ماذا بعد مبادرة الحكومة الإثيوبية للحوار الوطني؟

  • 28
آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي

منذ أشهر ونحن نتابع يوميًّا ما يحدث في إثيوبيا، ونسمع عن أخبار قتا هنا وهناك، وكرٍّ فرٍّ، وتقدم وتأخر ما بين قوات آبي أحمد وقوات إقليم تيجراي، حتى كادت تيجراي تقتحم العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وبدا آبي أحمد ضعيفًا مترنحا أما ما يواجهه من هجمات مستمرة، لكن في يوم 10 من شهر ديسمبر الجاري وافق رئيس الوزراء الإثيوبي على مشروع إعلان لتشكيل لجنة الحوار الوطني، ومنذ سويعات قليلة صادق البرلمان الإثيوبي على وافق على مسودة إعلان لجنة الحوار الوطني الإثيوبية بأغلبية الأصوات.. فماذا بعد ذلك؟

الهدف من تشكيل لجنة الحوار الوطني هو الإتيان بمؤسسة مستقلة ذات مصداقية لإجراء حوار وطني شامل لجميع النخب السياسية صاحبة الرؤى المتنوعة تجاه مختلف القضايا الوطنية الرئيسية التي تمس الشعب الإثيوبي، إضافة إلى ضمان التوافق بما يتماشى مع بناء الأمة والظروف السياسية الراهنة ودعوات الرعاية الأممية.

سلام زائف

يحاول آبي أحمد تجميل صورته في عيون الغرب وإرسال رسالة لهم مفادها أنه يريد السلام ويسعى إليه، من خلال تلك المبادرة التي لن تقدم أو تؤخر، خاصة إذا علمنا أن النظام الإثيوبي اختار المشاركين في هذا الحوار الوطني، إضافة إلى أنه من الواضح أن عدم دعوة أطراف الصراع من عرقية تيجراي وأورومو!

الحرب الإثيوبية الإريترية ضد أهالي تيجراي دخلت مرحلة جديدة عقب قرار حكومة ولاية تيجراي الوطنية الإقليمية بإعادة انتشار قواتها على حدود تيجراي، الذي أعلنته القيادة  منذ 9 أيام، علاوة على أن الحرب الدائرة بالنسبة لشعب تيجراي تعني إنقاذهم من مخاطر الإبادة الجماعية التي يشمل التجويع القسري، وكذلك إنشاء حكومة شاملة لإثيوبيا.

ولا توجد نية في تولية حكومة من "جبهة تحرير إقليم تيجراي" تحكم أديس أبابا، إضافة إلى فشل المحادثات التي تجري مع الحكومة الإثيوبية من أجل وقف إطلاق النار، ورفض آبي أحمد جهود المحاورين الدوليين ولم يستجب لمقترحاتهم، مثل إنهار الحصار عن إقليم تيجراي والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات الأساسية؛ ما نتج عنه موت العديد من الأطفال وكذلك بعض الأمهات.

موقف تيجراي

من جهته، دعا جيتاشو رضا، المتحدث باسم "جبهة تحرير تيجراي" للشؤون الخارجية، إلى بدء مفاوضات جادة مع القوات الإثيوبية لكن تحت رعاية المجتمع الدولي من أجل إحلال السلام وإعادة بناء الإقليم. معلنًا عن فتح مشاورات مع أهالي تيجراي لتحديد شروط المفاوضات مع حكومة بلادهم، مطالبًا بانسحاب قوات أمهرة والقوات الإريترية من غرب الإقليم وجميع المناطق الأخرى داخل تيرجراي.

وأضاف "رضا" في تصريحات إعلامية أن الإقليم تعرض لحرب استنزاف وإبادة جماعية لمدة تزيد على سنة كاملة، وقوات آبي أحمد ارتكبت جرائم حرب في الإقليم. متهمًا أطرافًا دولية فاعلة بلعب دور كبير في حملة الإبادة الجماعية التي تحدث داخل الإقليم.

جيش آبي أحمد

على الجهة المقابلة، أعلنت حكومة إثيوبيا أن قواتها لن تتقدم داخل منطقة تيجراي التي انسحب نحوها معارضو تيجراي هذا الأسبوع، لكنه أكدت إمكانية تغيير هذا الموقف إذا تعرضت سيادة أراضي البلاد للتهديد. وقال آبي أحمد إن السلطات المختصة تمكنت من القبض على قادة التمرد في تيجراي، كاشفًا أن الحكومة أمرت الجيش بالبقاء في المناطق المحررة من قوات تيجراي بعد طردها إلى إقليمي عفر وأمهرة.

يأتي هذا وسط مخاوف كبيرة من الخراب الاقتصادي وانعدام الأمن الغذائي في إثيوبيا الناتجين عن طول أمد الحرب، وأعتقد أن الحوار الشامل سيساعد على وجود إجماع داخلي على القضايا الوطنية الأساسية، وسوف  يسهم كذلك فى الحفاظ على سيادة البلاد وسلامة أراضيها، ويعزز عملية الانتقال السياسي الجارية في البلاد.

الابلاغ عن خطأ