حول فتوى الشيخ ياسر عن غزة

  • 131

عند قيام الحرب في فلسطين عام 1948 بين القوات العربية من جهة وبين المليشيات الصهيونية المسلحة من جهة أخرى
اضطر أكثر من 700 ألف فلسطيني أن يهاجروا من أراضيهم على أمل العودة إليها بعد إنتهاء الحرب بمساعدة القوات العربية لهم !!

هؤلاء المهاجرين لم يعودوا إلى أراضيهم يوما كما كانوا يأملون ... فقد أصبحت الأرض خالية تقريبا من السكان وممن يدافع عنها .. فأصبحت لقمة سائغة .. وغنيمة باردة سيطرت عليها القوات المحتلة وأهدتها بكل بساطة لليهود وفاء لوعد بلفور الشهير لإقامة دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية !!

في الفترة مابين 1949 حتى 1966 حيث الحكم العسكري للأراضي الفلسطينية أصدرت حكومة دولة الإحتلال قانونا يمنع رجوع الفلسطينين المهاجرين إلى ديارهم إلى الأبد واعتبرت هذه البلدان المهجورة مناطق عسكرية مغلقة بموجب أنظمة الطوارئ !!
والآن عندما قال شيخنا الفاضل د. ياسر برهامي في فتواه ((وأما مسألة إغلاق الحدود والسماح بمرور الجرحى والمرضى والمساعدات فقط، فإنها مسألة فيها موازنات متعددة؛ فلربما كان مِن مصلحة غزة وفلسطين ألا يسمح لكل مَن أراد الخروج منها بالخروج تحت ضغط الحرب فإنه ربما تفرغ مِن معظم سكانها، ولكن يجب السعي لرفع الظلم والعدوان عنهم، وإعطائهم حقوقهم في الحياة الكريمة وإمدادهم بكافة احتياجاتهم )) أقام بعض المتصيدين الدنيا ولم يقعدوها !!

وكان الأولى بهم أن ينظروا في تاريخ فلسطين نفسها وسبب نشأة دولة إسرائيل ثم يحكموا على الكلام ان كانت له وجهة نظر مسوغة أم لا ... لكنه البغض وانتظار أي إشارة في الكلام قد تحمل على غير مقصدها ..

يكفيك أن تعلم أن حكومة الاحتلال خصصت العام الماضي حوالي مليار دولار لاستخدامها في تشجيع الفلسطينيين على الهجرة من الضفة الغربية المحتلة .. وتسعى بكل جهدها أن تستغل الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها الفلسطينيون إضافة للتنكيل بهم وحرمانهم حرية الحركة ومصادرة أراضيهم وحرمانهم من البناء لدفعهم إلى الهجرة من البلاد .. وذلك إلى جانب تشجيع الاحتلال لدول المهجر أن توافق على استقبال وتجنيس المهاجرين العرب من فلسطين.

لا تدعو الخطة إلى تهجير جميع الفلسطينيين من الضفة المحتلة، وإنما فقط تهجير جزء منهم ليتحول من تبقى منهم إلى مجرد أقلية ديموغرافية يمكن لـ"إسرائيل" لاحقا أن تمنحهم الجنسية الإسرائيلية، من دون أي خوف منهم !!

هل كل هذا المجهود يبذل من أجل لاشئ ؟!! بل لهم أهداف خبيثة .. فهؤلاء الذين يسكنون ضواحي فلسطين ومدنها يكدرون على الإسرائليين حلمهم بأن تقام دولة لليهود على أرض فلسطين كاملة .. هم يقفون كالغصة في الحلق .. وكحجر عثرة في طريق بناء أمجادهم الموهمة !!

يظل حلم العودة يراود خيال أولئك الذين هاجروا من فلسطين قديما مخلفين وراءهم وطنا يحترق .. وطنا مهجورا .. وأظن أنهم لو تمسكوا بعدم الخروج وأبدوا المقاومة لكانت خريطة فلسطين الآن مختلفة عما هي عليه .. ولكانت موازين القوى وفرض الشروط في المعاهدات و على طاولات الحوار مختلفة عما هي عليها الآن !!