مصر.. نهر النيل قضية وجود لا تهاون فيها وسنحافظ على أمننا المائي

سفراء: إثيوبيا تسعى لسلب خير النيل وتستخدم سد النهضة لخلق النزاعات

  • 69
الفتح - نهر النيل

لازال المشهد الضبابي يسيطر على أزمة سد النهضة، بين إثيوبيا التي تواصل البناء وإطلاق التصريحات المشكوك بشأن انتاج الكهرباء والملء الثالث، وبين تمسك القاهرة والسودان بالحلول الدبلوماسية والسياسية للأزمة؛ تضيع حقوق دولتي المصب، ورغم تشكيك كثير من المسئولين والخبراء في تصريحات أديس أبابا حول تخزين أكثر من 18 مليار متر مكعب من المياه، وكذلك التشكيك في ملئ 10 مليار متر مكعب من المياه في المرحلة الثالثة،  يظل سد النهضة معضلة كبيرة في ظل التأكيدات بأن بناء السد يفتقد لعوامل الأمن والسلامة وعدم وجود أي اتفاق بين الدول الثلاث يحمي القاهرة والخرطوم.

تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء المباحثات الثنائية بينه وبين الرئيس البولندي إلى ملف سد النهضة، موضحًا أنَّه تم استعراض الجهود المصرية على مدار عقد كامل من المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق منصف وملزم قانونيًا، وعدم الإضرار بمصالح مصر المائية، مشددًا على أن نهر النيل مصدر المياه الرئيسي لمصر، وفي ذات الوقت يضمن الاتفاق بشكل عادل تحقيق الأهداف التنموية للشعب الأثيوبي. 

وقال سامح شكري وزير الخارجية المصري، إن لم يتم التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة، وأكد أن مصر تسعى للحفاظ على أمنها المائي وتراه قضية أمن قومي وتتمسك بحق شعبها في الاستقرار والأمان المائي، مشددًا على أن الاتفاق على سد النهضة قضية وجود وفي مقدمة أولويات السياسية الخارجية المصرية، نافيًا الخيار العسكري، وأن مصر لا تقف عائقًا أمام التنمية الاقتصادية في إثيوبيا.

ولمواجهة نقص المياه جراء أزمة سد النهضة أكدت وزارة الموارد المائية أن الدولة تعمل منذ سنوات على مواجهه نقص المياه بتحسين البنية التحتية لشبكة في البلاد، وتجديد الشبكة الوطنية للقنوات المائية، وزيادة مساهمة قطاع الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي، واستكشاف طرق بديلة لزيادة حصة المياه، من خلال تحلية مياه البحر، وترشيد الاستهلاك من خلال تحديث تكنولوجيا الري، وتوفير مصادر مياه جديدة مثل إعادة استخدام مياه الصرف في الزراعة وتعظيم استخدام المياه الجوفية.

ونحو ذلك السياق، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن إثيوبيا تسعى لسلب خير النيل وتنتهك مواثيق الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن والأمم المتحدة، دون أن يتحرك أحد لمنعها، مؤكدًا أن الأزمة تحتاج لجهد دبلوماسي كبير لإرغام إثيوبيا على الوصول لاتفاق ملزم بشأن السد.

وأشار وزير الخارجية الأسبق في تصريح لـ"الفتح، إلى أن أي انهيار أو أزمة في سد النهضة ستؤدي لعواقب وخيمة على السودان أكثر من مصر، والمخاطر الفنية للسد إنذار مبكرً لتعاون مصري سوداني أكبر بشأن السد، مُكذبًا بعض التصريحات بأن بناء سد النهضة يفيد السودان ويحميها من الفيضانات وأن هذا الدفع شديد الخطورة. 

وأكد العرابي أن العلاقة التاريخية والاجتماعية والمصالح المشتركة بين مصر والسودان هي السبيل لحل الأزمة، لافتًا إلى احتمالية استفادة مصر من مياه الفيضانات في السودان كل عام إذا توافرت دراسات رغم صعوبة الأمر، ولكن اذا حدث تعاون لتصريف المياه لداخل مصر لاستخدامها سواء في الزراعة أو أشياء أخرى توفر لنا مخزون أعلى من المياه.

قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن سد النهضة في الأجل الطويل لن يضر بمصالح مصر المائية، موضحًا أن أثيوبيا ليس لديها نظام للري إن أرادت الاستفادة من مياه السد وأن المياه تأتي من الجنوب إلى الشمال مما يحتم بضرورة تصريفها لتخرج من السد وتخرج نحو الشمال إلى دولتي المصب. 

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات لـ"الفتح"، أن المقصود من سد النهضة توليد الكهرباء ولتوليده لابد من مرور المياه في التوربينات لتخرج من السد، مشيرًا إلى أن الأزمة في انفاض عدد التوربينات -أربع توربينات-، وعن خطورة سد النهضة أكد أن مضاعفة ارتفاع السد 72 مترًا، تحمل كمية كبيرة من المياه على الأرض بجانب البناء والأرضية الهشَّة للسد على عكس  السد العالي جرانيت وطين أصلي.

ويرى بيومي أن الملء الثالث غير منطقي لأن المياه ستكون أكبر من قدرة السد الاستيعابية وحتى إن حدث سوف تضطر إثيوبيا لفتحه حتى لا ينهار.

وأردف بيومي بأن إثيوبيا لها مواقف معادية لمصر ولديها مشاكل داخلية تجعلها تستخدم سد النهضة لخلق النزاعات وتهدئة الجبهة الداخلية، وأن مخاطر انهيار السد تمثل كارثة للسودان أكثر من مصر، لأن مصر بها سدود وخزانات كثيرة، وبذلت جهودا كبيرة في توشكي ووادي النطرون وغيرهما، وفي حالة خروج المياه بشدة نستطيع استيعابها في الصحراء الغربية.