حين يؤلمنا الفقد

أمل السلاحجي

  • 95


في مجلس عزاء جلستُ، أحاول لملمة حزني كي أواسي من هم أقرب للميت مني.

 حاولت أن استجمع في عقلي كلمات العزاء فتستعصى عليّ، وتأبى أن تأتي كاملة، فتتساقط من فمي مبعثرة ممزقة.

ألم الفقد شديد حقا، يحتاج لمعجزة تبرده وتطفئ لهيبه في القلوب.

فأين تلك المعجزة؟!

فيأتي الرد سريعا عاليا تاليا لآيات القرآن، المعجزة الخالدة المتجددة، كلمات ربي، تطمئن، وتواسي، وتبشر، فإذا ما ذكرنا الفقد، علمنا إنا لله وإنا إليه راجعون.

وإذا ما هدنا الألم، بشرنا بجزاء الصابرين.

وإذا ما أسينا على أيامنا الجميلة بصحبة الفقيد، ذكَّرنا بأن الدنيا لعب ولهو فانية غير باقية.

وإذا ما خشينا عليه من القبر وظلمته، بشرنا بأن المؤمنين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، فننشغل بالدعاء أن يتقبله منهم.

وإذا ما قلقنا على ذرية له ضعاف صغار، طمئننا بأن الله هو المولى الوكيل الرزاق البر الرحيم.

وإذا، وإذا.. كل ألم في الدنيا  فالقرآن شفاؤه، وكل داء في القرآن دواؤه، وكل كسر فالقرآن جبره

فالحمد لله على نعمة القرآن

والحمد لله القريب الرحيم الرحمن