وقفات تربوية

سامية حمدي

  • 82
أرشيفية



قرة العين بصلاح الأبناء وبرهم بالوالدين من أهم أسباب السعي وراء بذل جهود فائقة في تربية الأبناء، المدح والذم بين الأبناء كالميزان الذي ينبغي على المربي مراعاته بحرصٍ، كسببٍ من أسباب الوصول لشخصية سوية تنعم بالحب والدفء قادرة على البذل والعطاء بين أفراد أسرتها ومجتمعها.

مدح الأبناء في إنجازاتهم وتذكيرهم أن الله هو الذي يرزقهم بالنعم يزيدهم ثقة في أنفسهم وحبًا فيمن مدحهم ورغبة في إسعاده بزيادة الإنجازات والسلوكيات الإيجابية لكن مع الحفاظ ألا يتعدى المدح ليصل بالابن للغرور والعجب بالنفس والتكبر على الآخرين.

لكن أن تمدحه بإنجازاته من وراء ظهره أمام غيره وما أن تراه تنهال عليه بالذم لما ارتكب من أخطاء فهذا يصيب نفسه بالخيبة والشعور الدائم بالفشل ويتولد لديه شعور داخلي في كيفية إزالة الاتهامات الموجهة إليه فبدلًا من الترقي في الإنجازات تجده يترَدّى في العداوات وكره الآخرين ونبذ أسرته فهو لا يحب الاجتماع بهم حتى لا يقرعه أحد بمصائبه فينزوي بعيدًا يأكل نفسه بنفسه يكره الخير لغيره فيتمنى أن الكل سيئ مثله لا يوقر كبيرًا ولا يرحم صغيرًا ويستحل حقوق غيره بل قد يصل لاستحلال أموال وأعراض الآخرين.

تتزن كفة المدح والذم بأن تمدح الجميع أمام الجميع وما تراه مذمومًا انصح فيه أبناءك كلًا على حدة فلا يصح أن تذم ابنك في وجهه وتمدحه من وراء ظهره فهذا يكسر القلب ويورث العداوة ويبعث على العقوق، ولا يصح أن تمدحه وراء ظهره أمام إخوانه وأنت تذمهم وتذكرهم بخيباتهم وأن فلانًا هو الأقرب لقلبك عنهم فهذا يولد الضغينة والحقد في نفوس أبنائك فيكرهون من تحبه لكونك مادحًا له مذمًا لهم.

وما أن تطغى كفة على الأخرى تجد دمارًا هائلًا في نفوس الأبناء وضياع البر وانتشار السخط والعداوات وتنقضي الحياة في التنافر والتناحر بين جميع الأطراف فلا الأبوان فازا بالبر ولا الأبناء غَنِمُوا الحب ولا الأسرة هنأت باستقرار ولا المجتمع نجا من الدمار.