غريزة التدين.. داعية: الضلال في الانحراف عن القرآن والسنَّة واتباع الهوى

  • 43
الفتح - القرآن

قال خالد شحات سيد الكاتب والداعية الإسلامي، إن الواجبَ على المخلوق أن يكون عبدًا للخالق سبحانه وتعالى وأن تكون عبادته على مراد خالقه لا على هواه، مضيفًا أن الله أنزل الكتب وأرسل الرسل ليبينوا للناس طريق العبودية الحق التي تتضمن إثبات الربوبية للخالق الرازق المدبر، وتوحيده بالألوهية في صرف العبادة له وحده، قال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ".

وأوضح الكاتب في مقال له نشرته الفتح، أنه كما بيَّنت الآية الغاية من إرسال الرسل والتي لا تقتصر فقط على إثبات وجود الإله؛ لأن ذلك ثابت بالفطرة، ومؤَيد بالبراهين الكونية، وإنما بيَّنت أيضًا الحق الواجب على العباد لخالقهم، بعدم إشراك غيره معه في ربوبيته "أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا"، وفي ألوهيته "فَاعْبُدُونِ"؛ فهذا هو الطريق الواضح لإشباع غريزة التدين.

وأكد الداعية أن الضلال كل الضلال في الانحراف عن هذا التوجيه القرآني، والانحراف عن طريق المرسَلين؛ سواء كان انحرافًا في الجانب الروحي (الاعتقاد) بإقرار الربوبية لغير أو مع الله، أو في الجانب العملي (العبادات) بالابتداع واتباع الهوى.

وأشار الكاتب إلى أن هذا يوقع صاحبه بين أمرين -كلاهما شر-: بين إفراط، وتفريط في تطبيق أوامر الدِّين.

وتابع الكاتب: "الأول: تقوده عاطفة مبنية على فهم خاطئ للنصوص، فينساق خلفها بلا ضابط فيصير متشددًا مغاليًا، فيصل به الأمر إلى التكفير وإباحة الدماء واعتزال طوائف المؤمنين، والثاني المفرِّط يرى: أن تدينه يكمن في أسرار روحانية كفيلة أن تمنحه رتبة الولاية دون عمل؛ أو يرى أن نصوص الدين تُطبَّق على حسب تفسير كل شخص تبعًا لهواه؛ أو يرى أن إشباع غريزته الدينية تتمثل في زيارة القبور والأضرحة؛ مما يوقعه بعد ذلك في السؤال والتوسل بغير الله، ثم يجني عموم الناس عقبات الفريقين!.