عاجل

بعد تحليق مقاتلات أمريكية في سماء البحر الأسود.. هل نحن على أعتاب حرب باردة جديدة؟

  • 161
صورة أرشيفية معبرة

لا تزال أحداث الحرب الباردة بين قطبي العالم (أمريكا وروسيا) ماثلة أمام أعيننا، نأخذ منها الدروس، ونقرأ من خلالها المستقبل، لكن جدَّ جديدٌ على الساحة منذ أيام؛ وهو اتهام كوريا الشمالية لأمريكا بأنها تقوض السلام العالمي، وأنها خطر عليه، وهو الاتهام ذاته الذي ووجه إليها من الداخل الأمريكي في شهر أكتوبر عام 2020م.. فهل نحن أمام إرهاصات حرب باردة جديدة؟!

البداية

كانت البداية حينما نُشر مقال رأي في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في شهر أكتوبر 2020، أشار إلى "أنه في أوائل القرن الـ21، إذا كانت هناك أي قوة سعت للهيمنة على العالم وقسر الآخرين وانتهاك القواعد، فهي الولايات المتحدة، وأنها أكبر مخرب للقواعد الدولية والنظام الدولي".

وهو الاتهام نفسه الذي وجهته الصين لها في الشهر ذاته أيضًا؛ ففي يوم 15 أكتوبر 2020م قالت الصين "إن الولايات المتحدة تقوض السلام والاستقرار فى مضيق تايوان بشكل خطير؛ وذلك بعدما أبحرت مدمرة أمريكية عبر المضيق فى ظل تصاعد التوتر بين بكين وتايبيه".

الجديد

وجهت وزارة الخارجية الكورية الشمالية اتهامًا لأمريكا في بيان نشرته أمس قائلة: "إن التحليق الأخير لطائرة استطلاع أمريكية من طراز CL-600 فوق البحر الأسود يقوض السلام العالمي". مضيفة: "ويدل هذا التصرف مجددًا، على أن الولايات المتحدة في الواقع تخرب وتقوض السلام العالمي من خلال ارتكاب استفزازات عسكرية عمدًا ضد الدول الأخرى، وهي تتجاهل خلال ذلك القانون الدولي وأرواح المدنيين وسلامتهم".

وحذرت الوزارة في بيانها من أن "الأعمال الاستفزازية للولايات المتحدة بالقرب من حدود روسيا بهدف عزل وإضعاف وزيادة التوترات بين البلدين ستؤدي إلى إجراءات مضادة صارمة من الجانب الروسي"؛ فخلال يوم 3 ديسمبر الجاري حلقت طائرة حربية أمريكية من طراز CL-600 فوق البحر الأسود، ونفذت أثناء ذلك عملية هبوط شديد من ارتفاع 11000 متر إلى ارتفاع 9200 متر، عبر المسار المحدد للطائرات المدنية.

الموقف الروسي

من جهتها، اتهمت روسيا أمريكا في شهر نوفمبر الماضي بأنها تسير على خطى هتلر في دعاياه الإعلامية الكاذبة، وذلك عبر تصريح للمكتب الصحفي لجهاز المخابرات الروسية، حيث ذكر في بيان أن "وزارة الخارجية الأمريكية تنشر معلومات كاذبة حول تركيز القوات على الأراضي الروسية لغزو عسكري لأوكرانيا"، وأنه "في الآونة الأخيرة، كان المسئولون في واشنطن يقومون بتخويف المجتمع الدولي بشكل نشط من خلال إعداد روسيا لعدوان ضد أوكرانيا، ووفقا للبيانات الواردة، وتقدم وزارة الخارجية الأمريكية من خلال القنوات الدبلوماسية إلى حلفائها وشركائها معلومات خاطئة تمامًا حول تركيز القوات على أراضي بلادنا لغزو عسكري لأوكرانيا".

وأضاف البيان أن أمريكا والاتحاد الأوروبي يتهمان روسيا بالتحضير لغزو أوكرانيا، وهو ما نفته موسكو في مناسبات متعددة، مؤكدة أن هذه الاتهامات ذريعة لزيادة الحضور العسكري لحلف الناتو على حدود روسيا.

الاتحاد الأوروبي

من جانبه، اتخذ قادة الاتحاد الأوروبي قرارًا تمديد العقوبات الاقتصادية على روسيا، وذلك خلال قمتهم المنعقدة في بروكسل يوم الجمعة الماضي، ودعوا موسكو للبدء في تنفيذ اتفاقات "مينسك" الخاصة بأزمتها مع أوكرانيا.

في هذا السياق، قال د. مختار غباشي، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن كوريا الشمالية دولة قوية بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية مناوشات وعداء سياسي، وكوريا الشمالية محسوبة على المحور الروسي الذي يجمع معهم الصين أيضًا، حتى إن الولايات المتحدة الأمريكية تطالب كوريا الشمالية بدفع تعويض 2.3 مليار دولار عن تعذيب طاقم سفينة تجسس أمريكية أسرتهم كوريا الشمالية لمدة 11 شهرًا عام 1968م.

وأضاف "غباشي" لـ"الفتح" أنه من خلال ذلك يتضح لنا أن هناك عداءً بين واشنطن وبيونج يانج، وأن كوريا الشمالية تؤازر روسيا في موقفها ضد الولايات المتحدة وكذلك الصين، وأمريكا أنفقت نحو 93 مليار دولار لكي تحجمها ولم تستطع ذلك حتى الآن، وفرضت مواقفها على أمريكا  لا سيما فيما يتعلق بالسلاح النووي المتطور، إضافة إلى أن كوريا الشمالية تستخدمها روسيا أو تستفيد منها في حربها غير المعلنة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وتابع: أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أمريكا والاتحاد الأوروبي على روسيا تأتي في سياق حرب باردة جديدة نعيش أحداثها منذ فترة، تُستخدم فيها المسألة الأوكرانية كذريعة لتقويض وتحجيم الروس، هذا بجانب العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على الصين كذلك.

يُذكر أن موسكو أعلنت يوم الخميس الموافق 9 من الشهر الجاري أن مقاتلات تابعة لسلاح الجو الروسي اعترضت طائرات عسكرية أمريكية وفرنسية، ورافقتها بعدما حلقت قرب حدودها في أجواء البحر الأسود.