رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لـ "الفتح": نسعى إلى التخلص من الاستيطان بأشكاله وتبعاته كافة

  • 39
رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان

العدو الصهيوني يطبق سياسة الفصل العنصري في كل مناحي الحياة ويمس أصحاب الأرض


أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الوزير مؤيد شعبان أن بناء الجدار العازل والاستيطان، مخالف لكل القوانين والشرائع الدولية، واتفاقية جنيف، وفتوى لاهاي بخصوص الجدار وبالتالي مقاومتهم حسب القانون الدولي أمر مشروع.


وتابع الوزير مؤيد شعبان  في حواره لـ "الفتح" أن قوات الاحتلال تبتكر وتتفنن في وسائل الاستيطان باستعمال أساليب كثيرة من أهمها نشر مزيد من توسيع المخططات الهيكلية الاستيطانية، والمصادقة على الآلاف من بناء الوحدات الاستيطانية.

فضلاً عن إطلاق العنان لعصابات المستوطنين في بناء البؤر الاستيطانية الرعوية، والتي زاد عددها عن ١٦٥ بؤرة والتي تسيطر على مساحات شاسعة من المراعي والأراضي الزراعية.



جدار الفصل العنصري خلّف آثارًا سلبية على الحياة الصحية والاجتماعية والتعليمية والبيئية والاقتصادية للفلسطينيين

ولفت شعبان وهو أسير محرر أمضى حوالي 11 عاماً في سجون الاحتلال، وعضو في المجلس الثوري لحركة فتح، أن جدار الفصل العنصري من أبشع صور الاعتداء على الأراضي الفلسطينية، إذ يحيط الجدار الأراضي المقدسة كغلاف للقدس، من ثلاثة اتجاهات الشمال والجنوب والشرق، ويعزلها عن الضفة الغربية بالكامل، ويسير الجدار بشكل متعرج لينشئ منطقة واسعة بها القدس بحدودها التي وسعها الاحتلال عام 1967، ويضم التجمعات الاستيطانية في الضفة مثل "غوش عتصبون، ومعاليه أدوميم، وجفعات زئيف"، ويستثني عددًا من الأحياء العربية لتكون خارج الجدار.

طول الجدار الإجمالي في الضفة 708 كلم، طول الجدار في الجزء المحيط بالقدس 142 كم، ارتفاع الجدار بين 4-8 أمتار... وإلى نص الحوار.


-بداية دعنا نتحدث عن أهداف مقاومة الجدار والاستيطان؟

أهم أهداف هيئة مقاومة الجدار، السعي إلى هدم الجدار، ورفض أن يكون هذا الجدار هو المحدد لحدود دولتنا الفلسطينية لأنه تم بناؤه على الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧، كما أنه يعزل خلفه ما يقارب ١٠ % من مساحة الضفة العربية.

إضافة إلى التخلص من الاستيطان بكافة أشكاله، وتبعاته، والعمل على تنظيف كافة الأراضي الفلسطينية من المستوطنات.

 

-إلى أي مدى وصل الفصل العنصري في فلسطين؟

يتجلى الفصل العنصري في كل مناحي الحياة ويمس المواطنين الفلسطينيين في كل بقعة في فلسطين التاريخية، وذلك في كل شيء يقوم به الاحتلال، فالقوانين التي يسنها الاحتلال التي كان آخرها قانون المواطنة ولم الشمل حيث يحرم الفلسطيني/ة من الزواج في فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨ وكذلك بالعكس، بينما يحق لليهودي الأوكراني القدوم والعيش حيثما يشاء، إضافة إلى حق الملكية والحركة بين جنبات الوطن، والتعليم والعمل، ويظهر هذا الفصل حتى خلال الاعتقال والمحاكمة.

كما يظهر الفصل العنصري والتفريق حين التظاهر، فالفلسطيني يُقمع ويُطلق النار نحوه، أما المستوطن فتتم حمايته من قبل الجيش خلال اعتدائه على الفلسطيني، وغير ذلك الكثير من أشكال التمييز.

