كاتب: مشكلات المنظومة الطبية جعلت الطبيب يتحمل ضريبة كل عيوب وقصور المنظومة

  • 46
الفتح - أرشيفية

يرى أحمد شهاب، الكاتب والداعية الإسلامي، وجود عِدَّة معضلات في علاقة المجتمع بالطبيب خصوصًا، والمنظومة الصحية عمومًا، موضحا أن تلك المعضلات جعلت الطبيب يتحمل ضريبة كل مشكلات وعيوب وقصور المنظومة.

وقال شهاب في مقال نشرته له الفتح، إن المعضلة الأولى هي أن الطبيب هو الواجهة الأولى التي تقدِّم الخدمة، وبالتالي فأي عيب في الخدمة يتم إلقاؤه مباشرة على الطبيب!، وعندما لا يجد المريض مجرد حقنة مسكنة أو سرنجة أو خيط جراحي، أو لا يجد دواءً معينًا؛ فهذه في الحقيقة ليست مشكلة الطبيب، لكن سيبقى أنه هو مَن يقدِّم الخدمة، وأيضًا مشكلة طابور الانتظار، المريض الذي لا يقبل الانتظار بتاتًا، نعم قد يتأخر الطبيب عن المريض نتيجة قصور وخطأ، لكن في أحيان كثيرة يكون هذا هو أفضل المتاح في ظل تلك المنظومة.

وأضاف الكاتب والداعية الإسلامي قائلا: نعم أتفهم عدم صبر المريض -وكلنا بشر نمرض ونشعر بتلك المشاعر-، لكن في بعض الدول المتقدمة الانتظار يكون بالشهور حتى تقابل طبيبًا في تخصص عادي، وحتى لو كان الأمر طارئًا قد تجلس بالساعات، وأكثر لعمل إجراء يسير جدًّا!

ونوه شهاب إلى أن هذه النقطة تحديدًا في مصر نحن لا يكاد يوجد عندنا طوابير انتظار في استقبال الطوارئ مقارنة بالكثير من الدول المتقدمة، وإن كان عندنا مشاكل أخرى أكبر بكثير؛ فهذا الأمر يحتاج الى تثقيف وتعليم، ومعرفة طبيعة الخدمة الصحية في العالم.

وأكد شهاب أن هذا العيب - أن  يكون الطبيب هو مقدم الخدمة وبالتالي يتحمل كل مشكلات المنظومة- موجود في عددٍ مِن الوظائف الخدمية، مثل: الخدمات التعليمية والاجتماعية، وكذلك بعض موظفي الشباك في عددٍ مِن المصالح الحكومية الذين هم في الحقيقة ضحية ضعف المنظومة الخدمية ككل، لكن لأنه هو الواجهة التي تقدِّم الخدمة يتعرض هو للاحتكاك المباشر بالمريض أو بالعميل أو بالمواطن.

وتابع قائلا: والمواطن يوجِّه له اللائمة بينما في الحقيقة هذا مجرد واجهة لتقديم الخدمة وليس هو مقدم الخدمة الحقيقي، بل هو الحلقة الأخيرة في سلسلة من العمليات المتوالية، مشيرا إلى أن هذه أولى المعضلات: أن الطبيب يتحمل ضريبة كل مشكلات وعيوب وقصور المنظومة، أو على الأقل لا يجد المريض أمامه مَن يخرج فيه ما بداخله مِن غضب إلا الطبيب.