عاجل

ما الذي يحدث في كازاخستان؟ .. عشرات القتلى والجرحى في احتجاجات شعبية

الرئيس يقيل الحكومة ويعلن حالة الطوارئ.. وروسيا ترسل قوات حفظ سلام

  • 126
صورة أرشيفية معبرة من الأحداث الجارية

لم يكن يدور بخلد أحد أن كازاخستان الدولة الأقوى اقتصاديًّا في آسيا الوسطى سوف تعاني من ارتفاع أسعار الوقود، وتحدث فيها احتجاجات على إثر ذلك تتصاعد رويدًا رويدًا حتى تصل إلى الموت والإصابات والاعتقالات.. لكن هل هذه الاحتجاجات ناتجة عن ظروف اقتصادية فقط، أم أن هذا ما يطفو على السطح وهناك أسباب أخرى عميقة غير مرئية؟

بداية الأزمة

حدثت هذه الأزمة على إثر إعلان الحكومة –يوم الأحد الماضي- رفع أسعار غاز البترول المسال الذي يستخدمه كثير من المواطنين في سياراتهم؛ بما يعني تباعًا رفع جميع أسعار السلع الاستهلاكية وغيرها من السلع، بما يمس المواطنين مباشرة؛ وهنا خرج العديد من المواطنين المعترضين على هذا القرار، ومع تصاعد الأحداث عمت الاحتجاجات مختلف أنحاء البلاد، وحدثت مواجهات دامية بين المحتجين وقوات الأمن نتج عنها أكثر من 18 قتيلًا ونحو 1000 مصاب حسبما أعلنت وزارة الصحة الكازاخية، بجانب اعتقال العشرات من المواطنين.

وتصاعدت الأحداث واقتحم المحتجون مبنى الإدارة الرئيسي في مدينة ألماتي، وهي العاصمة الاقتصادية لكازاخستان، وتدخلت قوات الشرطة وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ضد آلاف من المحتجين، لكنها لم تنجح في منعهم من دخول المبنى، بل إن هؤلاء الثائرين -نظرًا لكثرة أعدادهم- استولوا على عصي ودروع قوات الشرطة.

ومن جهته، قرر قاسم توكاييف، رئيس كازاخستان، إقالة الحكومة وإعلان حالة الطوارئ؛ كنوع من امتصاص غضب الجماهير المحتجة وتهدئة الشارع الثائر. ونشرت رئاسة الجمهورية عبر موقعها الإلكتروني بيانًا رئاسيًّا، مفاده أن الرئيس توكاييف قبل استقالة حكومة رئيس الوزراء عسكر مامين، وكلّف علي خان إسماعيلوف نائب رئيس الوزراء بتصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.

ما هي كازاخستان؟

هي أكبر دولة غير ساحلية (حبيسة) على مستوى العالم، والدولة التاسعة عالميًّا من ناحية المساحة الجغرافية (2,724,900 كم2)، تقع في منطقة أوراسيا (أي بين قارتي أوروبا وآسيا)؛ ولذلك فموقعها الجغرافي استرتيجي ومهم، وهي الدولة الأقوى اقتصاديًّا في منطقة آسيا الوسطى (وهي المنطقة الممتدة من بحر قزوين غربًا إلى الصين ومنغوليا شرقًا، ومن أفغانستان وإيران جنوبًا وحتى روسيا شمالًا)؛ حيث يمثل ناتجها المحلي نحو 60% من ناتج المنطقة كلها؛ بسبب مخزون الغاز والنفط الذي لديها، إضافة إلى وفرة الموارد المعدنية.

تشترك في حدودها مع (روسيا، والصين، وقيرغيزستان، وأوزبكستان، وتركمانستان)، علاوة على أنها تجاور جزءًا كبيرًا من بحر قزوين. يسكنها قرابة 20 مليون نسمة، حوالي 70% منهم مسلمون، و26% منهم مسيحيين، والباقي ديانات أخرى معظمهم من اليهود.

نظام الحكم بها رئاسي، وهي دولة مسلمة (إحدى الجمهوريات الإسلامية الخمس التي تقع في منطقة آسيا الوسطى؛ وهي: أوزبكستان، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان)، وهي في الوقت نفسه جمهورية ديمقراطية علمانية من الناحية الدستورية (أي وفقًا لدستورها حسبما تعلن عن نفسها من خلاله)، ولغتها الرسمية هي الكازاخية ثم اللغة الروسية. عملتها التينغ الكازاخستاني، ويعتمد اقتصادها على صادرات النفط التي تمثل نسبة 56% من قيمة الصادرات للدولة، و55% من الميزانية الكازاخية.

الدور الروسي

كانت كازاخستان إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي العملاق قبل سقوطه، وأعلنت استقلالها عن الاتحاد السوفيتي في يوم 1 ديسمبر عام 1991م؛ لذلك فدائما عينها على كازاخستان باعتبارها إحدى مناطق سيطرتها ونفوذها سابقًا. وبالفعل تدخلت روسيا عقب تصاعد الاحتجاجات وأرسلت قوات حفظ سلام تابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تضم (روسيا، وبيلاروس، وأرمينيا، وقيرغيزستان، وطاجيكستان وكازاخستان؛ من أجل حفظ السلام والاستقرار في كازاخستان.

وبدورها، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانًا -اليوم الخميس- موجهة اتهامات قالت فيه إن عملية تقويض وحدة أراضي كازاخستان تتم من خلال تشكيلات مسلحة منظمة ومُعدة جيدا، و"أن روسيا تواصل مشاوراتها الحثيثة مع الجانب الكازاخي وحلفائها الآخرين في منظمة معاهدة الأمن الجماعي لبحث اتخاذ خطوات مقبلة فعالة في حال لزم الأمر".

يُذكر أن المجلس الفيدرالي الروسي أعلن سابقًا أن فرقًا مدربة ومسلحة حاربت في أفغانستان والمنطقة العربية تقود الاحتجاجات في كازاخستان، لم تتضح صحة هذه المعلومات بعد. إضافة إلى اتهام روسيا أمريكا بأنها وراء تلك الاضطرابات!