باحث إسلامي: معاوية بن أبي سفيان من كتبة الوحي وأثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام

ابن تيمية: معاوية بن أبي سفيان أفضل ملوك الأمة

  • 71
الفتح - فضائل معاوية بن أبي سفيان

قال دكتور زين العابدين كامل، الكاتب والباحث المتخصص في التاريخ الإسلامي، إن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من كَتَبة الوحي، مضيفًا: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ادع لي معاوية، وكان كاتبه" (أخرجه أحمد في مسنده بسندٍ صحيحٍ)، وفي رواية عند البيهقي وغيره: "وكان يكتب الوحي"، فصرح بالوحي. وقال الذهبي: "وَقَدْ صَحَّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ أَلْعَبُ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: "ادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ"، وَكَانَ يَكْتُبُ الْوَحْيَ" (تاريخ الإسلام للذهبي)، موضحًا أنه يُعلَم من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأتمنه على وحي السماء.

وأكد الباحث في التاريخ الإسلامي في مقال له نشرته الفتح، أنه أثنى كثيرٌ من الصحابة والعلماء على معاوية في حياته وبعد مماته، ويروي الطبري مرفوعًا إلى عبد الله بن عباس قوله: "ما رأيت أحدًا أخلق للملك من معاوية، إن كان ليرد الناس منه على أرجاء وادٍ رَحْب"، أما عن ولاية معاوية فعمر ولَّاه، وجمع له الشامات كلها، وأقرَّه عثمان، بل إنما ولاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وجعله خليفة لأخيه يزيد بن أبي سفيان على الجيش الخارج لحرب الروم في الشام.

 وقال ابن تيمية في موطن آخر: "فلم يكن من ملوك المسلمين ملك خيرًا من معاوية، إذا نُسِبَتْ أيامه إلى أيام مَن بعده؛ أما إذا نسبت إلى أيام أبي بكر وعمر، ظهر التفاضل".

وأشار زين العابدين إلى قول ابن تيمية عن معاوية: "واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة، وهو أول الملوك؛ كان ملكه ملكًا ورحمة" (منهاج السنة لابن تيمية)، كما لفت إلى ذكر ابن كثير أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال بعد رجوعه من صفين: "أيها الناس، لا تكرهوا إمارة معاوية؛ فإنكم لو فقدتموها رأيتم الرؤوس تَنْدُرُ عَنْ كَوَاهِلِهَا كَأَنَّهَا الْحَنْظَلُ".

كما أشار إلى أنه ذُكِرَ عمر بن عبد العزيز عند الأعمش فقال: فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: في حلمه، قال: لا والله، في عدله" (السُّنَّة للخلال).