خطايا الحوثيين.. قتْل الأطفال وسرقة المساعدات و194 هجومًا و382 إغارة

  • 34
صورة أرشيفية معبرة

يعجُّ المسرح الدولي بالعديد من الأحداث، لكن طفا على السطح منذ التسعينيات جماعة شيعية أطلقت على نفسها "حركة الشباب المؤمن" واشتهرت فيما بعد باسم "الحوثيين" نسبة إلى مؤسسها بدر الدين الحوثي، اتخذت هذه الجماعة السلاح نصيرًا لها، والعنف مطية لتحقيق أغراضها.

كان العام الماضي حافلًا بحماقات واعتداءات الحوثيين؛ فقد أعلن العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، عبر حسابه في "تويتر" أن جماعته نفذت "194 عملية هجومية، و382 عملية إغارة" في عام 2021، موضحًا أن "بلغ إجمالي عمليات وحدة القناصة في 2021م 13191 عملية". وُجهت هذه العمليات إلى مختلف العناصر ما بين داخلية وخارجية.

سيناريو مشابه لأفعال إيران

اللافت للنظر أن هجمات الجماعة الحوثية بدأت تأخذ طابعًا مختلفًا يعتمد على تكثيف عمليات القرصنة بعدما كانت تكتفي باستهدافها فقط عن طريق الزوارق المفخخة؛ ومن ثَمَّ تعطيلها أو إصابتها بأضرار بالغة أو نسبية؛ فقد استهدف الحوثيون يوم الأحد الماضي سفينة إماراتية، ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن العميد تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف العربي، قوله: "السفينة كانت في طريقها إلى ميناء جازان السعودي قادمة من جزيرة سقطرى اليمنية، وكانت تحمل على متنها كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى الميداني بالجزيرة بعد انتهاء مهمة إنشائه".

ومن جهتها، لم تنكر جماعة الحوثي التهمة، بل أكد يحيى سريع، القيادي في الجماعة التابعة لإيران ومتحدثها العسكري أيضًا، سيطرتهم على السفينة الإماراتية في البحر الأحمر بنجاح، لكنه خالف رواية التحالف التي قالت إنها سفينة شحن، وأكد أنها "سفينة إماراتية عسكرية تحمل معدات عسكرية" دخلت المياه اليمنية الإقليمية، لافتًا إلى أن جماعته ستنشر التفاصيل لاحقًا.

ويرى د. خالد محمد باطرفي، الأستاذ بجامعة الملك فيصل، والمؤلف والمحلل السياسي السعودي، أن التغيير ممكن أن يكون نتيجة لعدم توفر الأسلحة الكافية من صواريخ ومسيّرات وغيرها. منوهًا في تصريحات صحفية، إلى وجود تشابه بين سيناريو اختطاف السفينة "روابي" وما قامت به إيران في مضيق هرمز عندما اختطفت سفن تجارية بعد تضيق الخناق عليها وفرض عقوبات من الولايات المتحدة الأمريكية، كحل أخير لها، فلم يكن لديها حلول أخرى لمواجهة أمريكا والمجتمع الدولي سوى ذلك.

وفي شهر سبتمبر الماضي كثف الحوثيون هجماتهم وسيطروا على 3 مديريات جنوبي شبوة، هم مديرية عسيلان -واستعادتها قوات الجيش اليمني في أول يناير الجاري- إضافة إلى مديريتي بيحان وعين.

"هرمز" و"المندب"

رغم استمرار هجمات الحوثيين في المياه الإقليمية الدولية منذ سيطرتهم على السواحل الغربية اليمنية في نهاية عام 2014م، لكن حادث السفينة الإماراتية يذكر بحديث مبكر للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي قال في لقاء جماهيري مطلع عام 2013م: "إيران تستخدم أذرعها في اليمن –يقصد الحوثيين- للسيطرة على مضيق باب المندب؛ خدمة لمشاريعها التوسعية والطائفية".

وأضاف "هادي" في لقاء تلفزيوني عام 2015م: "من يسيطر على مضيق باب المندب إضافة إلى هرمز، لن يحتاج إلى سلاح نووي"؛ يقصد بذلك أن التحكم بخطوط الملاحة الدولية من خلال هذين المضيقين سيمثل ورقة ضغط تماثل قوة امتلاك السلاح النووي، واتهم طهران -حينذاك- بالسعي الحثيث نحو تحقيق تلك الغاية عبر ذراعهم الطولى في بلاده وهي الجماعة الحوثية.

تجنيد الأطفال

يُضاف إلى سجل جرائمهم الشائنة تجنيد عشرات الأطفال في نضالهم المزعوم؛ فقد ذكر التقرير السنوي لخبراء الأمم المتحدة الخاص باليمن معلومات عن استغلال الجماعة الحوثية المعسكرات الصيفية والدورات الثقافية للحشد وتشجيع الأطفال على الانضمام للصفوف القتال؛ حيث رصد فريق الخبراء في بعض المدارس وأحد المساجد التي يستخدمها الحوثيون ترويج هذه الأنشطة لخطاب الكراهية والعنف بين الأطفال.

وأضاف التقرير المكون من 51 صفحة: أنه في "أحد المعسكرات يتم تعليم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 7 سنوات كيفية تنظيف الأسلحة والهرب من الصواريخ". لافتًا إلى استغلال الحوثيين المساعدات الإنسانية التي تُقدم للشعب اليمني؛ وذلك من خلال توفيرها أو منع الأسر من الحصول عليها إلا بعد مشاركة أطفالهم في أنشطة الحوثي الحربية.

وتابع التقرير: أن إلى مشاركة بعض الأسر يأتي خوفا على حياتهم أو خشية منع الحوثيين وصول المساعدة الإنسانية إليهم. و وثق التقرير مقتل 1406 أطفال زُجَّ بهم في جبهات القتال عام 2020، و562 طفلًا في الفترة ما بين شهري يناير ومايو الماضيين، وغالبية هؤلاء الأطفال جرى قتلهم وسط المعارك في محافظات (عمران، وذمار، وحجة، والحديدة، وإب، وصعدة، وصنعاء).

مهاجمة المدنيين

واستمر الفريق الأممي في تحقيقه بشأن الهجمات التي شنها الحوثيون على المدنيين في تعز خلال شهر يناير الماضي؛ وكانت النتيجة -بحسب التقارير والشهادات الواردة- مقتل 13 شخصًا بينهم طفل، وإصابة 47 شخصًا بينهم 7 أطفال و7 نساء. وفي نهاية شهر سبتمبر الماضي حاصرت مليشيا الحوثيين المسلحة مديرية العبدية في مدينة مأرب عدة أسابيع؛ ما نتج عنه نقص في الغذاء والدواء.

يُذكر أن الحوثيين اعتقلوا 59 رجلًا خلال شهر سبتمبر الماضي فقط، وعطلوا شبكة الاتصالات من أجل إعاقة نشر المعلومات حول الوضع الإنساني في مناطق سيطرتهم.

الابلاغ عن خطأ