ب» التابعتين للسلطة الفلسطينية، معبرًا عن غضب الفلسطينيين من المشروعات الاستيطانية التي لا تنتهي في كل أنحاء فلسطين.

وشدد السفير السابق على ضرورة وجود موقف دولي وعربي رافض للاستيطان، والقيام بإجراءات تحد من سياسة الاستيطان.

الفتح الورقي العدد 514