عاجل

إصرار على التطبيع.. منظومة صواريخ صهيونية على سواحل المغرب وإسبانيا تترقب

  • 227
الحدود الإسبانية والمغربية على ساحل البحر الأبيض المتوسط

في الوقت الذي يشتد فيه الحصار الصهيوني على الفلسطينيين والأراضي الفلسطينية، وتشهد معاناة الشعب الفلسطيني آفاق شديدة الخطورة، تسارع الرباط نحو تطبيع مخزيٍ وتحالفات ومعاهدات تُفضي إلى علاقات صداقة وتعاون مغربي صهيوني على مختلف الأصعدة والمجالات خاصة العسكري والأمني.

فلم يمنع الإسلام أو العربة المغرب من الهرولة نحو التطبيع مع العدوى الصهيوني، وتناست مراكش أنها دولة يؤكد الدم والتاريخ والتراب الإسلامي أنها شقيقة لإخوانها المسلمون والعرب، ومحت الرباط من ذهنها ونسق عقلها أنها هي هي تلك الدولة التي رفضت منذ ما يقرب الألف عام، أن يسيطر الصليبين على المسلمين في بلاد الأندلس.

كما غفلت المغرب أن دولة المرابطون المسلمة كانت تحكم ثلث أفريقيا والأندلس من قلب المغرب، وأذاقت وقتها الصليبيين شر الهزيمة، وكان المرابطون المغاربة يقيادة يوسف بن تاشفين رحمه الله خير عون لإخوانهم المسلمون في الشرق قبل الغرب، وتشهد الزلاقة-المعركة الشهيرة التي انتصر فيها المرابطون وقتلوا كل قوات ألفونسوا السادس البالغة 60 ألف محارب صليبي شمال الأندلس- كيف انتقل المرابطون من المغرب إلى إسبانيا والبرتغال لينقذوا المسلمين ودولة الإسلام في الأندلس.

المغرب اليوم بكل أسف غير دولة المغرب قديمًا، والأسلحة الصهيونية وأنظمة الصواريخ والدفاع على شفا أن يتم وضعها على حدود وسواحل المغربية، بجانب أنظمة الأمن والتجسس الإسرائيلية التي ستمثل خطرًا كبيرًا على أفريقيا والدول العربية، وستكون موطأ قدم للاحتلال الصهيوني بين العرب في إفريقيا.

وهو أمر استنكرته إسبانيا لما تمثله عليها تلك الأسلحة وأنظمة الصواريخ من مخاطر كبيرة، لاسيما وأن إسبانيا على حدود المغرب، ولا يفصل بينها سوى مياه البحر الأبيض المتوسط، وأكدت الحكومة الإسبانية أنها سترد بشدة في حال قررت المغرب نشر منظومة صواريخ في مدن شمالية محاذية لسبتة ومليلية.

وأشار تقرير إسباني إلى أن الحكومة الإسبانية ستتصرف بحزم تجاه نشر المغرب صواريخ إسرائيلية إسبانيا، ولن ترد هذه المرة بطرق دبلوماسية فيما يتعلق بالعلاقات مع المغرب، وأن الرد الإسباني حمل تحذيرا للجار المغربي.

وبحسب التقرير، يعتزم المغرب وضع منظومة في مواقع مثل طنجة والناظور وهي مدن في الشمال المغربي القريب من سبتة ومليلية، ويأتي التهديد بـ "الرد الحاسم" من إسبانيا، في وقت تحاول فيه مدريد استعادة علاقاتها مع الرباط.

كما شهد مدن المغرب عدة تظاهرات الأيام الماضية لعدة أسباب منها ما هو سياسي برفض سياسة التطبيع المغربي مع الاحتلال الصهيوني، التي شغلت الشعب المغربي، وقام على إثرها بعدة احتجاجات، وشارك مواطنون مغاربة في وقفات احتجاجية، بالعاصمة المغربية الرباط، للمطالبة بسن قانون لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني.

كما تم تنظيم وقفة مسبقًا أمام مقر البرلمان المغربي، بدعوة من "الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع" (غير حكومي)، وهو يضم 15 هيئة مغربية داعمة للفلسطينيين، ورفع المشاركون لافتات مكتوب عليها "الشعب يريد تجريم التطبيع"، و"لا للتطبيع"، وهتفوا بشعارات منها: "لا لا ثم لا للتطبيع والهرولة"، و"فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، وكانت كتل برلمانية مغربية من الأغلبية والمعارضة، تبنت، عام 2014، مقترح قانون تقدم به "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" يجرم "كل أشكال التطبيع مع إسرائيل"، لكن المقترح لم يعرض على البرلمان لمناقشته حتى الآن.

ونحو ذلك السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الصراع اليوم فلسطيني صهيوني ولم يعد مفهوم الصراع العربي الصهيوني مكتملًا، لافتًا إلى أن بعض الدول العربية سارعت نحو التطبيع، دون أدنى تفكير في الفلسطينيين ومصالحهم وأراضيهم المحتلة.

وأكد الرقب في تصريحات لـ"الفتح"، أن الحركات الفلسطينية وعلى رأسهم الجهاد الفلسطيني، ترى أن أي اتفاق اقتصادي أو سياسي مع الاحتلال هو خيانة للأمة الفلسطينية والعربية والإسلامية، وموضحًا أن الاتفاقيات طويلة الأمد بين الاحتلال وحماس تعد نهاية للمقاومة، وسيعرض كثير من المقاومة الفلسطينية خارج حماس للاغتيالات والاعتقالات.

ونوه الرقب أن كل ما يحدث اليوم من تطبيع عربي مع الاحتلال عار على كل من باع القضية الفلسطينية من أجل مصالح إقليمية ضيقة، مضيفًا أن المشهد الفلسطيني يزداد تعقيدًا على المستوى الداخلي والخارجي.

وتبقى قضية التطبيع مع الكيان والعدو الصهيوني أبرز القضايا خطورة على الشعوب المسلمة والعربية، ولذلك ترفضها الشعوب لأنها تعلم أن الاحتلال سيظل عدوا ما لبث يستعمر أرض الفلسطينيين ويغتصب حقوقهم ويمنعهم من العيش بحرية في بلادهم، ويستمر في انتهاج سياسات الاستيطان والتهجير.