 

-مع اعتراف بعض القوى الأوروبية بعدم شرعية الاستيطان كيف علينا استغلال هذا الأمر للضغط على الاحتلال؟

الاحتلال لا يعير انتباهًا لكل التصريحات والإدانات والاستنكارات من القوى الأوروبية، ويجب أن ترتقي هذه الإدانات وبيانات الشجب إلى مقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل، وقد نادينا بذلك منذ عشرات السنين ولكن للأسف العالم لم يستجب لهذا النداء، ولهذا نلمس الازدواجية في تعامل دول العالم حيث ما نطالب به ضد إسرائيل، نجده بكل سهولة وسرعة يطبق ضد روسيا رداً على ما يجري في أوكرانيا، فقد أكدت الحرب الروسية الأوكرانية الازدواجية التي يتعامل بها العامل بين القضية الفلسطينية من جانب، وغيرها من القضايا من جوانب أخرى.

 


-  حدثنا عن آخر لقاءات الهيئة لنشر القضية؟

كان آخر اللقاءات مع وفد من الجامعات الأمريكية، وتم اطلاعه على الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية، كما تم عرض جملة من الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال وقطعان المستعمرين ضد شعبنا الفلسطيني.

ونسعى من هذه اللقاءات أن يكون هؤلاء الطلاب وغيرهم سفراء للقضية الفلسطينية في بلدهم ونقل الحقائق والوقائع كما هي على الأرض، مع التأكيد على أن دولة الاحتلال دولة فصل عنصري.

 

- أبرز خطوات الاحتلال لتوسيع الاستيطان؟

الاحتلال يبتكر ويتفنن في وسائل الاستيطان، ولا يتوقف عن ابتكار واستعمال أساليب كثيرة من أهمها

١- نشر مزيد من توسيع المخططات الهيكلية الاستيطانية، والمصادقة على الآلاف من بناء الوحدات الاستيطانية.

٢- إطلاق العنان لعصابات المستوطنين في بناء البؤر الاستيطانية الرعوية، والتي زاد عددها عن ١٦٥ بؤرة والتي تسيطر على مساحات شاسعة من المراعي والأراضي الزراعية.

٣- بناء الطرق والأنفاق والجسور التي تربط المستوطنات بعضها ببعض وتسهل الوصول إلى الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨.

٤- توفير الخدمات الأساسية كافة لهذه المستوطنات، التي تسهل حياة المستوطنين.

٥- تشجيع السكن في المستوطنات بتقديم عروض مغرية وتسهيلات للمستوطنين.

٦- السيطرة على المناطق الاستراتيجية المهمة، من منابع للمياه ومناطق تاريخية وآبار ارتوازية وأراضٍ خصبة.

 

-الاستيطان والاستيلاء على المباني في القدس إلى أي مدى وصل الأمر؟

يسعى الاحتلال بكل الطرق لإفراغ الأحياء العربية وتهويد المدينة، ويستخدم لذلك كل الطرق للسيطرة على المباني، من خلال التزوير، والتضييق على المواطنين حتى في أبسط الحقوق في الترميم، أو إضافة أي بناء، وبالتالي خطة الاحتلال بتفريغ الأحياء العربية، وتهويد المدينة.


- حي الشيخ جراح ومنطقة سلوان.. كيف يتوقف استيلاء الاحتلال على المنازل؟

عند الحديث عن حي الشيخ جراح فلا نملك إلا أن نحيي الصمود الأسطوري لأهلنا في الشيخ جراح، ورفض مغادرة منازلهم رغم سياسة الترغيب والترهيب التي يمارسها الاحتلال، فعلى الرغم من إصدار العديد من القرارات لإخلاء المنازل، واستخدام الاحتلال لكل الأساليب من اعتقال وتنكيل بأهالي الحي، بالإضافة إلى تسهيل اقتحامات المستوطنين  للحي، إلا أن أهالي الحي نجحوا بشكل كبير في عرض قضيتهم على العالم حيث لقي ذلك تعاطفًا دولياً ساهم في تراجع الاحتلال في بعض الأحيان، نظراً للضغط الإعلامي، إلا أن هذا طابع الاحتلال التراجع وقت الضغط الإعلامي ثم البدء في الضغط على أهالي الحي مرة أخرى.

