حلم الإعمار يراود أهالي غزة من جديد.. وتفاؤل بدور مصر في استكمال البناء

بدء المرحلة الثانية من إعادة الإعمار بأيادي الفلسطينيين

  • 1121
إعمار قطاع غزة

وطن استباح الصهاينة أرضه؛ واستعمروها شيئًا فشيئًا، وهجَّروا صاحب البيت، وقتلوا الصغير والكبير، وانتهكوا الأخضر واليابس، واستبدلوا اسم الوطن ومحوا بالرصاص خريطته، وهدَّموا ما بقيَّ منه، وجعلوا من حطامه موطئًا لحرب لا تفنى، الكل يشاهد في صمت، فلا صرخات المستضعفين نفعت، ولا دماء الشهداء شفعت.

منذ تدخل مصر بعد حرب غزة الأخيرة لوقف العدوان، وإرسالها معدات البناء، ووعد القاهرة بنصف مليار دولار للإعمار، وعلى دربها سارت قطر وألزمت نفسها بنصف مليار دولار، ودول أخرى قدمت وعودًا بالمشاركة، ورغم أن المعدات المصرية بالفعل، أزالت أطنان الركام، في 65 يومًا ومهدت لبداية البناء؛ توقف حلم الإعمار منذ العام الماضي، لم ير الفلسطينيون جديدًا يذكر حول إعادة إعمار غزة.

إلا أن وفدًا مصريًا زار الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أيام للقاء ممثلين عن حكومة الاحتلال للحديث حول عدة ملفات منها إعادة إعمار غزة، كما أن اللجنة المصرية لإعادة إعمار غزة، أعلنت نهاية ديسمبر 2021، بدء المرحلة الثانية من إعادة إعمار القطاع وتشمل 6 مشروعات.

وأكد إبراهيم الشنيقي، رئيس اللجنة المصرية، أن القيادة المصرية، شددت على الاستعانة بالأيدي العاملة من الفلسطينيين والمقاولين والشركات الفلسطينية القادرة على تنفيذ المشروعات، وأن أسس الإعمار تم الاتفاق عليها من الجانبين، وأوضح أن المرحلة الثانية من الإعمار تشمل 6 مشروعات، أبرزها تطوير الواجهة البحرية للكورنيش شمال غزة، وتم البدء في المشروع، ووصلت الآليات وتمت أعمال الحفر والردم.

ونحو ذلك السياق، قال دياب اللوح، السفير الفلسطيني بالقاهرة، إن الفلسطينيين لن يقبلوا بدولة في غزة، ولا دولة فلسطينية دون غزة، مضيفًا رفض الشعب الفلسطيني المخططات الاستعمارية التي تنص على إقامة دولة فلسطينية في غزة وعلى جزء من سيناء، لافتًا إلى احترام سيادة مصر الشقيقة على كامل ترابها الوطني.

وأكد السفير الفلسطيني بالقاهرة في تصريح خاص لـ "الفتح"، إلى أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تعد معاناة حقيقية، مشددًا على أن قطاع غزة تحت الحصار، ويعيش مأساة إنسانية كبيرة بكل معنى الكلمة وبحاجة إلى تدخل دولي، وإنساني عاجل لرفع الحصار.

وعن إعمار قطاع غزة، أوضح دياب اللوح، أن إعمار غزة سيكون قريبًا، مشيرًا إلى أن زيارات الوفود المصرية إلى الأراضي الفلسطينية من أجل إعمار غزة، وفك الحصار الصهيوني عنه، وتمكين شعبنا في غزة من عيش حياة طبيعية بحرية وكرامة أسوة بباقي شعوب المنطقة والعالم.

وقال الدكتور أيمن الرقب، القيادى بحركة فتح الفلسطينية، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن العدوان الصهيوني على الفلسطينيين عام 2014 دمر أكثر من 60% وقضى على البنية التحتية و2000 مصنع، لافتًا إلى أن الاحتلال، قصف قطاع غزة بأكثر من 45 ألف طن متفجرات خلال العدوان.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، في تصريح خاص، أن الإعمار سيكون تحت رعاية مصر ولجنة أوروبية والأمم المتحدة، مؤكدًا أن وجود أطراف دولية وشركات مصرية وأجنبية، يعد عائقًا أمام الاحتلال لاستهداف الإعمار.

وتوقع الرقب أن الإعمار سيتكلف قرب الـ16 مليار دولار لإعادة إعمار البنية التحتية والمصانع والصرف وخطوط المياه، لافتًا إلى تفاؤل فلسطيني ببدء الإعمار قريبًا، دون انتظار موافقة الاحتلال.

وقال السفير الفلسطيني السابق بالقاهرة، بركات الفرا، إن إعمار قطاع غزة أمر ضروري وعاجل، وأن البنية التحتية مدمرة بشكل كامل في القطاع، وأن أكثر من 75 ألف فلسطيني بلا مأوى بعد عدوان الاحتلال على القطاع في 2014، ومايو 2021، مضيفًا أن القطاع يعاني من نقص الكهرباء، والماء، والغذاء، والمستشفيات خاوية، والمدارس تضررت من القصف، كما سقطت مئات المنازل وتضررت آلاف الأبراج السكنية.

وشدد الفرا في تصريح خاص لـ "الفتح"، على ضرورة تدخل المجتمع الدولي واتخاذ خطوات عملية للحل السياسي، وضمان إعمار غزة دون أي قصف من الاحتلال الصهيوني، وإلا فكيف يتم الإعمار ما لم يأمن الفلسطينيون عدوانًا صهيونيًا جديدًا على القطاع.

وأثنى السفير الفلسطيني على الجهود المصرية في تقديم يد العون للفلسطينيين، موضحًا ارتفاع مؤشرات نجاح الإعمار إذا ضمنت مصر عدم تعرض الاحتلال لجهود الإعمار بالإضافة للمانحين الدوليين والأمم المتحدة.

وأكد الفرا أن جميع الفصائل تثق في مصر، وأن حماس تعلم أن الرئة التي يتنفس منها قطاع غزة هي مصر، لأن الاحتلال أغلق كل المعابر عدا المعابر المصرية.

واستبعد السفير السابق، وجود أي اتفاق حالي بين حركتي فتح وحماس بشأن حكومة عاجلة من أجل الإعمار، معلًلا ذلك بالخلاف القائم بين الفصيلين وعدم إتمام المصالحة، مؤكدًا أن استمرار الانقسام عار على جبين كل من يعطل غسل هذا العار، وجريمة بحق الشعب الفلسطيني.

ويبقى الإعمار حلمًا يراود الصغار والكبار في قطاع غزة المحاصر، ويظل العيش في منزل آمن غير مهدم الجدران، إحدى أمنيات أطفال الفلسطينيين في غزة، وتضع تلك الأماني مسئوليات كبيرة على عاتق من وعدوا بإعادة الإعمار، وشهادة عار الاحتلال الغاشم الذي دمَّر المستقبل الفلسطيني بانتهاكاته المتواصلة على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.