تكذب وتنسى نفسها.. إسرائيل تؤكد سعي إيران لإشعال المنطقة

وتشن حملة دولية لمواجهة تقدمها النووي

  • 27
نفتالي بينيت رئيس الحكومة الإسرائيلية

منذ أن وطأت أقدام الكِيان الصهيوني المغتصب أراضينا وهي تسعى دوما للهيمنة في كل المجالات لا سيما العسكري، والآن تحاول إسرائيل بشتى الطرق منع أي تقدم نووي إيراني، وتقود حملة دولية على الأصعدة كافة من أجل ذلك، وترى دولة الكِيان المغتصب أن طهران سوف تستغل وقت المفاوضات في فيينا وتستمر في تطوير قدراتها وبرنامجها النووي.

وفي الوقت الذي تكثف فيه الأجهزة الأمنية الصهيونية بحوثها بشأن كل السيناريوهات المتوقعة، يسعى المسؤولون والعسكريون الإسرائيليون إلى تجنيد المجتمع الدولي لدعم موقف بلادهم تجاه البرنامج النووي الإيراني، ودراسة الشروط التي تضعها طهران، والتي تسعى من خلالها لعقد اتفاق يتيح المجال أمامها لتطوير سلاحها النووي إلى حد صناعة قنبلة نووية.

ووَفْقا لحسابات إسرائيل، فإن مفاوضات فيينا بخصوص الاتفاق النووي سوف تستمر لأسابيع طويلة، وخلال تلك الفترة ستطور إيران سلاحها النووي. وتخشى دولة الكيان المغتصب من تغيير طهران قواعد اللعب في المفاوضات وتقديم مواقف أكثر ليونة كنوع من المحاولة لاستمرار المماطلة وإطالة أمد التوصل لاتفاق.

محاولة إقناع الدول

وخلال الأيام الماضية ينشغل القادة الإسرائيليون بمحاولة حشد المجتمع الدولي لتبني موقفهم تجاه البرنامج النووي الإيراني، وتتخوف تل أبيب كذلك من عدم تقدير واشنطن الصحيح لموقف إيران المتشدد بخصوص رفع العقوبات عنها؛ وهذا القلق ناتج عن رؤية إسرائيل أنه لا يوجد بديل واضح لدى أمريكا في حال فشل المفاوضات، وذك بحسب مسؤول إسرائيلي التقى جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي خلال زيارته لتل أبيب.

من جهته، أعلن نفتالي بينيت رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه لن يعارض أي اتفاق نووي يوقع بين إيران والدول العظمى، لكنه كرر تهديدات بلاده وتحذيراتها بأنها تحتفظ بحقها في العمل والدفاع عن نفسها.

وسط نقاش الكِيان المغتصب حول مدى نجاح سياسة حكومته تجاه إيران، أخذ "بينيت" يدافع عن نفسه ويوضح موقفه بعدما دعا المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم تجاه هذا الملف النووي لحكومة طهران، بل إنه حمَّل مسؤولية الفشل لسلفه بنيامين نتنياهو، وقال:  "إن إيران وقبل شهرين من تشكيل الحكومة نجحت في تخصيب اليورانيوم بمستوى 60%، وهذا أخطر وضع في تاريخنا".

محادثات تل أبيب وموسكو

بدوره، أجرى يائير لبيد وزير الخارجية محادثة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، وأعلن عبر تويتة على موقع "تويتر" اتفاقهما على عقد لقاء ثنائي في أسرع وقت ممكن؛ لمناقشة مختلف القضايا وأهمها الملف الإيراني. وكرر وزير الخارجية الإسرائيلي -خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن في الكنيست- تهديده بشن هجوم عسكري ضد إيران. معتبرًا أن المساعي التي تقودها إيران خلال تلك الفترة لرفع العقوبات عنها هدفها الأساسي تمويل برنامجها النووي وشبكة مليشياتها المسلحة التي تحاول نشرها في أرجاء العالم، وأن تجديد المفاوضات النووية في فيينا يعد "تحديًّا مركزيًّا للسياسة الخارجية والأمن الإسرائيلي".

وأشار إلى الحملة الدولية التي تشنها بلاده، وأن الجهود الدولية شملت الدول المشاركة في المفاوضات، قائلا: "أوضحنا للجميع أن إسرائيل لن تسمح لإيران بأن تصبح دولة نووية، ونحن نفضل العمل من خلال تعاون دولي، لكن إذا اضطررنا فسنعمل وحدنا، وسندافع بقوانا الذاتية عن أمننا".

في السياق ذاته، دعا بيني غانتس وزير أمن الكِيان المحتل، دول المنطقة كلها إلى التصدي لإيران وبرنامجها النووي، قائلًا: "إيران هي العدو الأكبر للشعب الإسرائيلي وشعوب المنطقة، ومن هنا أدعو دول المنطقة إلى منع إيران من التعدي على سيادتها وسكانها". واتهم طهران بالسعي الدؤوب نحو زعزعة استقرار سوريا ولبنان واليمن ودول أخرى، وإشعال المنطقة.

واستعرض الكيان المحتل أمام الدول كثيرًا من المعلومات الاستخباراتية التي تثبت خداع إيران الممنهج للمجتمع الدولي. وأضاف لبيد في هذا الشأن خلال اجتماع الخارجية والأمن: "كل ما يهم إيران هو رفع العقوبات وضخ مليارات الدولارات إلى البرنامج النووي وحزب الله وسوريا والعراق وشبكة الإرهاب التي ينشرونها في العالم".

سيناريوهات المواجهة

يدرس قادة الكيان الصهيوني المغتصب الآن عدة سيناريوهات لاجتماع فيينا، لكنهم لا ينسون الاحتمال العسكري، وأبرز هذه السيناريوهات هو فشل المفاوضات؛ وبِناءُ عليه ستحدث مواجهة مرتقبة مع إيران قريبًا حسب زعمهم، وربما تُدفع طهران إلى العودة للمفاوضات فيما بعد. السيناريو الثاني هو موافقة أمريكا والدول العظمى على التوصل لاتفاق جزئي يخفف العقوبات مقابل تعهد إيران بإبطاء تطوير برنامجها النووي.

من جانبه، يجد جيش الاحتلال الإسرائيلي صعوبة في تقدير وتحديد نتائج وتداعيات هجومه على البرنامج النووي الإيراني، وقدم للقيادة السياسية الإسرائيلية تقريرًا مفصلًا يضم سيناريوهات متعددة للهجوم.

ووَفْقا لتقديرات جيش الكيان المغتصب، حسب التقرير المقدم للحكومة الإسرائيلية، فإن طهران "طورت منظومة دفاعاتها الجوية في السنوات الأخيرة، بحيث يتطلب أي هجوم إسرائيلي قدرات أعلى وأكثر دقة، بعد أن نجحت إيران في زيادة منظومتها الصاروخية للمدى الطويل؛ بما يتيح لها ضرب أي نقطة في إسرائيل، بشكل كبير"، وأشارت التقديرات كذلك إلى باستطاعة طهران صنع قنبلة نووية خلال عامين.

وبخصوص أسلحة الكيان المحتل، أوضح التقرير أن الجيش يمتلك "أسلحة ثقيلة يمكنها اختراق منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، أما محطة فردو النووية، فبحسب الإسرائيليين، فإنها محصنة للغاية، وتوجد في عمق الأرض أسفل جبل".

 

الابلاغ عن خطأ