 

- قرارات الهدم كيف تتم مقاومتها؟

نعمل بقوة لمقاومة قرارات الهدم التي لا تتوقف من جانب الاحتلال، ويكون ذلك بالمتابعة القانونية في المحاكم الإسرائيلية، التي لا نعول عليها كثيرًا فهي في الأغلب تحكم بالهدم لصالح الاحتلال.

لكننا نعمل جاهدين على أن نكسب الوقت خلال هذه المحاكم، إضافة إلى تشجيع المواطنين على البناء من جديد بعد عملية الهدم، حيث تقوم الهيئة والمؤسسة العاملة في هذا المجال في دعم المواطنين في إعادة البناء.

 

- ماذا عن تحركات الهيئة داخليًا ودوليًا لإيقاف شبح الاستيطان؟

تعمل الهيئة من خلال عدة محاور لإيقاف شبح الاستيطان منها:

- المحور القانوني الذي يهدف إلى إبطال عملية الهدم ومصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني واعتداءات المستوطنين.

- المحور التوثيقي الذي يهدف إلى توثيق اعتداءات وانتهاكات الاحتلال وفضح سياسته الاحتلالية.

- محور دعم الصمود الذي يهدف إلى دعم صمود المواطنين في البقاء على أرضهم وعدم مغادرتها رغم ما يفرضه الاحتلال من تضييق عليهم.

- محور المقاومة الشعبية الذي يهدف إلى مقاومة الاحتلال في مناطق الاحتكاك كافة، وتكبيده خسائر تجعل وجوده غير مجدٍ واحتلاله مكلفا.

أما على الصعيد الدولي فالهيئة تعمل مع الشركاء في توفير الملفات الخاصة بالاستيطان إلى محكمة الجنايات الدولية، حيت إن الاستيطان يعتبر جريمة حرب تلاحق المحكمة مرتكبيها.

 

- تزايد الإجراءات القمعية بحق مزارعي محافظة قلقيلية؟

منذ بداية العام والاحتلال يشدد الإجراءات القمعية بحق مزارعي محافظة قلقيلية، وتأتي هذه السياسات القمعية ضمن خطة لقطع الأشتال الزراعية في المحافظة، يأتي هذا مع أن الاحتلال يستهدف الأراضي الموجودة خلف جدار الضم العنصري، بهدف توسيع مشاريعه الاستيطانية، ومن أهمها مشروع مقطع الشارع والذي يربط بين قلقيلية ونابلس بالقرب من مستوطنة ألفي منشيه، ويؤثر هذا المشروع على أكثر من 14 مشتلًا على مساحة تقارب 600 دونم، بالإضافة إلى خمس آبار ارتوازية موجودة خلف الجدار.

وقد وصلت إخطارات وقف البناء والهدم منذ بداية هذا العام إلى أكثر من 30 إخطارًا، منها إخطارات لأراضٍ موجودة خلف الجدار، هذا مع تعنت الاحتلال وتعمده عرقلة دخول المزارعين لأراضيهم عبر البوابات أو إغلاقها كاملة مثل بوابة "عزبة سلمان" المغلقة منذ أكثر من شهرين.

 

- المرأة الفلسطينية الرقم الأصعب في المعادلة؟

المرأة الفلسطينية هي الرائدة في الميدان والجزء الأصيل من شعبنا، فهي التي تتحمل الكثير من تبعات قرارات الهدم والانتقال من مكان لآخر، والتي قدمت أبناءها فداء للوطن، فإنها تقدم الأسير والشهيد، كما أنها لا تغيب عن الفعاليات الوطنية والشعبية المنددة بممارسة الاحتلال وقطعان المستوطنين.