عاجل

تذبذب أسعار النفط خوفًا من انتشار "أوميكرون" .. وتأهب شديد في ختام عام 2021

مصر نجحت في تخطي تلك الأزمة بسلام

  • 53
صورة أرشيفية معبرة


حدث تذبذب في مؤشر أسعار النفط عالميًّا بسبب انتشار  "أوميكرون"؛ فقد سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الثلاثاء؛ حيث صعد سعر النفط في العقود الآجلة لخام برنت 9 سنتات أو 0.1 % إلى 71.61 دولار للبرميل، في حين ارتفع سعر النفط في العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 23 سنتا أو 0.3 % إلى 68.84 دولار للبرميل. وكانت الأسعار بالأمس قد انخفضت على مستوى العالم بعدما أثارت زيادة الإصابات بمتحور "أوميكرون" من فيروس "كورونا" مخاوف وقلق المستثمرين من أن يؤدي فرض مزيد من القيود الجديدة – لا سيما قبل نهاية السنة الميلادية 2021- إلى انخفاض الطلب على الوقود.

حيث تراجع مزيج "برنت" في المعاملات الآجلة عند التسوية دولارين أو 2.7% إلى 71.52 دولار للبرميل، في الوقت الذي انخفض فيه خام "غرب تكساس الوسيط" الأمريكي 2.63 دولار أو 3.7% ليبلغ 68.23 دولار للبرميل عند التسوية؛ ونتيجة لهذه التذبذبات في الأسعار ما بين التراجع والصعود في يوم وليلة يخشى المستثمرون من حدوث إغلاق في الدول يؤثر بدوره على مناخ الاستثمار نتيجة لانخفاض الطلب على الخام.

قلقُ المستثمرين له وجاهة ويعد ردَّ فعل طبيعي بسبب الخوف من انتشار عمليات الإغلاق في البلدان سريعًا، خاصة إذا علمنا أن دولة هولندا بدأت إغلاقًا يوم الأحد الماضي، وهو الإغلاق الرابع الذي يحدث هناك بسبب الخوف من انتشار "أوميكرون"، ويلوح في الأفق بالفعل احتمال فرض مزيد من القيود قبل عطلات نهاية العام في الدول الأوروبية.

كثرة الإصابات

تتضاعف أعداد المصابين بالمتحور الجديد  "أوميكرون" بسرعة كبيرة في أنحاء أوروبا وأمريكا وآسيا. وفي اليابان انتشر في قاعدة عسكرية وأصاب نحو 180 شخصًا على الأقل، ولا يزال يواصل انتشاره في بقية بلدان العالم وسط تشديد إجراءات تلقي اللقاحات وتطبيق التدابير الاحترازية.

وقالت إيمير كوك، مديرة وكالة الأدوية الأوروبية، اليوم الثلاثاء: "أؤكد أنه لا توجد إجابة حتى الآن عما إذا كنا سنحتاج إلى لقاح خاص بتركيبة مختلفة لمكافحة متحور أوميكرون أو غيره".

وأضافت" إيمير كوك " في تصريحات إعلامية: "نحتاج إلى مزيد من البيانات بشأن تأثير المتحور في فاعلية اللقاحات المعتمدة، وجمع مزيد من الأدلة بشأن كيفية استجابة التطعيمات الحالية لمنع الأشكال الحادة أو الخفيفة من المرض، علاوة على الاستشفاء والوفيات".

التزام "أوبك"

من جهتها، أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أمس الاثنين في تصريحات إعلامية، التزامها بتخفيضات إنتاج النفط بلغ 117 % في نوفمبر ارتفاعًا من 116 % في الشهر السابق؛ ما يشير إلى أن مستويات إنتاج المجموعة لا تزال دون الأهداف المتفق عليها. يأتي ذلك وسط توقعات بانخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الأمريكية للأسبوع الرابع على التوالي، في الوقت الذي ارتفعت خلاله على الأرجح مخزونات نواتج التقطير والبنزين الأسبوع الماضي.

وأعلنت وزارة الطاقة الأمريكية يوم الجمعة الماضي في تصريحات إعلامية، أنها ستبيع 18 مليون برميل نفط من احتياطي بترولي الاستراتيجي لديها، على أن تكون العروض من الشركات لشرائها في يوم 4 من شهر يناير المقبل، وذلك في إطار ما سبق الإعلان عنه في أمريكا من إفراج عن احتياطيات نفطية بهدف تهدئة أسعار الوقود.

مصر بعيدة عن الغلق

بدوره، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هذه التذبذات في أسعار النفط على مستوى العالم طبيعية جدًّا وسط مخاوف المستثمرين من قرارات الغلق وانتشارها في العديد من البلدان خصوصًا الأوروبية.

وأضاف "بيومي" في تصريح خاص لـ"الفتح" أن الخبر الجيد بالنسبة لنا هنا هو أن مصر نجحت في تخطي تلك الأزمة بسلام ومقاومة هذا المرض بفضل الله وحده ثم بسبب البرنامج الاقتصادي الجيد الذي اتخذته الحكومة منذ عام 2016م؛ فقد كانت لدينا خطة اقتصادية إصلاحية جيدة، رغم اعتراض البعض عليها حينذاك لكن اتضحت فاعليتها بعد ذلك، والأزمة الحالية خير دليل على ذلك؛ فلم نتأثر مثل بقية الدول، بل إن 95% من دول العالم تأثروا سلبيًّا بسبب انتشار فيروس "كورونا" بما فيهم الدول الكبرى مثل: ألمانيا والصين وأمريكا وبقية الدول الأوروبية.

وتابع: مصر بعيدة عن قرارات الغلق، وتسير بخطى جيدة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها، لكن ما زالت الطبقات الفقيرة في حاجة ماسة إلى استمرار البرامج الاقتصادية الإصلاحية التي تمس الصحة والغذاء والسكن والمعيشة عمومًا؛ حتى يشعروا بها في كل مناحي الحياة.

يُذكر أن وزارة الصحة المصرية سجلت عدد 903 إصابات، و49 وفاة أمس الاثنين، في مقابل تسجيل 919 حالة إصابة و46 وفاة اليوم الأحد السابق. وقال حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي للوزارة في بيان إعلامي: "إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الاثنين هو 376233، من ضمنها 313051 حالة تم شفاؤها، و21410 حالات وفاة".